شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 142)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 142)
المحتوى
وقد برهنت هذه المعاهدة عن النوايا الاستعمارية واسلوب الخداع لتحقيقهاء حيث كانت
بريطانيا تفاوض العرب واعدة اياهم بالاستقلال والتخلص من الحكم العثمانى: وكانت مراسلات
الحسين ‏ مكماهون تدخل جوهرياً في هذا الاطار. وكان للثورة البلشفية في روسيا الفضل الاول
في الكشف عن هذه المعاهدة واسرارها. وانطلاقاً من ادراك بريطانيا لاهمية المنطقة العربية
وموقعها المتحكم في العالم؛ تؤّجت تحالفها وعلاقتها العضوية بالحركة الصهيونية باصدار وعد
بلفور, بعد أن شعرت بتعرض مصالحها الشرق أوسطية للخطر وبعد أن لاحت في الأفق «جهون
الصهاينة الألمان للحصول على وعد الماني باقامة وطن قومي يهودي في فلسطين عام 1911 . حتى
أن هذا العامل كان من جملة العوامل الضاغطة على الحكومة البريطانية للتعجيل في إعلان وعد
بلفور»(؛0). كما أن أميركا لعبت دورها في هذا المجال عن طريق سفيرها في استانبول؛ مورغنتى
عندما ألقى خطابه في مدينة سينسيناتي الأميركية في أيار 1317ء والذي جاء فيه أنه بالامكان
وضع ترتيبات شراء فلسطين من الأتراك لصالح اليهود بعد انتهاء الحرب!*". ثم كان دخولها
الحرب رسميا في نيسان 1517: ضد المانيا وحليفتها تركيا.
وهناك عامل مهم لعب دوره في الاسراع في اعلان وعد بلفور, هى انخراط الشبان اليهود في
روسيا في صفوف الحزب البلشفي بقيادة لينين الذي وقف ضد استمرار روسيا في الحرب, حيث
كان من نتيجتها توقيع معاهدة بريست - ليتوفسك بين المانيا والاتحاد السوفياتي بعد انتصار
ثورة أكتوير 1511. وهذا ما دفع الجنرال ماكدونف قائّد المخابرات البريطانية إلى طلب الاسراع
في إعلان فلسطين وطنا قوميا يهوديا لكي يتجه الشباب اليهودي نحو العقيدة الصهيونية الرجعية
الموالية للاستعمار عوضا عن الانخراط في صفوف الأحزاب الثورية المعادية لبريطانيا. وقد أوضح
«هايمان لومر» رئيس تحرير مجلة الشؤون السياسية الأميركية في كتابه عن الصهيونية «توافق
ظهور الصهيونية مع موجة جديدة من العداء للسامية» مرتبطة بظهور الامبريالية الحديثة,
وتطويرها للعنصرية إلى أقصى حد باعتبارها أداة ايديولوجية للقهر. وقد استجابت جماهير الطبقة
العاملة اليهودية ‏ ويخاصة في روسيا ‏ بالانضمام إلى الحركة الثورية, والصراع دون هوادة ضد
الصهيونية»(7). | ‎٠‏
«ويعتبر وعد بلفور من أغرب الوثائق الدولية في التاريخ؛ إذ منحت بموجبه دولة استعمارية
أرضا لا تملكها [فلسطين] إلى جماعة لا تستحقها [الصهيونيين] على حساب من يملكها
ويستحقها [الشعب العربي الفلسطيني]» مما أدى إلى اغتصاب وطن وتشريد شعب بكامله على
نحو لا سابقة له في التاريخ»7". ولم يكن ذلك ليتحقق بهذه السرعة, لولم يحل لويد جورج محل
اسكويث كرئيس للوزراءء ولو لم يعين بلفور وزيرا للخارجية؛ ولتصبح المراكز الحساسة في
الحكومة الانكليزية في أيدي صهيونيين متسلّحين بالهوية البريطانية.
كما يعتبر هذا الوعد المشؤوم بمثابة «جواز السفر» و «تذكرة المروره لمشروع الوطن القومي
اليهودي في فلسطين إلى حيّز الواقع العمليء باضفاء الصفة «الرسمية» الدولية عليه؛ وهذا ما
سعى الصهيونيون طويلا لتحقيقه, حتى أنه أقرّكهدف صهيوني أعلى في مؤتمر بال 1041 مع
التاكيد على «أن هدف الصهيونية هو خلق وطن في فلسطين للشعب اليهودي. يضمنه القانون
العام»0"). ومن المؤكد أن هذا «القانون العام» كان حكرا على الزعامة الدولية التي كانت تمثلها
بريطانيا وفرنسا في تلك الفترة.
وكما كانت وثيقتا سايكس - بيكو ووعد بلفور. صهيونيّتي التوقيع والهدف. فقد كان لمؤتمر
«الصلح والسلام» الذي عقد في باريس ‎١9١4‏ دوره الأكبر في تحقيق المزيد من أهداف الحركة
الصهيونية عن طريق «الأربعة الكبار» الرئيس ويلسون عن أميركاء ولويد جورج عن بريطانياء
'وكليمنصو عن فرنساء وأورلندو عن ايطاليا. لكن انسحاب ويلسون من المؤتمر فيما بعد وهامشية
1١١
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٤
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 6868 (5 views)