شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 92)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 92)
المحتوى
ولكم تعوا شوفوه. وين الرجولية. وينك يا سبع. ولكم تعوا شوفوا السبع. تعوا شوفوا السبع يا بيت
-إمرأة جنوبية عجوز كانت تندب وتقول: ولك وين ملوك العرب والرؤساء. قتلونا. هتكوا
بأعراضنا. العرب تآمروا علينا وعلى شعبنا. استفردوا فينا بعد ما راحوا الأبطال. ماشي الحال.
اصبروا يا رجال يا أبطال.
التمثيل بالجثث
أوضح التحقيق الذي قام به فريق الباحثين أن معظم إصابات قتلى المجزرة كانت في الراس
والظهر مما يؤكد أن هؤلاء كانوا واقفين أمام الجدران وأطلقت عليهم النيران من الخلف وعن
قرب. ووجد أن عددا كبيرا من الجثث لأطفال ونساء وشبان وعجزة. ووجد بعضهما مصابا
بطعنات من خناجر وسكاكين. وشاهد كثيرون رؤوس قتلى مهشمة إما بالبلطات أو بالنسف أو
مفصولة عن أجسادهاء بالاضافة الى بتر الأطراف وبقر بطون بعض الضحايا على شكل صليب.
وشاهد بعض المراقبين بعض الجثث وقد سلخ جلدها ورسم على جباهها وصدرها أو ظهرها شارات "
الصليب محفورة بالحراب قبل قتل أصحابها. وبعض الضحايا تم حرقهم بعد قتلهم أو ذيحهم,
أو دفنهم تحت الأنقاض. وهناك جثث لنسوة وجدت عارية بعد تقييدها واغتصابها. وهناك غيرهاء
ممن قتلن وهن يحتضن أولادهن الرضع. ولم يكتف القتلة بذلك؛ بل قاموا بتفخيخ بعض الجثث
لايقاع المزيد من الضحايا في المنطقة.
وظهر بوضوح في بعض الحالات ان القتلة اقتحموا البيوت والملاجىء وقتلوا عائلات باكملها :
بينما كان أفرادها يتناولون عشاءهم أو يشاهدون التلفزيون. ناهيك عن المقابر الجماعية التى
ضمت بعض الضحايا الذين دفنوا وهم أحياءء وحدث ولا حرج عن قتل المرضى في مستشفى عكا
ومستشفى غزة.
عدد الضحايا
بين أبرز الأمور المتعلقة بالمجزرة والتي وقع خلاف شديد بشأنها بين الرواة» كان تحديد
عدد الضحايا. قبل كل شيء يجدر أن نسجل أن عدد الجرحى كان قليلا للغاية» إذ أن القتلة
وضعوا نصب أعينهم تحقيق هدف القتل, ومارسوا أعمال التقتيل بأناة أتاحها لهم الوقت الكافيء
وغياب وسائل المقاومة لدى المستهدفين. والذين جرحوا دون أن يموتؤاء هم النفر القليل الذين ظن
القتلة أنهم أجهزوا عليهم, والآخرون الذين تمكنوا من النجاة فيما كانت قذائف أسلحة القتلة:
تطاردهم. ْ
لقد تراوحت تقديرات الرواة ما بين مقلل من عدد الضحايا ومبالغ في التقدير. أما التقليل
من العدد فباعثه الرغبة في التهوين ما أمكن من حجم الجريمة؛ وبالتالي في تضييق تأثيراتها أو قلة
التمحيص. وأما المبالغة فقد وقع فيها الذين قبلوا روايات الشهود في البداية على علاتها. ومع أن
معظم الشهود لا يبالغون متعمدين, فإن روايتهم التي اعطيت فور وقوع المجزرة تأثرت بحجم
الهول الذي آلم بهم إزاء التقتيل الجماعي الذي عاينوه. وهناك عامل آخر أوقع الرواة في المبالغة
غير المقصودة, وهو تشتت الأسر والمعارف في عدة اماكنء حتى أن كثيرين منهم, وقد طاردهم
الهول» وجدوا طرقا اتبعوهاء ليس فقط إلى أحياء بيروت المتعددة: بل إلى خارج العاصمة. وهكذاء
فإن الذين عادواء في الأيام الأولى» ولم يجدوا أقرباءهم أو معارفهمء وشاهدوا البيوت التي هدمت
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٤
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22209 (3 views)