شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 154)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 154)
- المحتوى
-
لقد ادرك نصار ان لبريطانيا مصلحة من قيام الوطن القوميء وهذا يعني انه من المحال
تغيير موقفهاء أذ «لم يكن احتلال البريطانيين فلسطين وسلخ هذا الجزء الجنوبي من سورية,
تحت ستار الوطن القومي الاسرائيليء الا لتناول الشط الآسيوي من القناة وادخاله تحت السيطرة
الانكليزية,(*). ١
وعلى صعيد آخرء ينتقد نصار بمرارة السياسة الهاشمية الموالية للانكليز وقد تحدروا
بالشريف, ويأخذ على الهاشميينء خاصة الامير عبد الله التقرب من اليهوبء ويطلب منهم تبديل
سياستهم, «فالوقت لم يفت بعد وما عل يامراء هذا البيت. وخصوصاً الامير عبد الله, الا ان
يبدلوا سياستهم القديمة, سياسة التماس القوة من اليهودء وسياسة الترقيع. بسياسة عربية
صريحة»0"). ويعود مجدداً لدعوة الامير عبدالله ليعود الى رشدهء اذ «لا تزال الفرصة سائحة
للامير عبد الله ليستيقظ من غفلته. ويستفيد من اغلاطهء ويريسم خطة قومية وطنية لنفسه». ثم
يضيف مقرعاً: «يا قوم ليس الحق على البريطانيين» او على الحكومة البريطانية في عدم الاعتداد
بمطالبناء انما الحق كله عليناء لاننا نسلم شؤوننا الى غير الامناء, الى الباعة والسماسرة, وطلاب
الوظائف, فيحتقرهم البريطانيون ويزدرون الامة التي اعتمدتهم»7).
حملة على الوجهاء والزعماء الفلسطينيين والعرب
لقد وجد نصار ان الخطرٍ الصهيوني يزداد يومياًء ورأى ان هذا الخطر اذا استمر على ما
هو عليه فانه سيتهددء مستقبلاً, العالم العربي. وهذا ما دفعه ليقول انه «انذار مخيف ينذر
فلسطين وسوريا والشرق العربي والعراق وسائر البلاد العربةي بداهيات... بانقراض امة وقيام
اخرى»8".
ورغم هذه التحذيرات من العواقبء استمرت طبقة الوجهاء في الركض وراء المصالح
الخاصة على حساب المصلحة الوطنية العامة: «يفيض سيل المهاجرة هذا الفيضان» ويسمعون
بآذانهم عن خطر الصهيونية» ويرونه يتحقق بعيونهم؛ ومع ذلك فلا يؤجرون بيوتهم ومخازنهم لغير
الصهيونيين» واذا جاءهم الوطني رفضوه». ويتساءل: «من هم اصحاب الاملاك والمخازن الذين
يعبدون طريق الصهيونية»؟ ثم يجيب: «هم رؤبساء دوائر الاوقاف الاسلامية والمسيحية. وجهاء
المسلمين والمسيحيين واكشرهم من الزعامة والتمثيل عن الشعب. أباعة الاراضي للصهيونية
وسماسرة زعماء وطنيّة؟ أمؤجرو البيوت والمخازن للصهيونيين يطالبون بدفع خطر
الصهيونية؟ .»(5).
ان الحالة تزداد سوءاً: والوضع الاقتصادي بات أردا مما كان عليه ايام الاتراك, انها
سياسة افقار الفلاح لاقتلاعه من. ارضه. «منذ الاحتلال وانتاج البلاد من القمح والشعير
والقيطاني والسمسم. يتناقصء فنحن لا نرى فرقاً عملياً بين ادارة اليوم؛ وادارة الاتراك. سوى
ان الدفوعات في عهد الادارة الحالية زادتء والضرائب ثقلت, والادارة كثر موظفوها ولغاتها
ومترجموها ومقيدوها وبوليسهاء وكلها تعيش على نفقة الفلاح المثقل العواتق بالديون
والضرائب»(:4).
كان نصار يخاف من انتقال الارض لليهود, فأخذ يدعو للتمسك بها عل اعتبار انها الثروة
الثابتة. «نحن معاشر الفلسطينيين ثروتنا الثابتة في الارضء يجب ان نعيش من نتاجهاء فاذا
انقلبنا من منتجين الى بياعين وسماسرة ومضاربين فنحن سائرون الى الانقراض. يا رجال
الجمعيات والاحزاب لا تهينوا الوطنية بدعواكم الكاذبة.. دعوا الوطنية لاهلها واعملوا لاغراضكم.
انكمن نفعيونء ولو لم تكونوا كذلك لكان لوجودكم تأثير,(١؛).
١6 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10634 (4 views)