شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 126)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 126)
المحتوى
فلسطين هي ملك لهمء وأنها «ارض الميعاد» وأنهم «شعب الله المختار»» ولا يحق لأي كان الوجود
فيها سواهم. بيد أن الوقائع التاريخية تثبت عروية فلسطين قبل الفتح العربي لها بنحو
خمسةوثلاثين قرنا (اي منذ سنة ‎59٠٠‏ ق.م عندما وصل الكنعانيون إلى الأرض التي سميت
باسمهم فيما بعد (ارض كنعان). وكان الفينيقيون الذين هم فريق من الكنعانيين قد اتخذوا من
الساحل الممتد من اللاذقية في الشمال حتى جبل الكزمل في الجنوب مقرا لهم وبعده بأربعة عشر
قرناء وجميع سكانها عرب أقحاحء وهذا ما يثبت عروبة هذه الارض على مدى خمسة وأربعين قرنا
متواصلة.
اما الفترة القصيرة التي سيطر فيها الحبرانيون على فلسطين, فكانت خلال حكم الملك
دأوود وابنه سليمان» ولا تتجاوز هذه الفترة السبعين عاماء وذلك عندما تمكن الملك داوود من
إقامة مُلّك للعبرانيين في القرن العاشر ق.م ثم خلفه ابنه سليمان الذي يعتبر من أقوى ملوكهم؛
ورغم قوته وشهرته فإنه تحالف مع الفينيقيين الذين ساعدوه ببناء الهيكل الشهير في القدس. اما
من ناحية ثانية» وخلال هذه الفترة من قوة العبرانيين وملوكهم: فقد كانت فلسطين تابعة لمصر
وخاضعة لسيطرتهاء بدليل انه عندما «تزوج الملك سليمان احدى اميرات الاسرة المصرية الحاكمة
اقطعه فرعون مصرء كصداق لابنته, قرية (الجرار) بجانب مدينة (الرملة). وهذه الحادثة شاهد "
على أن الدولة اليهودية» حتى في أقوى أيامهاء أي في عهد سليمان, كانت دولة رمزية» وأن السيادة
الحقيقية كانت لمصر»("). ثم انقسمت مملكة سليمان بعد موته إلى مملكتين: اسرائيل وعاصمتها
السامرة. ويهود!ا وعاصمتها القدس. ولهذا تعتبر مملكتهم حدثا طارئًا ليس إلا.
هذه النظرة الموجزة عن فلسطينء واليهودية والصهيونية. تسمح لنا بالدخول بصورة
تفصيلية في الظروف التي أدّت الى نشوء الحركة الصهيونية في القرن التاسع عشر. والجذور التي
انطلقت منهاء والمراحل التي مرت بهاء بالاضافة للخطوات السريّة والعلنية للدبلوماسية
الصهيونية» وتلاقي أهدافها مع أهداف الدول الاستعمارية الاوروبية في تلك الفترة, وصولا
للأهداف التي أعلنتها من خلال مذكراتها ومؤتمراتها ومباحثاتها مع المسؤولين الذين كانوا
يمتلكون بأيديهم زمام المبادرة والتحكم بمختلف الامور. فمن الملاحظ. وعلى ضوء الدراسة
التاريخية للمراحل التي مرّ بها الشرق العربي وفلسطين بصورة خاصة. أن هذه المتطقة كانت
عرضة لسلسلة متواصلة من الفتوحات ولأهداف معروفة تماماء عاشت خلالها فلسطين وضعا
مميزاء حيث أعطتها الحملات الصليبية, التي قامت في اواخر القرن الخادي عش رطابع
الخصوصية والأهمية اكثر من أية فترة اخرىء وكان تركيز الغرب الاستعماري على فلسطين يتخ
بعدا مهما في إطار النظر إلى أهمية المنطقة العربية من مختلف النواحي التى تتميز بها.
والواقع ان القرن التاسع عشر كان عصر انتصار القوميات في القارة الاوروبية. وكانت عملية
التسابق الاستعماري والتكالب المحموم على القارة الأفريقية في هذا القرن نتيجة لبروز العامل
القومي والمراهنات على الدور الأكثر قوّة وفعالية لدى هذه الأمم التي تؤكد فاعليتها عن طريق
اتساع رقعة سيطرتها على المناطق المستعمرة والتابعة. في ضوء ذلك ونظراً لواقع ان اليهود الذين
كانوا يعيشون في هذه المجتمعات الاوروبية» والذين كانت زعاماتهم الدينية والصهيونية, تعتبرهم
أرقى وأطهر المخلوقات على وجه الارضء أرادوا العمل وبيشكل مشابه للحمّى القومية الاوروبية
والسيطرة الاستعمارية» ووجدوا الفرصة ملائمة لتحقيق الحلم الذي راودهم باستمرار في «العودة
إلى أرض الميعاد» وخلق «قوميتهم اليهودية» على ارض فلسطين العربية» ولو كان هناك فقدان
وانعدام لمعظم العوامل المكوّنة للقومية انطلاقا من اللغة ') والأرض والتاريخ المشترك والعادات
والتقاليد والاقتصاد والمصير المشتركء خصوصا بعد ان ثبت وبصورة جليّة أن العامل الدينى -
الذي يركز عليه الصهيونيون ‏ لا يشكل عاملا من عوامل القومية. ‎١‏
16
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٤
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 6868 (5 views)