شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 117)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 117)
- المحتوى
-
«إننا نريد الانتظام ضد الحكومة الاشكنازية... سنكون الفهود السود في دولة اسرائيل»
(8؟) هذا ما اعلنه الفهوب السوب في بداية نشاطهمء الذي تجسد باجراء حوالي عشرين مظاهرة
وعملية احتجاج, بعضها دون تصاريح من الشرطة؛ وبخوض معركتين انتخابيتين: انتخابات
الهستدروت في ايلول (سبتمبر) 21517 وانتخابات الكنيست في كانون الاول (ديسمبر) من السنة
نفسهاء حيث حققوا في الأولى نجاحاً معيناء مكنهم من الدخول الى موتمر الهستدروت, وفشلوا
في الثانية. وقد رافقت نشاط القفهود :السودبء حملة اعلانية واسعة في الصحافة الاسرائيلية
والاجنبية حول نضالهم من اجل تحسين اوضاع ابناء طائفتهم» الامر الذي اكسبهم شهرة كبيرة
في بداية عهدهمء رغم التردد الاولي تجاههم بين الرأي العام الاسرائيليء بسبب الاسم الذي
اطلقوه على انفسهم. والسؤال المطروح: ما هي مباديء زعماء هذه الحركة؛ وما هي الوسائل التي
ارتأوها مناسبة لتحقيقها. ولاذا فشلوا في نهاية الامر؟
«ان هدفنا احداث ثورة اجتماعية في البلدء وانشاء مجتمع جديد لا مثيل له حتى الان في
اي مكان في العالم. مجتمع يساريء ولكن ليس كالاتحاد السوفييتي اى الصينء وانما يشبه
الكيبوتس قليلاً. وليس مثله تماماً. سنقيم مجتمع المساواة الكاملة»("") - هذا ما اعلنه الفهود
السود في معرض شرحهم لارائهم . وأضاف هؤلاء: «انئنا ضد الاستيطان؛ الذي ينطوي على نهب
السكان. لهذا لا تفرق بين استيطان عسكري ومدنيء كحزب مبام مثلاً. اننا نتطلع الى اقامة
حزب اشتراكي كبير»(”'). وحول المستقبل, تحدث احد زعمائهم كوخافي شيمش بقوله: «يسود
بيننا رأيان: الاول الاندماج في احد الاحزاب القائمة والسعي لاحداث تغيير منه, وهذا رأي
الاكثرية احداث ثورة اجتماعية وتحقيق المساواة... [لذلك] علينا ان نشحذ القوى من اجل
الثورة». واضافء انه اذا خير لمن يقترع في الانتخابات فسينتخب الحزب الشيوعي الاسرائيلي
راكح: «لا لانني اتماثل معه؛ بل لان التصويت له هو بمثابة التعبير عن الاحتجاج ضد النظام».
وعارض سيمش الرأي السائد لدى الجمهور في اسرائيل» وهو ان الذين ينتمون في اصلهم الى
البلاد الاسلامية يكرهون العربء «فالنظام هو الذي نمى الكراهية بالوسائل التي انتهجت عندما
كنا في العراق والمغرب. لقد عاش اليهود الى جانب العرب في العراق بسلام وطمأنينة؛ الى ان جاء
مبعوثى الهجرة الصهيونيون .والقوا المتفجرات على التجمعات اليهودية» للايقاع بيننا وبين
العرب»(51)
كان اسلوب العنف, احد الاساليب الرئيسية التي تبناها الفهود السود لتحقيق اهدافهم.
ويبدو انهم وصلوا الى مرحلة تبني العنف بسبب خيبة املهم من المواقف التي انتهجتها السلطة
ضد حركتهم ومبادئهم. ففي البداية» حاولوا اظهار اعتد الهم وعدم الخروج عن المبادىء والقيم
الشائعة بين الاسرائيليين: وذلك بهدف تحسين صورتهم لدى الرأي العام» ودفعه نحو تناسي
ماضيهم الاجرامي. كذلك كاتوا يعتقدون, انه بمجرد اثارة القضايا التي تشغلهم: فان الحكومة
والاجهزة المعنية ستسارع الى احداث تغييرات في سياستهاء في اتجاه توفير حلول مناسبة
للمشاكل التي يعاني منها اليهود الشرقيون7؟"). ورغم لقاءاتهم مع الوزراء المعنيين واعضاء
الكنيست من جميع الاحزاب؛ وحتى مع كبار ضباط الشرطة, ونشيطي الهستدروت والوكالة
اليهودية» واخيراً مع رئيسة الحكومة غولده مائير في ذلك الحين» فان شيئًاً لم يتحققء سوى تلك
اللجنة العامة الموسعة (لجنة كاتس التي سبق ذكرها) التي شكلتها مائير للبحث في «مشاكل
الاولاد والاحداث الذين يعيشون في الضائقة». والجدير بالذكر ان هذه اللجنة كانت قد شكلت
حتى قبل ظهور الفهود السودء الا ان الاهتمام العام بها وصيغة ابحاثها قد تأثرا بمدى واسع
بالإجواء التي سادت بعد ظهورهم . ان اعلانات الفهود السود بانهم هم ايضاً يراعون متطليات
1١11 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10270 (4 views)