شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 132)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 132)
المحتوى
اغتيال القيصر الكسندر الثاني عام ‎١88١‏ وحملة الاضطهاد والاغتيال التي تعرضوا لهاعلى
أيدي القيصر الكسندر الثالث. وقد جاءت نشأة الحركة الصهيونية كحركة سياسية عنصرية
توسعية مترافقة مع بلوغ الثورة الصناعية التي شهدت في اورويا ذروة التطور. حيث يستلزم ذلك
توفر الاسواق الاستهلاكية لتصريف البضائّع والصناعات الرأسمالية: وكانت حمى المزاحمة
والمنافسة الاستعمارية نتيحجة حتمية لذلك. كما نرى نشأة هذه الحركة وتكوينها «كايديولوجية
ومنظمة في اواخر القرن التاسع عشر. في عهد المعارك الطبقية الضارية للبروليتاريا العالمية, في
مرحلة انتهاء عملية تحول الرأسمالية إلى امبريالية»97) .
وعلى هذا الاساسء أشار فلاديمير ايليتش لينين في مرحلة قيام المنظمة الصهيونية العالمية
إلى أن الصهيونية تشكل تيارا رجعيا للبرجوازية اليهودية (7) . ورغم إعطاء الجهود التنظيمية
مرتبة الصدارة في هذا المؤتمرء فقد كان العمل لتحضير الادوات الاستعمارية يوازي هذه الجهود
ويقف معها جنبا الى جنب لانجاز ما اقرٌّ تحقيقا للأهداف المرسومة التي اتفق عليها واقرّت
بالاجماع تقريبا. وهكذا برز «المصرف اليهودي للمستعمرات في عام /2184» إلى الوجودء و «لجنة
الاستعمار» ايضا في العام نفسهءى «الصندوق القومي اليهودي ‎2١15١١‏ و «مكتب فلسطين
4: وشركة تطوير اراضي فلسطين 216048 في طليعة المؤسسات التي انشأتها المنظمة '
الصهيونية. وقد قامت هذه المؤؤسسات بمهمتها الاستعمارية خير قيام محققة محققة نتائج جيدة على
طريق الاستيطان الصهيوني لفلسطين العربية.
في هذا الوقت, كانت الجهود الدبلوماسية الصهيونية تسير متوازية مع تحضير هذه
الادوات؛ لأن الصهيونيين كانوا يدركون جيدا انه «ليس بالسلاح وحده تتم إبادة الوطن
الفلسطيني وتحويل اليهودي الى أداة قمع»7") . ولهذا اتقنوا جميع انواع الاسلحة. السياسية
والدبلوماسية والاقتصادية؛ وبرعوا في استخدام العنف والاجرام مما يتنا مع حديث شمعون
بييس عن تفوقهم العسكري والاخلاقي. |
ويعد ان تطرقنا لهذا المؤتمر الصهيوني الأول والنتائج التي تمخضت عنه؛ لا بد من معرفة
المواقف الدولية ازاءه» وبصورة خاصة فيما يتعلق بردة الفعل العربية.
مطامع الدول الاوروبية في الممتلكات العثمانية
من المسلّم به ان الدول الاوروبية الاستعمارية كانت تطمع بالشرق والبلاد العربية بصورة
خاصة منذ قرون طويلة. كما كانت فلسطين على رأس اهتماماتها نظرا للمكانة الدينية التى تحتلها
بين سائر دول المنطقة, بالاضافة إلى موقعها الاستراتيجي الحساس بين القارات الثلاث: آسيا
واوروبا وافريقيا. والحروب الصليبية المدمرة التي اتخذت شعارها «تحرير الاماكن المقدسة من
ايدي المسلمين». حسب اعلان البابا اوربانوس الثاني؛ كانت تخفي وراءها ابعادا تتجاوز العامل
الديني الذي اثبت ضآلة اهميته بالمقارنة مع العوامل الاخرى
وعندما كانت الدولة العثمانية في عر قوتها وجبروتهاء كانت تمنح هذه الدول الاوروبية
الطامعة بممتلكاتها امتيازات كثيرة بشكل منح وهباتء دون اي اعتبار للنتائج» ثم تبخرّت قوة
الدولة العثمانية في القرن التاسع عشر عندما اصبحت هذه الدولة رجلا مريضا يحتضر بسيب
تقطيغ اوصاله من جراء الضربات التي وجهتها اليه دول الغرب الاوروبي المتقدم صناعيا في
الوقت الذي بقي فيه العثمانيون يقاتلون بأسلختهم القديمة وخططهم التقليدية المهترئةة. وهكذا
كان القرن التاسع عشر عصر انهيار العثمانيين» وتحولت معاهداتهم مع الدول الاوروبية إلى
سلاسل وأغلال طوّقت عنقهم وأيديهم. «ووجدت الدولة العثمانية نفسها أنها ليست عاجزة عن
ضل
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٤
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10255 (4 views)