شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 118)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 118)
- المحتوى
-
«الامن»: وذلك رداً على الادعاء القائل بان متطلبات الامن تؤخر ايجاد حلول لمشاكل سكان
الضائقة؛ وانهم ليسوا ضد الدولة»» «بل على العكس - اولك الذين يعملون على توسيع الهوة
الاجتماعية هم -الذين يخونون الدولة», وانه «اذا كانت الطلائعية في الماضي تعني تجفيف
المستنقعات, فانها تعني حالياً الحرب ضد الفقر» لم تجد جميعها نفعاً في الاصغاء اليهم او
تبني مطالبهم. وقد راحت احزاب السلطة تتآمر على تصفية وجودهم او احتوائهم: عبر الاسهام
ماليا وسياسيا في احياء التنظيمات الطائفية القديمة المحسوبة عليها _على غرار «اتحاد مهاجري
المغرب» الذي يتزعمه آشر بن - سمحون الذي عرض على زعماء الفهود السود الانضمام اليه.
رسمياً. ثم منظمة «عوديد» وولجنة الطائفة السفارادية» وكذلك اقامة تنظيمات طائفية جديدة
على غرار منظمة «لهافاء ومنظمة «الاسود اليهوب السود» التي نشط اعضاؤها في حى هتكفا في
تل ابيب ضد مظاهرات القهود السود. ١ ١
وبسبب هذا التصرف من جانب السلطة» بدأ نهج الفهود السود يتطور نحو الراديكالية
اكشر فاكثرء سواء على صعيد تحديد الاهداف كالاعلان عن «الثورة الاجتماعية» و«تأسيس
مجتمع المساواة»» او على صعيد تحديد الوسائل المؤدية اليها. وكان اول تعبير راديكالي هو تحديد .
موقفهم من الصهيونية بقولهم: «اذا كانت الصهيونية تعني جلب يهود من الخارج على حساب
فقراء اسرائيلء فنحن ضدها». اما راديكاليتهم تجاه الوسائل التي يبغون اتباعهاء فقد تمثلت
في اعلانهم: «اننا نطالب بنصيبنا في الكعكة. واذا لم نحصل عليه لن تكون هنالك كعكة.75,
كإشارة واضحة الى رغبتهم في تدمير الاقتصاد الاسرائيلي.
الا ان راديكاليتهم هذه لم تترجم الى افعال» او انها لم تصل الى مرحلة الفعل, والدليل على
ذلك موافقتهم اخيراً على خوض انتخابات الهستدروت وانتخابات الكنيست سنة 197/8 . واذا
كانوا قد حققوا مكسباً ما في انتخابات الهستدروت, وربما بفضل النائب شالوم كوهين (بعد ان
انشق عن حركة هاعولام هازيه التي يتزعمها اوري افنيري) الذي استطاع تنظيم وادارة معركتهم
الانتخابية» بواسطة التركيز على القضايا الاجتماعية التي كانت الموضوع الاساسى خلال تلك “
الانتخابات» فان النكسة التي لحقت بهم في انتخابات الكنيست الثامن التي جرت في ظل نتائج
حرب 13177, وما احدثته من تجاهل او نسيان شبه كامل بين الناخبين الاسرائيليين للمشاكل
الاجتماعية وغيرهاء كانت بمثابة الفصل الاخير في تاريخ هذه الحركة التي تفرق اعضاؤها بين
احزاب اليسار في الاساسء رغم استمرار احتفاظهم بهويتهم المعروفة لدى الرأي العام
الاسرائيلي» كقهود سود.
ولا بد من التساؤل هنا حول اسباب فشل الفهود السود في تلك الانتخابات: والناجم
اساسا عن عدم تأييد ابناء طائفتهم لهم؛ بصفتهم جمهورهم الاساسي. ويبدو ان السبب الاول؛
يعوب الى ماضيهم الجنائي, «فرغم ان سكان الاحياء الفقيرة [من ابناء طائفتهم] قد اعتادوا على
رؤية المجرمين كجزء من الطبيعة البشرية في اماكن سكنهمء الا ان هؤلاء لم يصبحوا في نظرهم
«ايطالا» محليين. وقد اتضح ان هؤلاء السكان لا يقبلون اشخاصا لا يستحقون التقدير وفق
المعايير المعروفة في المجتمع الاسرائيلي» زعماء لهم. فصغر سن الفهود السود وقلة تجربتهم خاصة
في المجال السياسيء قد مسا من مصداقيتهم لدى جمهورهمء الذي لا زالت تتحكم في نظرته
الاعتبارات التقليدية كاحترام الشيخوخة وتقدير التجربة في الحياة. حتى بات يشكك في مساعى
[هؤلاء] الشباب لتولي الزعامة«(*"). وقد اظهرت نتائج انتخابات الكنيست الثامن, ان سقف
التأييد الذي حصل عليه الفهود السود بين ابناء طائفتهم» كان الاعتراف بهم كمعارضي ازمة
اليهوب الشرقيين في المجتمع الاسرائيليء وليس كزعماء لهم.
١١ا/ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10270 (4 views)