شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 112)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 112)
المحتوى
عاشه هؤلاء. قد انعكس فعلا على وضع تمثيلهم السياسيء إلى درجة يمكن معها القول, أو
الاستنتاج من خلال النظر إلى معطيات الجداول السابقة؛ أن اليهود الشرقيين سواء الذين وصلوا
إلى اسرائيل بعد سنة ‎١54/8‏ أو قبلهاء كانوا يفتقرون لأية قوة سياسية تقريبا. إلا أن وضعهم
بدأ يتبدل نوعا ما في أواخر الخمسينات وخلال الستينات, وذلك على ارضية الغليان الاجتماعى
الذي ساد بين تجمعاتهم» والذي فرضء؛ بحكم ضرورة امتصاصه. زيادة تمثيلهم في مراكز القوى
السياسية في اسرائيل» وابرزها الكنيست. إلا أن أقصى حدود الحركة التي وصل اليها هؤلاء, أو
التي سمح لهم بالوصول إليها خلال هذه الفترة» قد اقتصرت فيما يبدو على التعبير عن احتجاجهم
بواسطة بدء التخلي عن أحزاب السلطة والتوجه نحو تأييد المعارضة:؛ كما تمثلت في اليمين.
فالعناصر الراضية عن وضعها او التابعة لاجهزة السلطة استوعبت في مباي والحزب الدينى
القومي (المفدال) في الآساس. اما العناصر المتذمرة» فقد توجهت نحو حركة حيروت, ليس لدوافع :
أيديولوجية» وإنما لسببين أساسيين: أولاء خيبة أملهم في سياسية الاحزاب الحاكمة تجاههم,
وتحميلهم مسؤولية وضعهم البائس؛ وثانياء الانشقاق داخل مباي, وانسحاب بن غوريون من
الحزب وتشكيله قائمة مستقلة (رافي) قبيل الانتخابات العامة للكنيست السادس سنة 1956
فقد كانت شخصية بن غوريون الكاريزماتية عاملا هاما في تكتل اليهود الشرقيين حول مباي منن *
قدومهم إلى اسرائيل» وي عدم اندفاعهم نحو تأييد إطارات حزبية مستقلة. وأدى انسحابه من
مبايء إلى عملية انسحاب مماثلة بين صفوفهم: في البداية مع بن - غوريون نحو رافيء ولاحقا في
اتجاه اليمين نحو حيروت وليكوب(""). الأمر الذي وصل إلى ذروته خلال انتخابات الكنيست
التاسع والعاشر. كما سنرى لاحقا.
أما الحركة الثانية التي قام بها اليهود الشرقيون خلال الستينات, فتمثلت في توجههم نحو
الحكم المحلي (البلديات والمجالس المحلية) بعدما أيقنوا من حقيقة انغلاق المنافذ العليا أمامهم.
وكتعويض على ذلك راح اولك الاشخاص بينهم» من ذوي الخبرة والجدارة لتسلم منسؤوليات
عالية. يتوجهون نحو الحكم المحلي» الذي يعتبر اقل مركزية من الحكم المركزيء في النظام :
السياسي الاسرائيلي. وقد شجعت الاحزاب الاسرائيلية خصوصا مبايء هذا التوجه. معتبرة اياه
وسيلة لكبح نقمة اليهود الشرقيينء التي كانت تشتد مع كل دورة انتخابية جديدة, خصوصا خلال
الانتخابات المحلية؛ ومنفذا نحو تقوية سيطرتها على تجمعاتهم عبر استبدال نشيطيها القدامى
بممثلين محليين قادرين على خدمة مصالحها اثناء تلك الانتخابات. وحسب ما أورده فايس 07,
فإن نسبة الممثلين في الحكم المحلي من أصل سفارادي أو شرقي قد ارتفعت من 1؟/ سنة 1556
إلى 1 64/ سنة 1515, خاصة في المستوطنات التي تسكنها اغلبية ساحقة من اليهود الشرقيين.
أما في المدن الكبيرة والمتوسطة:» التي يشكل فيها هؤلاء حتى ‎٠‏ من سكانهاء فإن نسبة تمثيلهم
في مجالسها المحلية اقل بكثيره حيث تقتصر فقط على ‎١‏ ؟/ من عدد الممظين في هذه المجالس. إلا
أن هذا التمثيل المحدود في المدن المختلطة» أي تلك التي يسكنها اشكناز وسفاراديم لا يمكن أن
يخفي حقيقة ارتفاع نسبة رؤساء البلديات ونواب روّساء البلديات من اصل شرقي, من ‎/١١‏ في
سنة ‎1١906‏ إلى /11/ سنة 15310. ولقد أدى هذا الارتفاع في نسبة التمثيل السفارادي في الحكم
المحليء إلى سد الهوة التي كانت قائمة في هذا القطاع خلال الخمسينات: حتى ان نسبة تمثيلهم
التي وصلت إلى ذروتها في انتخابات الحكم المحلي سنة 15764. قد تجاوزت نسبتهم بين النسكان.
إلا انها سرعان ما.عادت إلى موازاتها في انتخابيات سنة 1574., بعدما انخفضت إلى حوالى
00 1
والسؤال هناء هل ساهم التمثيل الملائم لليهود الشرقيين في الحكم المحليء في تحسين
1١١
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٤
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 6868 (5 views)