شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 121)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 121)
- المحتوى
-
اتجاهات التطرف السياسي المتصاعد بينهم. خصوصا فيما يتعلق بنظرتهم تجاه العرب. ويمكن
. القول هناء أن اليهوب الشرقيينء عامة, قد ساروا منذ قدومهم إلى اسرائيل» مع التيار المعادي
للعرب. كما رسمته ومارسته حكومات المعراخ والليكود في أن معاء وذلك لسيبين أساسيين: أولاء
كي يبددوا الشكوك من حولهم حول حقيقة موقفهم من العرب» بسبب أصلهم الشرقي؛ ثانياء
بسبب تأثرهم بسياسة المعراخ الذي منح؛ عبر مواقفه المتطرفة في الصراع العربي - الاسرائيلي»
شرعية لايديولوجية اليمين المتطرف. «فقد تحرك هؤّلاء على خط التطرف الشرعي حتى نهايته - إلى
أن وصلوا إلى ليكود. وجاءت_نتائج حرب 11377 لتقوي مجرى الاستقطاب حول المواضيع
القومية . يخلال ذلك, اتجه السكان الشرقيون» نحو التماثل أكثر فأكثر مع الأحزاب القومية
المتطرفة»(*؟). ويبدو أن المستوى الثقافي المتدني لهؤلاء قد حولهم إلى عامل سهل التأثر بالمبادىء
والمواقف السياسية المتطرفة,. خصوصا تلك التي يدعو إليها اليمين. فقد توصل أحد الخبراء
الاجتماعيين في اسرائيل آشر أريان» في أحد أبحاثه الميدانية حول المواقف المعادية للعرب بين
الاسرائيليين وفق مستواهم الثقافي وأصلهم, إلى أن الارتفاع في المستوى الثقافي لدى كل فئة
بينهم, سواء كانت من الاشكناز أو من الشرقيين أو من مواليد اسرائيلء يؤدي إلى انخفاض في
تطرفها السياسيء تجاه العرب. وبما أن اليهود الشرقيين يتميزون بمستواهم الثقافي المتدني» فإن
التطرف بينهم مرتفع نسبياء بحيث يفوق التطرف القائم بين فتات أخرى من الاسرائيليين(!؟).
وقد توصع فايس في تفسيره لهذه الظاهرة بالقول» أن أي فئة «تعيش في وضع من الانحطاط
الاقتصادي والثقافي والاجتماعي يكون لديها ميل للتنفيس عن ذاتها في حركات تدفع نحو سمو
الأنا الاجتماعي الخاص بها. وما يردده ليكود حول انتصاب القامة والكبرياء الوطني, والسمو
الروحي الدائّم» إنما يزيد من قبوله لدى هذه الفئات. وهذه هي ظاهرة عامة, تسود في المجتمع
الاسرائيلي»!؟؟).
إن تأييد أغلبية اليهود الشرقيين لسلطة اليمين في اسرائيل يدحض في حد ذاته أي
افتراض أو نظرية في الجانب العربي, تدعي إمكان الاعتماد على موقف بناء من جانبهم تجاه
العالم العربيء في الزمن الحاضر على الأقل. وينبغي عدم الاعتماد على مواقف قلة منهم, كالفهود
السود مثلاء الذين أظهروا استعدادا للمساهمة في ايجاد حل للصراع العربي الاسرائيلي» يقوم
على أساس التقرب من العرب الذين لم يسيئوا للطوائف اليهودية التي كانت تعيش في بلدانهم
على حد اعتراف أحدهم, كما سبق وذكرنا. إلا أن أكثرية اليهوب الشرقيين الذين يؤيدون ليكود,
إنما يتماثلون عمليا مع سياسته المتطرفة تجاه العرب» وهذا في حد ذاته كاف للحكم على مواقفهم
وعدم تعليق آمال كبيرة على إمكان التعامل معهم في المستقبل أو على دفعهم للمساهمة في تليين
الموقف الاسرائيلي العام والرسمي. فهم يواصلون السير منذ قيام اسرائيل, في تيار التطرف ولا
أحد يعرف كيف ومتى سيتوقفون .
يلاحظ أنه إلى جانب تأييد ليكودء هنالك ظاهرة أخرى ملفتة للنظر في التوجه السياسي لدى
اليهوب الشرقيين في أوائل الثمانينات. وتتمثل هذه الظاهرة في بداية تنكرهم لمبدأ اللا طائفية في
اسرائيل» الذي استغلته الأحزاب الاشكنازية في الماضي لافشال أي تنظيم سياسي مستقل بينهم»
بحجة تلاوّمه ومبدأ جمع الشتات أو صهر الطوائف اليهودية. وبتأثيره فشلت جيمع القوائم
الطائفية منذ الكنيست الثالث على الأقلء في الحصول على أي تمثيل في الكنيست (أنظر الجدول
رقم *). إلا أن نجاح قائمة تامي (حركة تراث اسرائيل) التي شكلها وزير الأديان السابق في
1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 5120 (6 views)