شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 102)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 102)
- المحتوى
-
باحزاب السلطة؛ وعلى رأسها حزب مباي, لكونها قادرة على توجيههم وتأمين متطلبات استيعابهم.
وربما يعوب السبب الاساسي في عدم توفر قيادة كهذه الى عوامل ذاتية تتمثل في مستوى الوعي
السياسي المنخفض لليهود الشرقيينء خلافاً للاشكناز الذين تمرسوا في الحيوات السياسية
الغربية, وساهموا نظرياً وعملياً في النشاط الصهيوني منذ بدايته, عبر اطرهم الحزبية المتعددة.
وقد استغلت الأحزاب القائمة. خصوصا الحزب الحاكم مباي, الوضع المتردي لهؤلاء, من
أجل تقوية مركزهاء وذلك بواسطة انتهاجها سياسة مخططة تجاههم تهدف في الأساس إلى كسب
أصواتهم أثناء الانتخابات. ويصف الخبير الاجتماعي شيفح فايس صراع الأحزاب الاسرائيلية
حول كسب اصوات المهاجرين الجدد بعد قيام اسرائيل» ومعظمهم من اليهود الشرقيين, بقوله:
«لقد استغلت هذه الأحزاب جميع مواردها من أجل التأثير عليهم بطرق مختلفة ومتنوعة؛ على غرار
تقديم المساعدات المالية» وتوفير أماكن العملء وتأمين المساكن وتقديم خدمات أخرى... ولقد أخذ
تعلق المهاجرين الجدد بأجهزة الأحزاب وسيطرتها على مختلف القنوات التي تقدم عبرها
المساعدات المالية» يزداد يوما بعد يوم. وبما أن حزبا مباي والمفدالء كانا أكبر مسيطرين على
وسائل الاستيعاب المختلفة» فقد تمكنا من إستخد ام أكبر تأثير لهما على المهاجرين الجدد, الأمر
الذي يفسر نجاحهما السياسي الواسع في مستوطنات المهاجرين الجديدة؛ وفي المستوطنات القديمة
ايضا التي استوعبت الكثيرين منهم»”). ولقد كان اليهود الشرقيون في الفترة الأولى بعد قيام
اسرائيل» بمثابة مادة خام سهلة الاستغلال بالنسبة لأحزاب السلطة وذلك بسبب لا فاعليتهم
السياسية, وتعلقهم المتزايد بهيئات الاستيعاب.
ويبدى أن وضعهم المأساوي هذاء لم يكن العامل الوحيد الذي استغلته هذه الأحزاب
للسيطرة عليهم وإنما افتعلت أيضاء العامل الوهمي المتمثل في «سياسة جمع الشتات»؛ بهدف
دفعهم نحو الانصهار الكامل في النظام الاشكنازي القائم0"). أما الوسيلة التي اتبعت لتحقيق
هذا الهدفء فتمثلت أولاء في إبراز زعماء طائفيين تابعين لأحزاب السلطة, يعملون على خدمة
مصالحها خصوصا في فترة الانتخابات» وذلك من خلال إيمانهم الكامل بمبدأ جمع الشتات. إلا
أنه سرعان ما تبين أن هؤلاء الزعماء. ليسوا سوى أداة لضمان اصوات اليهود الشرقيين, لتلك
الأحزاب» وذلك بدليل عدم نجاحهم في الدخول إلى معاقلها والانتماء بصورة فعلية إلى قياداتها
السياسية؛ في الوقت الذي لم يتمكنوا فيه. أيضاء من تشكيل قوائم مستقلة؛ خوفا من اتهامهم
بالمس بمبدأ جمع الشتات. ولم يكن أمام هؤلاء سوى اختيار أحد السبيلين: الانخراط في مجال
الحكم المحلي أو التوجه إلى.تأييد احزاب المعارضة. ويلاحظ أن اختيار السبيل الأول كان الأقوى
بينهم؛ حتى مطلع السبعينات تقريباء حين اشتدت الأزمات الاجتماعية ونما الوعي السياسي لدى
أبناء اليهوب الشرقيين.
كانت أحزاب السلطة تستعين في البداية بنشيطي الحكم المحلي من بين اليهود الشرقيين,
الذين هم في الغالب أعضاء محليين في الحزب؛ من أجل تعزيز نفوذهاء وذلك باستخد امهم كوسطاء
بين هيئات الحكم المركزي والهستدروت والوكالة اليهودية؛ وبين المهاجرين الجدد. ولقد أدت هذه
السياسة «إلى إحداث تغييرين أساسيين في هيكلية السلطات المحلية ومهامها وعلاقاتها مع
السلطة المركزية من حيث: أولاء بروز تشابه كبير ومتزايد بين أنظمة الحكم المركزي والمحلي؛ ثانياء
ازدياد تعلق نشيطي الحزب المحليين بأحزابهم»!. ففي البداية قامت هذه الأحزاب «بزرع»
نشيطين في مستوطنات المهاجرين الشرقيين, يختلفون عن السكان المحليين سواء بأقدميتهم في
البلد» أ بأصلهم الطائفي؛ وكان معظمهم يسكن خارج هذه المستوطنات, وقد تمثلت مهمتهم في
«إرشاد» المهاجرين الجدد وتنظيمهم بشكل يخدم مصالح أحزابهم7). إلا أن هؤلاء النشيطين
الغرباءء لم ينجحوا بما فيه الكفاية في القيام بمهامهم؛ لذلك قامت الأحزاب باستبد الهم بنشيطين - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10270 (4 views)