شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 108)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 108)
- المحتوى
-
لقرارات الحكومة, ابتداء من نائب الوزير إلى المدير العام إلى كبار الموظفين» هي شبه محتكرة من '
قبل الاشكناز. الذين يظهرون استعدادا لافراغ مزيد من الوظائّف لليهود الشرقيينء في المراكز
الدنيا فقط. وينطبق الأمر نفسه على صعيد الأجهزة الأخرىء التي تتميز بدورها شبه المستقل»
كالجهاز القضائي والجيش ورئاسة البلديات. خصوصا في المدن الثلاث الكبرى: حيث يلاحظ
احتكار الاشكناز لكامل أو أغلبية وظائفها العليا. وكما أن أغلبية قضاة المحكمة العليا هم من
الاشكنانء فإن جميع جنرالات الجيش (باستثناء واحد هو العميد دافيد ميمون من أصل يمني)
وقادة أسلحته والمشرفين والمنفذين للمهمات الحساسة به هم من الاشكناز أيضا. إضافة إلى ذأاء
فإن جميع رؤساء بلديات المدن الثلاث الكبرى: تل أبيبء والقدسء وحيفا هم منذ قيام اسرائيل
من الاشكنان.
كذلك يسود احتكار الاشكناز للوظائف العليا في مؤسسات المنظمة الصهيونية: كاعضاء
في اللجنة التنفيذية الصهيونية» وف إدارة الوكالة اليهودية كمدراء لأقسامها وينطبق الأمر نفسه
على موّسسات الهستدروت في اسرائيل» حيث يلاحظ احتكار الاشكناز لأغلبية الوظائف العليا بها
كعضوية اللجنتين المركزية والتنفيذية» والوظائف المتوسطة أيضاء كموظفين كبار في أجهزة
الهستدروت وسكرتاريي مجالس العمال؛ بينما يزداد تمثيل السفاراديم في الوظائف الأقل شأناء
كممثلي مؤتمر الهستدروت وأعضاء إدارة المشاريع التابعة لهاء وسكرتاريي لجان العمال.
الضغوط الاجتماعية وتمثيل اليهود الشرقيين
سبق وذكرنا أن الخوف من ظهور أطر حزبية مستقلة لليهود الشرقيين كان أحد دوافع
الاحزاب الاشكنازية الكبيرة والصغيرة, لفتح أبوابها أمام قبول ممثلين سفاراديم في صفوفها.
فسياسة «جمع الشتات» التي استغلت لضمان تأييد اليهود الشرقيين للأحزاب القائمة, خصوصا
أحزاب السلطة» والتي أعاقت مبدئيا قيام أطر حزبية خاصة بهمء قد قابلها في الواقع ضغوط
اجتماعية ناتجة عن وضعهم المعيشي المتردي» عملت في الاتجاه المعاكسء أي كان يمكن أن تؤدي
إلى بلورة أطر كهذه على أرضية الحقوق المهضومة والتمييز في مخلف المجالات. إلا أن الأحزاب
القائمةء خصوصا الكبيرة منهاء استطاعت بفضل أجهزتها القوية وامكاناتها المادية الكبيرة,
تحييد تأثير هذه الضغوط بشتى الطرق والوسائلء وأبرزها رفع نسبة التمثيل الرمزي لليهود
الشرقيين بين صفوفهاء خصوصا في قواكم ممثليها في الكنيست. فمثلاء نجح حزب مباي الحاكم
بعد قيام أسرائيل, في منع قيام أي تنظيم سياسي مستقل لليهود الشرقيين, مستغلا عدم وعيهم
السياسيء والنفور القائم بين تجمعاتهم؛ فاستطاع الحصول على تأييدهم الكبير في الانتخابات
العامة منذ الكنيست الأول وحتى الثامن. وقد ساعدت شخصية بن - غوريون القوية على تكتيل
هؤلاء حول مباي وضمان تأييدهم له رغم الاتهامات التي وجهت إليه من جانبهم بالتقصير في
استيعابهم؛ وتحميله مسؤولية أوضاعهم المعيشية المتأزمة. والحقيقة أن نفوذ مباي بينهم كان
قوياء إلى درجة أن القائمتين الطائفتين القديمتين, اللتين كانتا تمثلان الجالية السفارادية القديمة
ويهود اليمن» واللتين نجحتا في الحصول على ستة مقاعد في الكنيسعت الأولء وعلى ثلاثة مقاعد
في الكنيست الثاني» قد فشلتا بعد ذلك في الحصول على تأييد كاف بين الطوائف الشرقية. فمن
جهة استطاع مباي شق القائمة السفارادية؛ بواسطة ضم زعيمها باخور شيطريت إلى صفوفه؛
ومن جهة أخرى ضضم بعض الممثلين الشرقيين إلى قوائم مرشحيه للكنيست (انظر الجدول الرقم
)١ كي يضمن تأييد ابناء طوائفهم في الانتخابات العامة.
١٠١١و - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 5119 (6 views)