شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 94)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 94)
- المحتوى
-
عن إيقافهم برغم تسرب أنبائها إلى عدة جهات طلبت الايقاف.
من هذه الأغراض ما هو لبناني» وما هو فلسطينيء وما هو عربي» وما هو دوليء ومنها ما
هو مباشر أو غير مباشرء وبعضها آني ٠ وبعضها اآخر يرمي الى مدى بعيد. وقبل كل شيء؛ أوضح
مجرى الأحداث والتقارير التي نشرت عنهاء وكذلك تحقيق لجنة كاهان القضائية الاسرائيلية, مع .
توفير كل الضمانات والمستلزمات المطلوية لانجاح المهمة. وفي تفسيرهم لذلك ركز المسؤولون
: الاسرائيليون. وخصوصا وزير الدفاع شراون الذي غدا في اسرائيل المتهم الأول؛ على أن قرار
إدخال الكتائب إلى المخيمات انطلق من الرغبة في إقحامهم في القتال من جهة, وفي توفير أرواح
الجنود الاسرائيليين: » ووضع الكتائبيين بدلا منهم في مواجهة خطر اقتحام منطقة مكتظة بالسكاد”
ويفترض وجود مسلحين فيها.
وهذا التفسير للدافع الاسرائيلي فيه شيء قليل من الصواب فقط؛ ولكنه لا يكشف كل
الحقيقة ؛ فالرغبة في إقحام الكتائب في الحرب إلى جانب القوات الاسرائيلية موجودة حقا منذ بداية
العمليات الحربية في أوائل حزيران 1587. وكذلك الرغبة في تقليل عدد القتلى والمصابين
الاسرائيليين. وخصوصا بعد أن اتضح أن عددهم في الحرب كان كبيرا مما أثار سخط الرأي العام
الاسرائيليء وشحذ أسلحة معارضي حكومة بيغن. غير أن هذا لم يكن السبب الوحيد. فالحقيقة
أن خطة المجزرة نظمت على نحو يعفي اسرائيل من الحرج حين سيفتضح امرهاء ويعطيها الفرصة
للتنصل من المسؤولية المباشرة» ومن هنا جاء الاصرار على عدم وجود وحدات اسرائيلية داخل
المخيمات إِبّان القيام بالعمل القذر. ومن هناء ايضاء ألقت اسرائيل على لسان حكامها كافة؛ وعلى
لسان لجنة التحقيق, التبعية على الكتائب. فيما حملت نفسها مسؤولية تعد بسيطة بالقياس
للمسؤولية عن القيام بالمجزرة» وهي مسؤولية عدم تقدير عدد محدود من المسؤولين للوضعء
وبالتالي قصورهم عن وقف المجزرة في الوقت المناسب ليس إلا.
ومع أن حكام اسرائيل لم يكونوا بعد غزوهم لبنان» وخلقهم الظروف الدموية الطاغية,
ومساهمتهم المباشرة في المجزرة» في وضع يسمح لهم بأن يلقوا العبارة القذرة على اكتاف غيرهم,
وأن يغسلوا أيديهم من الدم» فقد فعلوا ذلك بكل المكابرة التي اشتهروا بها. فالقول بالخوف من
وقوع ضحايا في صفوف الاسرائيليين» لا يستر الرغبة الحقيقية المذبعثة من الحاجة للتنصل من
المسؤولية؛ ذلك أن المخيمات كانت قد أخليت من المقاتلين؛ وكان سلاحها قد رحل أو سلم
للسلطات اللبنانية» وبالتالي لم يكن هناك توقع جدي لمقاومة حقيقية» وأبرز دليل على ذلك هو ما
حدث بالفعل حيث لم تنهض في وجه القتلة مقاومة تذكرء بل حدث العكسء فتوجه عدد من وجهاء
المخيمين المسنين حاملين رايات بيضاء بقصد التفاوض مع الغازي لحقن الدماء.
إذن» يمكن القول إن إصرار اسرائيل على إقحام الكتائب في هذه العملية دون التقليل من
الدوافع الخاصة لذى الذين اعماهم الحقد عن رؤية هدف اسرائيل الحقيق فقبلوا القيام بالعمل
القذر. تأكيد لهدف اسرائيل الدائم في لبنان الذي هو تعميق التناقضات الداخلية فيه. وتأجيج
الاحقاد, وتغليب رفح العداء بين المسلمين والمسيحيين, وبين اليساريين واليمينيين, » وتوسيع الهوة
القائمة, وإغراقها بالدماء.
يضاف لهذا هدف اسرائيئي آخر لقي هوى خاصا لدى بعض اللبنانيين» وهى بث الرعب
في نفوس الفلسطينيين لدفعهم إلى الهجرة خارج لبنان» وبث هذا الرعب ذاته في صفوف الجمهور
اللبناني المتعاطف تقليديا مع اشقائه الفلسطينيين لاحباطه, واستلاب قدرته على مناصرتهم,
وإفهامه بأن تأييده للفلسطينيين سيكلفه غالياء بدليل أن عمليات التقتيل أتت على أعداد كبيرة
من اللينانيين» وقضت في بعض الحالات على أسر بكاملها.
وفي رصدنا لأهداف المجزرة, لا بد أن نلاحظ أنها تمت في بداية الوقت الذي كانت فيه
لد - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22209 (3 views)