شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 127)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 127)
المحتوى
حتى من هذا المنطلق نرى ان الهرّة كانت واسعة تماما بين الاستعمارين: الصهيوني
والاوروبي» وان ن كان هناك تلاق في الاهداف وتشايه في الاسلوب حيث ان «تقليد» الصهيونية
للاستعمار الاوروبي في إرسال المستعمرين للسيطرة وإقامة جاليات استيطانية تستطيع أن تقيم
دولة على 7 ار ويس للدولة الام جأن راقفا عل راسه لا على قدميه حيث «كان الاستعمار عذد
الصهيونية آداة لبناء الدولة القومية وليس وليدا لقومية قد سلف تحقيقها»().
وكما ان «اسرائيل» ربيبة الصهيونية» لم يكن وجودها عفويا ووليد الصدفة:ء كذلك فالحركة
الصهيونية ‏ الأم ‏ كانت «لاسباب نشوئها عوامل عديدة. سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية
ودينية؛ منها ما يتعلق يأوضاع اليهود واليهودية الذاتية خلال تلك الفترة التي كانت بحد ذاتها
تتمة لما سبقها من تطور في هذه المجالات خلال القرون السابقة» ومنها ما يتعلق بالأوضاع العامة
' في البلدان التي كان اليهود يعيشون فيها والتغييرات التي حدثت في أورويا وروسياء خصوصا.
في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر»(). ولولا الجهد المنظم والتخطيط الدقيق والمتواصل الذي
بذله قادة الصهيونية بمساعدة المتعاطفين معهم والمناصرين لهم لما توصلوا إلى ما نراه اليوم
ونعاني من نتائجه.
وقد برز التخطيط الذكي عند قادة الحركة منذ بداية تكوينهاء حيث توهّم البعض أن
انقسام الحركة الصهيونية بشكل دائم ‏ ومستمر حتى اليوم - إلى أجنحة, هو بداية النهاية لها.
بيد انه في الواقع» ؛ ورغم كل الانقسامات والخلافات في وجهات النظر والآراءء بقيت الحركة موحّدة
وموجهة على أسس ثابتة لاهداف محددة واضحة من قبل قيادة تضع نصب أعينها تحقيق ما
رسمته الثوابت الأساسية لمنطلقاتها ونشأتها. ومن المعروف انه كان للحركة الصهيونية 8
سنواتها الاولى نوعان من المناصرين والمؤيدين: الصهيونيون الثقافيون والصهيونيون
السياسيون. «وقد اهتم الصهيونيون الثقافيون بشكل اولي بإحياء الثقافة العبريةء وبارتباط
اليهود بتاريخ فلسطين لغويا ودينياوجنسيا . أما الصهيونيون السياسيون فقد عنوا بالمشكلة
اليهودية وكانت فلسطين بالنسبة لهم أفضل الأماكن منطقيا لاقامة دولة قومية لبهم . بيد أن
بعض الصهيونيين السياسيين الاوائل لم يصر على فلسطينء وهذه حقيقة تظهر ان اهتمامهم
بخلق قومية. يهودية أعظم بكثير من اهتمامهم بالثقافة اليهودية ويفكرة العودة الخيالية»(:').
كد المجتمعات التي كان اليهوب يعيشون بين بن ظهرانيهاء أن عديدين منهم كانوا
يفضلوت 5 عن الآخرين والعيش في مجتمعات مغلقة: ويرفضون الاندماج مع السكان
المحليينء ويبتعدون عن كل ما يمت للحياة الاجتماعية بصلةء وذلك بسيب ممارستهم لبعهمض
الأعمال والحرف التي كانت تقتصر عليهم دون سواهم في بعض الاحيان. وكانت التجارة والرنأ
محور اهتمام هذا النوع منهم بالاضافة للنظرة ة الاستعلاتية التي كان هؤلاء -وما زالوا -ينظرون
بها إلى سائر البشرء منطلقين من إدعائهم أنهم «شعب الله المختار» وان الله لهم وحدهم دون
الآخرين: وهو حكر عليهم دون سواهم. والاضطهادات التي عانى منها يهود في المجتمعات
الغربية» كان يقابلها في المجتمع العربي تسامح واسعء ومعاملتهم على قدم المساواة مع المواطنين
العرب دون أي تمييز. وفي الوقت الذي نشأت فيه «الحركة اللاسامية» في المانيا في بادىء الامر,
لتضطهد اليهود باسم العنصرية لا الدين» ثم انتشرت في الاقطار الاوروبيةء ويلغت هذه
الاضطهادات الذروة.في روسيا وبولونيا » مما أدى إلى مذابح كثيرة كان لها الأثر الكبير في تأسيس
الجمعيات والمنظمات الصهيونية التي مثلت بذور الحركة الصهيونية فيمابعدء فقد كان للعرب
دورهم الكبير في العطف على اليهود في المجتمعات التي كانوا يعيشون فيها بينهم» .كما عطفوا على
من وفد منهم إلى فلسطين مشكلا الدفعة الاولى من طلائع الصهيونية قبل ان تتخذ الهجرة
له
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٤
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10633 (4 views)