شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 155)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 155)
- المحتوى
-
لقد عيل صبر الرجل بعد كل هذه الصرخات والنداءات؛ فعمد الى التقريع علَّ الاحساس
يتحرك ف يالذين فقدوا احساسهم: «انتم ألفتم العبودية ولم تذوقوا طعم الحرية منذ عهد طويل
لتطلبوها وتضحوا في سبيلهاء ولذلك يجب ان يثقل نير الاستعباد حتى لا تعودوا تطيقون
حملهء("؟). 1
ويعجب نصار من تمادي بريطانيا في التعاطف مع اليهود» ويرى ان سخاءها قد فاق سخاء
الله: «اما سادتنا البريطانيون فزادوا على عطاء الله؛ وصارواء كلما اقتتل العرب او قاتلوا من اجل
حريتهم: يوسعون للصهيونيين الوطن القوميء فقد تعدوا الى الشرق العربي بعد سقوط الشام»
والى معان والعقبة بعد حرب الحجاز ثم وسعوا الحدود بالاتفاق مع فرنسا في الشمال. والآن
يسعون يمناسبة ثورة سوريا لتوسيعه الى الليطاني ودرعا. والله يستر سوريا والعراق» ومع ذلك
فاليهود يتذمرون من البريطانيين كما كان شأنهم مع موسى وربه. فهل البريطانيون اكثر عناية
بفرقة الصهيونيين من الله سبحانه وتعالى لشعبه الخاص؟ وهل هذه كلها محبة من البريطانيين
للصهيونيين؟97*) .
ومع كل هذا السخاء البريطاني استمر الوجهاء يتنافسون على المناصب. «فريقان في
فلسطين يتنازعان على عقوية المجلس الاسلاميء وفريق مشاهد. الرواية مأساة, والمشاهدون اقل
كثيرا من الممثلين واكثرهم يتأللون» 9
ومن المعروف أن طبقة الوجهاء هي من ابناء العائلات الكبيرة في المدن؛ وكان معظمها
يتعاطى التجارة؛ فلم تكن عملية انتقال الاراضي لليهود تلحق ضرا مباشراً بها. لذا جاءت معظم
الشورات فلاحيةء على اعتبار ان الارض رأسمال الفلاح. ولقد فرض الفلاحون على الوجاهات
القيادية الرضوخ لتبني الثورات, وهكذا كانت الجماهير الفلاحية الريفية متخطية قياداتها في
المدن.
ينصرم عام 6 حاملا في احشائه مآسي ومحنء فاراض كثيرة انتقلت لليهود: ومهاجرون
غرباء كثر وفدواء والضائقة الاقتصادية باتت خانقة: «نودع سنة 1175 والحزن والاسف يملآن
قلوبنا ونفنوسنا. فقد بيعت في غضونها مئات الوف من دونمات الاراضي للصهيونيين» ودخل
فلسطين عدد كبير من مهاجريهم» وضعف موقف الوطنيين التجاري وعمت الضائقة الاقتصادية
الجميع؛ ما عدا باعة الاراضي وسماسرتها والذين يؤجرون المخازن والمنازل»!** .
لقد ادركت بريطانيا المرض المستشري بهذه الوجاهات فراحت تجتذبهم بالوظائف. «عهدوا
بكشير من الوظائف الى عبدتها من ابناء العاثلات الكبرى ليستميلوهم ويستعينوا بهم
وليستخدموهم فيما يريدون»7*) .
وهذا الجو الفاسد غذته بريطانيا فازداد فساد! : «في فلسطين واسقاه قفساد ودسائس»
وخصومات ومنازعات وتحزبات من اجل خمس كراسي يتبغها بضع وظائف لا تسمن ولا تغني من
جوعء في فلسطين زعامات تعمل على قتل المزايا واضاعة الاوطان والاقدان»477):
ويبقى هنا موقفي اليسار واليمين المتطرف, حيث تدعو قوى المعسكر الاول وخصوصا
راكاح والقائمة التقدمية للسلام الى «انسحاب القوات الاسرائيلية فورا ودون قيد او شرط من
جميع الاراضي اللبنانية»!'). وتدعو قوى المعسكر الثاني الى البقاء في الجنوب» حتى نهر الاوليء
مع تشديد السيطرة على هذه المنطقة بما يشبه الاسلوب الذي اتبع في قطاع غزة سنة .111١
«فالمشاكل في الجنوب وفي قطاع غزة متشابهة جداء مخيمات لاجئينء شريط ساحلي ينطوي على
مشاكلء بيارات... وهذا ما يوجد في قطاع صيدا وصور اليوم». ْ
والصهيونيون في فلسطين يعملون للقضية الصهيونية وليس لبريطانياء اما طبقة الوجاهات
فتعمل لمصلحتها الخاصة. وهذا سر نجاح الحركة الصهيونية. «فالصهيونية تعمل لمصلحتها
غ16 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10634 (4 views)