شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 69)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 69)
المحتوى
أن انتهى عرفات من إلقاء كلمته في صالون الباخرة التي أقلته إلى اليونان» مودعا القيادات
السياسية الرسمية والحزبية والشعبية التي رافقته حتى اللحظة الأخيرة. صاح مقاتل فلسطيني
مخاطبا الحضور: «إننا نترك المخيمات الفلسطينية وديعة في أعناقكم... وديعة في عنقك يا دولة
الرئيس [شفيق الوزان] ووديعة في أعناقكم يا قادة الحركة الوطنية».
أكثر من ذلكء فإنه لا يمكن تفسير الحراسة المشددة الاميركية الفرنسية ‏ الايطالية» التي
أحاطت ببواخر المقاتلين المغادرين بغير الخوف من خديعة اسرائيلية» حيث من المعزوف أن
حراسة بحرية مشددة كانت ترافق البواخر التي اقلت المقاتلين. أما الباخرة التي اقلت عرفات,
فقد رافقتهاء بالاضافة الى الحراسة البحرية. حراسة جوية؛ شارك فيها سلاح الجو الاميركي
والفرنسى واليوناني. وهذا يشير الى أن الدول الضامنة للاتفاق» وهو اتفاق دولي رسميء كانت
تخشى بدورها من مفاجآت اسرائيلية غير متوقعة؛ تخرق الاتفاق, رغم ما في ذلك من إحراج للادارة
الاميركية.
وفي روماء وعندما وصل إلى عرفات نبا بداية الاجتياح الاسرائيلي لبيروت الغربية» بادر إلى
الاعراب عن مخاوفه هذه إلى وزير الخارجية الايطاليء وإلى قداسة الباباء داعيا إلى تحرك سريع
قبل وقوع الكارثة. ولكن؛ جاء الاجتياح الاسرائيلي لمدينة بيروت ذروة في سلسلة أحداث سياسية
تشكل استهتارا فاضحا بالاتفاقية المذكورة والمقدمة من فيليب حبيب لجميع الأطراف عبر
السلطة اللبنانية التى كانت ممثلة برئيس الجمهورية آنذاك, الياس سركيس وشفيق الوزان().
هذا الاستهتار وهذا التجاون, تفاقما بعد تقيد الثورة الفلسطينية بتنفيذ بنوب الاتفاق كافة,
وبعد خروج القوة المتعددة الجنسية من المدينة قبل الموعد المحدد لهاء على الرغم من مطالبة رئيس
الحكومة شفيق الوزان: بأصرار(), الجهات المسؤولة عن هذه القواتء ببقائهاء حماية للسكان
المدنيين والفلسطينيين, حتى الانتهاء من تنفين الخطة الأمنية لمدينة بيروت في 5/57/ 211/7
وعلى الرغم من المخاوف التي أبداها شفيق الوزان وعددها أمام الوفد الفرنسي الذي زاره وطلب
بناء عليها استمرار بقاء القوات الفرنسية ولو لبضعة أيام أخرىء وعلى الرغم» ايضاء من أن
الصف الوطنى©) والقوى الاسلامية”) وقواها المقاتلة قد سلمت مواقعها للجيش اللبناني»
وساهمت بشكل واضح في عملية ازالة العوائق والألغام والتجمعات العسكرية تسهيلا لنجاح
الخطة الأمنية. |
ريسم هذا الاحتلال تساؤلات عديدة وطرح وقائع لا بد من. تسجيلها وتلخيصها بالاتي:
‎١‏ إن عدم دخول الجيش الاسرائيلي مدينة بيروت قبل الاتفاق المعروف لم يكن بفعل
الضمانات الاميركية ولا الضمانات الدولية ولا القرار الدولي» بل كان بفعل قرار الصمود والقتال
الذي اتخذه المدافعون عن العاصمة, وبالتالي خوف العدو من الخسائر التي سيقدمها على
الأرض فيما لو دخل بيروت بغير الخدعة التي تمت بها. ‎١‏
‏"- ثمة تساؤلات حول الجهة التي ساهمت باخراج القوة المتعددة الجنسية في بيروت قبل
الموعد المحدد. فحين طالب الوزان الوفد الفرنسي الذي زارهء بإبقاء القوات الفرنسية ولو لبضعة
أيام. جاءه الجواب في بيان صادز عن وزارة الخارجية الفرنسية في ‎1187/4/١١‏ ليؤكد بأن
الفرنسيين مضطرون للخروج يوم ‎١147/3/١5‏ بسبب إصرار بعض الأطراف داخل الحكم
اللبناني على مغادرتهم لبنان7"). بعد أن كانوا قد أبدوا إستعدادا للبقاء إلى ما بعد انتهاء جلسة
قسم رئيس الجمهورية7"). وجاءت المجزرة بعد أقل من يومين من مغادرة هذه القوات لبنان.
‏" وثمة تساؤّلات أخرى عن أهداف هذا التبكير في الانسحاب الدولي (قوات المارينز
‎8١‏ , تبعتها القوات الايطالية ثم الفرنسية)» وغياب المبعوث الاميركي فيليب حبيب عن
العاصمة اللبنانية قبل الاجتياح الاسرائيلي لها. ومبعث هذه التساؤلات أن مهلة الخروج
‎14
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٤
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39364 (2 views)