شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 76)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 76)
- المحتوى
-
.. الفلسطينيين» وهوما لم يفعلوه في اليوم السابق» وبعد ذلك كان يتم فرز الرجال عن النساء. فيقتل
الرجال فورا مهما بلغ عمرهمء وأما النساء فينتقى بعضهن انتقاء ويُقتل؛ ويتم تجميع الناجين
. والهاربين في ساحة جلول بالقرب من مستشفى غزة. وفي الساعة الحادية عشرة ظهر الجمعة,
سارت تظاهرة سلمية من 6٠١ شخص من الغبيري باتجاه مستديرة السفارة الكويتية,
إلا أن القتلة اعترضوا سبيلها على الرغم من أن التظاهرة كانت ترفع أعلاما بيضاء. وعندما
وصلت التظاهرة بالقرب من محطة بنزين الخطيب بجوار مستشفى عكاء أطلقت النيران عليها
قاصيب بعض السائرين فيها فعادت من حيث أتت. وفي هذا الوقت, أي ظهر الجمعة:, بدا
الاعتداء على مستشفى عكاء وقتل بعض المرضى والممرضينء والاعتداء على الممرضة (انتصار
اسماعيل)» وتم قتل بعض الأطباء. وعلى أثر سماع أخبار الاعتداء على مستشفى عكاء قام
الصليب الاحمر الدولي بإخلاء مرضى مستشفى غزة في تسع سيارات: خوفا من تكرار ما جرى
ف مستشفى عكا. ونقل المرضى إلى مقر الصليب الاحمر ومدرسة اللاهوت في حيّ الحمراء في
بيروت. وعاوب الصليب الاحمر الدولي الكرة وأجلى من تبقى من العاملين ومن مرضى مستشفى
عكا.
أما المرحلة الثالثة من المجزرة فقد بدأت فور إدخال قوات جديدة إمداد للقتلة» وبدات
هذه المرحلة على ما يبدى مساء الجمعة واستمرت حتى ظهر السبت. وقد تميزت هذه المرحلة
بالبشاعة؛ وبعشوائية القتل» وتدمير المنازل على أصحابهاء ودفن الأحياء في حفرة كبيرة, وتفخيخ
الجثث, فقد تأكد خبر السماح بإدخال جرافات (حوالي ستة) اسرائيلية للقتلة شوهدت الكتايات
العبرية عليها. ش
وعندما وصلت إليهم الأوامر بالانسحابء, جمع القتلة من تبقى على قيد الحياة حتى تلك
اللحظة من سكان المنطقتين (صبرا وشاتيلا) بمن فيهم الطاقم الطبي لمستشفى غزة وجله من
الأجانب: بعد أن قتلوا الفلسطينيين منهم» وساقوا الجموع عبر الشارع الرئيسي لصبرا وشاتيلا
من أرض جلول إلى مدخل شاتيلا ما بين السفارة الكويتية ومستشفى عكاء ومن هناك إلى مستديرة
السفارة الكويتية إما سيرا على الأقدام أو في شاحنات, ومن ثم إلى المدينة الرياضية حيث خضعوا
. لاستجواب اسرائيي وتم إطلاق بعضهم فيما بعد. بالطبعء لقد نقل القتلة بعضا من الناس
المتجهين إلى المدينة الرياضية في هذا اليوم في جيبات عسكرية» واخذوهم إلى أماكن أخرى يعيدا
عن أعين الاسرائيليين» وبعد مدة بدأت تظهر جثثهم في الناعمة والشويفات وغربي المطار (مكب
الزبالة). إلا أن المؤكد أن القتل في المنطقة استمر حتى الساعة العاشرة صباح السبت:؛ لأن احد
الصحفيين شاهد جثة أمرأة مذبوحة ذبحا حديثا وقدر أن مصرعها وقع في ما يقارب الساعة
العاشرة من صباح السيت.
بعد انسحاب القتلة» أغلق الاسرائيليون منافذ المنطقة ثانية . وبعد وقت قصير سلموا هذه
المنافذ لقوات الجيش اللبناني. وقد ظن من بقي حيا من سكان المنطقة انهم القتلة وانهم عادوا
إلى المنطقة. فدبٌ الرعب والذعر في صفوف الناجين فهاموا على وجوههم يندبون الأقدار وحظهم
ويبكونء وفيما بعد هدأت المخاوف وبدأت تعود بقايا الناس إلى ما تبقى من المنطقة يبكون الجثث
ويجمعونها ويبحثون عما تبقى لهمء وما تبقى إلا القليل.
فيوم السبت كنت بالكاد ترئ رجلا. بدا المخيم مهجوراء نساء يركضن وهن يصرخن,
وأطفال يبكون ولا يقولون شيئاً. ولم يبق في المخيم رجل أو شاب لأنهم إما قتلوا وإما اسروا أو
تمكنوا من الفرار ولم يطمئنوا للعودة. - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39364 (2 views)