شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 152)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 152)
- المحتوى
-
وكان ان عمدت السلطات العسكرية البريطانية الى المخادعة والاتصال بالوجهاء بغية
اجهاض الغليان الحاصل. وفي عام 1515. انعقد المؤتمر العربي الفلسطيني الاول» ونادى بالغاء
المعاهدات السرية التي عقدت في اثناء الحرب: وطالب بحق تقرير المصير, كما شدد على عدم فصل
سوريا الجنوبية (فلسطين) عن حكومة سوريا("). غير ان عدم استجابة بريطانيا لهذه المطالب زاد
من شكوك الفلسطينيين بنوايا بريطانيا.
وفي نفس العامء اتت الى فلسطين لجنة كنغ كراين الاميركية لاستفتاء السكان حول تقرير
المصيرء واصدرت الجمعية المسيحية الاسلامية بالقدس بياناً اكد وحدة سوريا وعدم القبول
بفصل فلسطين عنهاء كما اكد الرفض القاطع لانشاء وطن قومي يهودي في فلسطين("). وفي العام
التالي» انعقد المؤتمر السوري العام» وكان يضم مندوبي جميع المناطق الثلاث الجنوبية والشرقية
والغربية من سورياء وقدم للجنة المذكورة مقرراته التي تتضمن رفض وعد بلفور,. ورفض فصل
جنوب سوريا عنها(: ). الا أن توصيات هذه اللجنة لم يعمل بها. ومضت بريطانياً قدماً ف تطبيق
وعد بلفورء الامر الذي أدئ لانفجار الموقف, وسقوط شهداء وصدور احكام بالسجن. وكان ان
صدر في ايار (مايى) تعيين هربرت صموئيل اول مندوب سام على فلسطين: وهو صهيوني بريطاني» .
جاء تعيينه ليؤكد عزم بريطانيا على اقامة الوطن اليهودي القومي في فلسطين.
ولا يكتفي نصار بمخاطبة سلطة الانتداب» فنراه يوجه كتاباً مفتوحاً الى وزير المستعمزات
امريء يقول فيه: «نرفع هذا الكتاب اليكم ونحن نأسف على ثقة كانت للعرب ببريطانياء وآمال
قضت عليها... ان ادارة فلسطين تسير قوانينها واداراتها وضرائبها على سياسة من شأنها
استبدال اهالي فلسطين بمهاجري الصهيونيين. وما فتح باب الهجرة على مصراعيه الا امثلة تدل
على مرامي السياسة المخالفة للعدل البريطاني ولأماني العرب ولوعد بلفور الجائر»9)
ويوم وصول بلفور الى فلسطين عام :١575 خرجت «الكرمل» يعنوان على امتداد صفحتين
يقول: «اليوم يصل اللورد بلفور الى فلسطين الناقمة على وعده من عمله؛ وستقابله الامة
العربية الفلسطينية بالاضراب التام» وتشهد العالم اجمع على ظلامتها من هذا الوعد الجائي9).
وعادت «الكرمل» من جديد لتصرح السياسة الاقتصادية, سياسة الافقارويت التفرقة ينى
اهل فلسطين, فكتبت منبهة تقول: «كسدت التجارة؛ عن النقد. وسحقت قوى الفلاح, وسّدَ باب
الرزق بما فتح من باب المهاجرة, وكثرت الضرائبء وعمت الفاقة, واضطرب حبل الامن... حكومة
تثير الاحقاد, تنبش الاضغانء تحرك منها ما سكنء وتوقظ منها ما اطمأن وتضرم ما خمد»(؟").
ولم تتسوقف «الكرمل» لحظة, منذ العهد التركي, عن التصدي للزعماء السماسرة الذين
يبيعون الارض لليهود او يسمسرون على بيع الارض. ويترامى الى سمع نصار أن الامير سعيد
الجزائريء حفيد الامير عبد القادر الجزائريء عازم على بيع خمس قرى في منطقة طبريا لليهود,
فيكتب قائلاً: «فليرياً الامير سعيد بسمعته وحسبه ويمستقبله, وليشفق على اصدقائه
ومريديه»(*"). ٠
كما يثور نصار على الزعامات الوطنية التي تتصارع من اجل المصلحة الذاتية والنفون
الشخصيء فتزحف لاسترضاء المندوب السامي بغية الحصول على منصبء كما كانت الحال بين
عائلتي الحسيني والنشاشيبيء فيقول: «كما ان الموظف تحت اشراف حكومة اجنبية لا يصلح
للزعامة الوطنية. كذلك من يجسد ذلك الموظف وينفق قواه في العمل لاسقاطه لا يصلح
للزعامة»(3).
وتصعد «الكرمل» حملتها على باعة الارض منذرة بالعواقب الوخيمة..«لا تطمعوا في دراهم
الصهيونية اجوراً لمساكنكم, او ثمناً لاراضيكم: فلسوف تسترد منكم اضعافاً مضاعفة اذا
١ دك - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10634 (4 views)