شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 66)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 66)
المحتوى
وي الساعة الخامسة من صباح يوم الأربعاء 151487/4/16, ابتدات العمليات
الاسرائيلية لاجتياح بيروت الغربية بعدما كانت الألغام والمتاريس قد رفعت من معايرها وشوارعهاء
وفيما كانت قوات الحركة الوطنية اللبنانية منزوعة السلاح أو مشتتة. وقد ابتدأ الاجتياح بألفى
جندي نقلتهم الطائرات على عجل إلى مطار بيروت, ثم اتخذ الهجوم ثلاثة محاور, منطلقاً من
المواقع الاسرائيلية في الساحل الجنوبي لبيروت والميناء والمطار.
وقبل مضي أربع وعشرين ساعة, أي في صباح الخميسء كان طوق المهاجمين قد احكم تماماً
حول منطقة الفاكهاني وصبرا وشاتيلاء والطرقات المؤدية إليها مقطوعة, والقصف والقنص
شديدين على تلك المنطقة. وفي غضون ذلك, تعزز التعاون التنسيق الاسرائيلي مع مسلحى حزب
الكتائب في القوات اللبنانية, حيث تبنى ورثة الرئيس الراحل في قيادتهاء وعلى رأسهم فادي أفرام
والياس حبيقة» تفاصيل هذا التنسيق» وأظهروا استعد ادا تاما للتنفيذ. وتجمعت وحدات من هذه
القوات, تضم عناصر كتائبية في الأساس. وقلة قليلة من جماعة سعد حدادء ويعض الأفراد من
الموالين لحزب الوطنيين الأحرار, بانتظار التعليمات الأخيرة للشروع في الأعمال الموكولة إليهاء
بالتعاون مع جيش الغزو الاسرائيلي. كان الاتفاق على هذا التعاون قد جرى في 1547/5/5.
وصدر الأمر الاسرائلي بإدخال القوات اللبنانية إلى المخيمات بناء على قرار اتخذه بيغن وشنارون
وأبلغ إلى رئيس الأركان ايتان. أما القرار الحكومي فصدر عن اجتماع مجلس الوزراء الاسرائيلي
بعد أن تمت كل الترتيبات, وذلك ظهر الخميس ‎.1547/3/١5‏ وفي الخامسة من بعد ظهر هذا
اليوم بدأت أعمال التقتيلء فتقدمت الوحدات المتجمعة لهذه الغاية في منطقة الحرش المواجهة
لمستشقى عكا جنوبي مخيم شاتيلا ومن عرسال المدينة الرياضية غربي صبرا. وقد جرت أعمال
التقتيل وبسط طوق عسكري اسرائيلي محكم على المنطقة, ووسط تكتم إعلامي أشدّ إحكاماء ولم
تصل أنباؤها إلى أسماع المسؤولين الاسرائيليين» من غير الذين اتخذوا القرار, إلا في أوقات
متآخرة وتباعاء حيث يمكن رصد بداية تسرب الأنباء غير المعلنة مع منتصف ليل الخميس -
الجمعة ‎.15147/5/1١7 - ١١‏ وهناك ما يؤكد وجود خطة مسبقة لتفتيت هذه الأنباء وتمويهها
وتأخير وصولها إلى بعض المحطات المعنية» وخصوصا تلك منها التي قد تعارض الاستمرار في
المجزرة أو تطلب وقفها. وما يؤكد هذا أن الجنرال ايتان, الذي اجتمع ممع مسؤولين عسكريين
اسرائيليين وكتائبيين فيما كانت اعمال التقتيل جارية؛ أثنى على القتلة, وسمح لهم بإدخال
إمدادات بشرية جديدة؛ وبتمديد مدة بقائهم في المنطقة المنكوبة» وبتزويدهم بتراكتورات وجرافات
اسرائيلية لاستكمال عمليات التهديم وتكويم الضحايا في حفر تحولت إلى مقابر جماعية وتمويهها.
وإذا كان فريق الباحثين الذي أنجز هذا التحقيق قد تمكن من امتلاك صورة الوقائع التى
شغلت مجرى الاحداث بمعظمهاء فقد كان من المتعذر معرفة الذين ساهموا في المجزرة كلهم.
ولكن من المؤكد أن الذين نفذوا المجزرة ينتمون إلى واحد من تيارات حزب الكتائب وهو التيار
الأوثق ارتباطا باسرائيل والذي كان يسيطر على قيادة القوات اللبنانية» وأن عناصر اشتركت في
التنفيذ تنتمي لجماعة سعد حداد أو لغيرهاء وهفي عناصر تشكل أقلية بين المنفذين: ولم يقم دليل
مقنع على أنها تلقت أوامر من قياداتها للاشتراك في المجزرة. أما الاسرائيليون فلهم الدور الأول
في كل ما جرىء فهم الذين غزوا لبنان ثم وفروا المناخ اللازم للقيام بالمجزرة باحتلالهم غربي
بيروتء وقادوا هذه العمليةء وأمنوا جميع مستلزماتها من المعدات وسواها. وقد شوهدت عناصر
اسرائيلية بين القتلة داخل المخيمات تولت الاشراف المباشر على تنفيذ أعمال التقتيل؛ فضلاٌ عن
وجود وحدات الجيش الاسرائيلي قي الطوق المحيط بساحة الموت, وقيامها بالتحكم في المعاير
المؤدية اليهاء وتأمين الاضاءة في الليل من الجو والبرٌ لتيسير تنفيذ الأعمال المتفق عليها. وفضلاء
أيضاء عن قيام اسرائيل بتدريب مسبق للعناصر غير الاسرائيلية المنفذة, لتصبح قادرة على ارتكاب
56
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٤
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22204 (3 views)