شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 120)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 120)
- المحتوى
-
استغلال قوتهم الانتخابية, التي بلغت خلال الانتخابات للكنيست العاشر أكثر من ٠ 4/ من
أصحاب حق الانتخابء مقابل 55/ لليهود الاشكناز (الباقي ناخبون عرب حوالي ,/٠١
وناخيون اسرائيليون أبناء جيل ثالث وآكثر في اسرائيل - 0/). ووفق ما تشير إليه نتائج
الانتخابات العامة في اسرائيلء فإنه منذ مطلع السبعينات على الأقلء أصبح حوالي /٠١ - ١
من اليهود الشرقيين يؤيدون: بشكل تقليديء تكتل ليكود والمفدال والقوائم الطائفية البارزة, وفقط
7 منهم تقريباء يؤيدون المعراخ وأحزاب الوسط والأحزاب الدينية الصغيرة!*). وقد ازداد
تأييد الشرقيين لليكوب خلال انتخابات الكنيست العاشرء التى أظهرت نتائجها استقطابا طائفيا
واضحا لم تشهد اسرائيل مثيلا له في الماضي: فالاشكناز في غالبيتهم؛ ومعظمهم من الطبقة
الويسطى وما فوق قد أيدوا المعراخ, بينما حصل الليكود على /"١ ٠١ من أصوات اليهود
الشرقيين. الذين يشكلون الأغلبية الساحقة بين الطبقات الشعبية في اسرائيل77). وقد تجلى
تأييدهم لليكود في معظم تجمعاتهم, سواء في المدن الكبيرة أو في مدن التطوير أو في الموشافيم, إلى
حد يمكن معه القولء أن ظاهرة تأييدهم المتزايد له قد جعل منهم القوة الداعمة الأساسية لبقائه
في السلطة. ٠
هنالك على ما يبدوء دوافع عديدة وراء تحول اليهود الشرقيين من تأييد المعراخ إلى تأييد
ليكوب أولهاء وربما أبرزهاء هو النقمة على سياسة المعراخ تجاههم منذ قيام اسرائيلء «فالجمهور
الشرقي لم يعر اهتماما كبيرا للاشتراكية [حسب صيغة المعراخ]» بل إن ما كان يعنية هو الاهتمام
بأوضاعه الاجتماعية. إلا أن مباي سابقا والمعراخ من بعدهء لم يهتما في الأساس بانتهاج سياسة
اشتراكية داخلية؛ وإنما عملا [على تحويل اسرائيل] إلى دولة شؤون اجتماعية, بحيث كان يمكن
أيجاد بديل لهذه السياسة في برنامج ليكودء وحتى في سلوكه في المجال السياسي العملي»"). ويردء
كمثال بارز على أوجه النقمة بين اليهود الشرقيين إزاء المعراخ, ذلك الجفاء أو الكراهية التى يشعر
بهما سكان قرى ومدن التطويرء ومعظمهم من اليهود الشرقيين» تجاه الكيبوتسات المجاورة لهم,
التي تحول الازدهار الاقتصادي لها إلى مصدر حسد وكراهية من جانبهم.
إن ظاهرة تأييد ليكود هذه. بقدر ما تقلق أوساطا عديدة في المعراخ والمحسويين عليه, تبعث
في المقابل على الارتياح لدى أوساط خبراء الاجتماع في اسرائيل؛ الذين يعتبرؤنها ظاهرة صحية
في المجتمع الاسرائيلي» تتمثل في «عدم الخروج عن قواعد السلوك السياسي الديمقراطي». فالنقمة
بين اليهود الشرقيين تجاه المعراخ؛ كان يمكن أن تتطور إلى أساليب عمل عنيفة؛ تضر بمصالح
اسرائيل. إلا أن حركة حيروت, استطاعت - على حد تعبير أستاذ العلوم الاجتماعية أيزنشتات -
«منذ نهاية الأربعينات وخلال الخمسينات أيضاء عبر موقعها كحركة معارضة أساسية ودائمة,
منح تعبير شعبي لاستياء أبناء الطوائف [الشرقية]. وبعملها هذاء تكون قد أدت خدمة كبيرة
للديمقراطية الاسرائيلية» إذ منعت اشتعال النقمة خارج الاطر البرلمانية, بواسطة تنظيمات
طائفية مسلحة. ويمدى معينء فإن ليكوب يسدي الآن الخدمة نفسهاء إن لولاه لنضجت معركة
التمرب الطائفية»!9"). ويعتبر هؤلاء أن شخصية بيغن - الذي نجح عبر خطاباته الحماسية في
استمالة اليهود الشرقيين وكسب تأييدهم, مستغلا نقمتهم على المعراخ من جهة: ومفاهيمهم
السطحية تجاه النشاط الحزبي في اسرائيل من جهة أخرى كان لها الفضل الأكبر في احتواء
نقمة اليهوب الشرقيين(5). فهؤلاء بحاجة إلى زعيم كاريزماتي يثير لديهم الحماس والكبرياءء» وقد
وجدوا في بيغن نموذجهم الأمثل, كما وجدوا في بن - غوريون من قبله. هنالك احتمال يقول؛ أن
غياب بيغن في المستقيلء ريما أدى إلى تفرقهم من حول ليكودء في حال عدم اقتناعهم أو قلة
إعجابهم بالوريث من بعده. إلا أن هذا يبقى مجرد احتمال ضعيف. إذا أخدنا في عين الاعتيان
11.6 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10631 (4 views)