شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 114)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 114)
- المحتوى
-
من الحدودب الأردنية, بعد أيلول (سبتمير) 21907١ وتوقف حرب الاستنزاف على جبهة القناة في
اواسط تلك السنة:» بدأ الاهتمام يعود تدريجيا إلى القضايا الداخلية؛ وعلى رأسها المشاكل
الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها اليهود الشرقيون. وكان ظهور حركة الفهود السود في
كانون الثاني (يناير) ,151/١ أحد مظاهر هذا الاهتمام» وتعبيرا عن عودبة توتر العلاقات الطائفية
في اسرائيلء كما كانت عليه في أواخر الخمسينات. وقد اثارت هذه الحركة منذ بدء نشاطهاء
نقاشات واسعة بين مختلف الأوساط السياسية والعامة وفي وسائل الاعلام المختلفة. حول مشكلة
الفقر التي يقاسي منها اليهود الشرقيون في الأساسء وظواهر التمييز القائمة ضدهم في مختلف
المجالات.
نشأت حركة الفهود السود في أحد أحياء القدس الفقيرة ويدعى حي مورسا (المصرارة)
الذي يسكنه يهود مغاربة» يعانون من مشاكل الفقر والاهمال والتمييز كباقي تجمعاتهم في أنحاء
اسرائيل. خصوصا في مدنها الكبرى. وقد نشاً وترعرع زعماء هذه الحركة وترعرعواء وهم الذين
كانوا من الشبيبة المهملة وذات السوابق الاجرامية؛ في ظروف متشابهة وسط هذا الحى؛ تميزت
بانتمائهم إلى عائلات كبيرة العدد ومحدودة الدخلء لم يتمكنوا بسببها حتى من إنهاء دراستهم ٠
الابتدائية» فجنحوا عن القانون منذ صغرهم مما دفعهم للمكوث قسرا فترات طويلة في مؤسسات
خاصة بالشبيبة ذات السوابق. وعند بلوغهم سن الرشدء وعودتهم إلى الحي؛ وجدوا أنفسهم
أيضا في ظروف متشابهة : لم يخدموا في الجيشء وليس لهم عمل دائّم؛ وصفة «المجرمين» تلاحقهم
. اينما توتجهوا. ورغما عنهم تحولوا إلى «عصابات شوارع» ملاحقين دائما من قبل الشرطة؛ مما
زاد من.عزلتهم الاجتماعية» ودفع بهم إلى هامش المجتمع.
لم تكن ظاهرة «الشباب الهامشي» و«عصابات الشوارع» تقتصر على هؤلاء الشباب, من
حي المصرارة فقطء وإنما كانت ظاهرة شائعة في جميع الاحياء الفقيرة أو أحياء الضائقة من المدن
الاسرائيلية التي تسكنها أغلبية سكانية من اليهود الشرقيين.
وكان دافع التخلص من الوضع الاجتماعي المترديء هو احد الدوافع الاساسية لدى
مؤسسي حركة الفهود السود. وسرعان .ما تطور هذا الدافع إلى المطالبة بحقوق عامة لليهود
الشرقيين» تتمثل في تصفية أحياء الفقر وتوفير مساكن وتعليم مجاني لأبناء العائلات محدودة
الدخل» من الروضة وحتى الجامعة؛ وزيادة دخل معيليهاء ثم إغلاق مؤسسات الشباب الجانحين
وتحويلها إلى مد ارس زراعية ومهنية» ومنح تمثيل كامل للطوائف الشرقية في جميع المؤسسات!:").
هذه هي الشعارات والاهداف التي اعلن عنها الفهود السود. وسعوا اى تحقيقهاء وهي في حد
ذاتهاء ليست جديدة, وقد جرى تبنيها والاعلان عنها من جانب قطاعات واسعة بين اليهود
الشرقيين» منذ اواخر الخمسينات على الاقل. إلا أن ظهور الفهود السود في تلك الفترة, وتبنيهم
لهذه المطالب» يعود إلى عوامل خارجية وداخلية في آن معا. فعلى الصعيد الخارجىء يبدو أن زعماء
. هذه الحركة قد تأثروا بموجة النهوض الوطني بين أقليات عرقية منذ منتصف الستينات, على غرار
تصعيد النشاط السري في ايرلند!. والتعابير عن الوطنية الفرنسية في كندا, وتجدد الصراع العرقى
في بلجيكا وظهور المنظمات الفدائية الفلسطينية» واخيرا تعاظم قوة الحركات المتطرفة (القوة
السوداءء, الفهود السود) بين السود في الولايات المتحدة الذين كسبوا اعجاب الفهود السود
الاسرائيليين» فحذوا حذوهم بتبثي اسمهم على الاقل. «إن هذه الظواهر لم تكن في معزل عما
حدث, وقد اصبحت مصدر إلهام متبادل» حيث خلقت بتراكمها اساسا ملائما لنشوء حركة
احتجاج عرقية حتى في اسرائيل(2)"1.
اما العوامل الداخلية فتمثلت أولاء في الهدوء الذي ساد في اسرائيل بعد وقف حرب
١1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10270 (4 views)