شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 145)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 145)
المحتوى
فرق بينهم من جميع النواحى»؟". كما يؤكد ليفى أشكول بدوره أن «عدم منح السفارديم
الوظائف ليس لأنهم لا يعرفون لغة اليديش ولكن لأنهم لا يعرفون شينًا»*").
طبيعة الحركة الصهيونية ومميزاتها
وتتجلى مظاهر التفرقة والتمييز بين الاشكناز والسفارديم في مختلف نواحي الحياة. كما
تتجلى التفرقة العنصرية أيضا في مجال الدخل والمستويات المعيشية والتزاوج» والتعليم. وهناك
جهوب متواصلة «لتغريب» اليهود الشرقيين وإزالة هويتهم. خشية تكاثر عددهم وتحول اسرائيل
بموجب ذلك إلى دولة يسيطر فيها هؤلاء. ويخسر فيها الغربيون نفوذهم وسيطرتهم. لكن الخطر
في موضوع عنصرية الصهيونية هذاء هو محاولتهم خلق عنصريات جديدة بين العرب أنفسهم في
مجال الطوائف الموجودة على أرض فلسطين. وقد حاولوا مع الطائفة الدرزية؛ وعبر سياستهم
التمييزية» أن ينزعوا عنها الطابع العربي لاحداث شرخ بينها وبين الطوائف الأخرى في فلسطين
كما آرٌّعوا أن هذه الطائفة تشكل «قومية درزية» بحد ذاتهاء وكما تشكلت من قبل «القومية
اليهودية» وذلك من أجل هدف صهيوني يتمثل في تبرير قيام «دولة اسرائيل» ووجودها. وفي هذا
الخصوصء يشير اسحق بن تسفىء الرئيس الثاني «للدولة الاسرائيلية» في إحدى دراساته إلى
أن «الدروز أمة ذات طابع خاص ومصير خاص يفرقان بينها وبين سائر الأمم. والأمة الدرزية
[حسب تعبيره] من ناحية معينة تشبه الأمة اليهودية في بعض خطواتها السياسية. فعندها أيضا
نجد الدين والقومية متحدين معا حتى يصعب التفريق بينهماء كما تشبه هذه الأمة بتفرقها شعبنا
اليهودي في شتاته»<7). وعلى أساس المصادر الصهيونية التي تعج بالخرافات والأساطيره خلق
المصطلح السياسي الصهيوني «حلف الدم» بين الدروز واليهود . ومن هذا المنطلق عملوا على تجنيد
الدروز في الجيش الاسرائيلي؛ وإبعاد المسيحيين والمسلمين الفلسطينيين عنه. لكن ردّة الفعل
الدرزية كانت واضحة في هذا المجال حيث رفض قانون التجنيد الاجباري عبر حملات التوقيع.
على العرائض التي تؤكد الرفض المطلق للسياسة الصهيونية؛ ولعب المشايخ الدروز دورا كبيرا
في هذا المجالء وكان من أبرزهم الشيخ فرهود قاسم فرهود, أحد مشايخ قرية الرامة» ومن
الوطنيين البارزين المناهضين للاحتلال. وكذلك الشيخ قاسم فرّو من عسفياء وغيرهم. والنضال
الذي يخوضه الدروز اليوم هو امتداد لنضالهم التاريخي العروبي وجزء منه. وقد بدأ بشكل منظم
في فلسطين عام 15177» حين تشكلت «لجنة المبادرة الدرزية» التي تعتبر الممثل الشرعي والوحيد
لجماهير الطائفة الدرزية الفلسطينية.
أما على صعيد السمة التوسعية التي تتصف بها الصهيونية» فإن المراقب والمتتبّع
لأساليبها وممارساتها يرى بوضوح هذه الصفة الملازمة لوجوبها ولسماتها الأخرى والتي تشكل
جميعها كلا لايتجزا بالاضافة لكل الشعارات المرفوعة «من الفرات إلى النيل حدودك يا اسرائيل»:
فإن خارطة التوسع الصهيوني تتضمن فلسطين والأردن وسوريا ولبنان ووبسط العراق وجنوبه,
وصحراء سيناء ودلتا النيل, والمدينة المنوّرة والأراضي الواقعة في شمالهاء بين بني قريظة وبني
النظير وخيبر(؟). لكن القادة الصهيونيين الحاليين يؤكدون كما أكد بن غوريون في خطابه الذي
ألقاه في القدس المحتلة في 14 أيار (مايو) 5 154.: «إن خريطة فلسطين الحالية» إنما هي خريطة
الانتداب. وللشعب اليهودي خريطة أخرى يجب على شباب اليهود أن يحققوها - وهي خريطة
التوراة التي جاء فيها: وهبتك يا اسرائيل ما بين دجلة والنيل»(").
بعد هذه السمات الملازمة للصهيونية» يأتي الارهاب والاجرام ليقف كوسيلة أصيلة من
أجل تحقيق ما تصبو إليه. وانطلاقا من «المبدآ العنصري» الصهيوني لم يقتصر الارهاب على
١غ‎
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٤
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 4952 (6 views)