شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 110)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 110)
- المحتوى
-
لقد استمر عهد نفوذ مباي الكبير بين اليهود الشرقيين» حتى انتخابات الكنيست الرابع
في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 1555, التي جرت في ظل الاضدارابات الطائفية التى حدثت في
اسرائيل في تموز (يوليو) من تلك السنة. وقد بدأت تلك الاضطرابات في حي وادي الصليب الفقير
الواقع في منحدرات جبل الكرملء في حيفاء عندما قام سكانه من يهود شمال أفريقياء بمظاهرات
عنيفة اندفعوا خلالها إلى حي هدار هكرمل التجاري الضخم في المدينة حاملين صور الملك محمد
الخامسء جد الملك الحسن الثاني, وملك المغرب آنذاكء وهاتفين باسمه. وقد قام المتظاهرون
الذين كان يترأسهم المدعو دافيد بن هروش بتحطيم السيارات وإحراق نوادي الهستدروت في
المدينة, كتعبير عن حالة الغليان بينهم ضد السلطة. وبعد أيام معدودة من أحداث وادي
الصليب؛ انتشرت المظاهرات بين تجمعات اليهود الشرقيين خصوصا بين يهود المغرب؛ في أماكن
أخرى في اسرائيل» احتجاجا على التمييز ضدهمء خصوصا في مجالات العمل. ورغم نجاح عملية
قمع هذه المظاهرات على يد الشرطةء واعتقال بن - هروش ورفاقه. فقد تحول وادي الصليب الى
رمز ومثار للنقاشات الواسعة وتبادل التهم بين مختلف الفئات. السياسية في اسرائيل. خصوصا
بين احزاب السلطة والمعارضة؛ شكلت على أثره لجنة عامة من قبل الحكومة للبحث في أسباب
الاضطرابات. وكان الشعور العام يتصف بالحساسية المتزايدة تجاه المشكلة الطائفية التى برززت
مع اضطرابات وادي الصليب قبيل الانتخابات للكنيست الرابع. وفي ظلها تحركت الأحزاب
لاحتواء الغليان الطائفي» خوفا من تبلوره في إطارات حزبية مستقلة لليهود الشرقيين. خصوصا
وأن بن - هروش جسد دعوته لأبناء طائفته بترك الاحزاب الكبيرة «وعملاتها بين يهود شمال
أفريقيا». وتشكيل قائمة مستقلة تحمل اسم «منظمة تكتل يهود شمال أفريقيا», كرد على قائمة
«اتحاد يهود شمال أفريقيا» التي كان يترأسها المدعى آشر حسين, والتى كانت عمليا فرعا من
ماي : :
وتمثل رد فعل أحزاب السلطة والمعارضة, بالمبادرة إلى ضضم عدد أكبر من اليهوذ الشرقيين:
خصوصا يهود المغربء إلى لوائحها الانتخابية» ووضعهم في حالات عديدة في أماكن مضمونة
النجاح داخل هذه اللوائح. إضافة إلى ذلك قامت الحكومة بتخصيص بعض المبالغ لانفاقها على
مشاريع محددة يستفيد منها اليهود الشرقيون في الأساسء كمشاريع إسكانية وتطوير
للمساعدات الاجتماعية وغيرهاء وذلك بهدف امتصاص نقمتهم بعد تلك الاضطرابات . وتمكنت
السلطة بأساليبها هذه من إفشال القوائم الطائفية الأربعة التي خاضت الانتخابات: وبينها
قائمة «ليكوب» التي ترأسها بن - هروشء الذي خاض الانتخابات وهو لا زال قابعا في السجن.
فلم تحصل هذه القوائم مجتمعة سوى على /١,7 من الأصوات, الأمر الذي لم يؤهلها للدخول
إلى الكنيست (إنظر الجدول رقم 7). ولضمان عدم تكرار مثل تلك الاضطرابات, بدأ زعماء
كثيرون بعد تلك الانتخابات؛ ومن ضمنهم رئيس الحكومة آنذاك بن - غوريون, يتحدثون علانية
حول الحاجة الى تعيين عدد أكبر من اليهود الشرقيين في مراكز عامة وهامة. ويعد انتخابات
الكنيست الخامسء سنة ,.1451١ وما أظهرته من تأييد لمباي بين أبناء الطائفة السفارادية
القديمة وافق زعماء الحزب على ضم وزير سفارادي ثاني إلى الحكومة التى تشكلت عقب تلك
الانتخابات» وقد وقع الاختيارء بعد جدال طويل بينهم حول المرشح الملائم الموثوق جانبه, على
الديبلوماسي السفارادي العجوز الياهو ساسون (والد موشي ساسون,ء الذي أصبح فيما بعد ثانى
سفير لاسرائيل في القاهرة)؛ الذي كان يعمل سفيرا لاسرائيل في سويسراء فاستقدم إلى اسرائيل
ليعين وزيرا للبريد في الحكومة العاشرة التي شكلها بن - غوريون في تشرين الثاني (توفمير) ,١17١
إضافة إلى باخور شيطريت وزيرا للشرطة. ولقد جرى اختيار ساسون ممثلا للطوائف الشرقية في
الحكومة» وفق نفس الأسلوب الذي كان ولا زال متبعا لدى الأحزاب المختلفة في اختيارها لممثلي - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 4952 (6 views)