شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 163)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 163)
المحتوى
«الكرمل»: الذي حاكمته السلطات التركية قبلا اكثر من مرة. وجاء خبر اقامة الدعوى عليه مفرحاً
له فكتب يقول: «هذه اول وقفة امام المحاكم بدعوى وطنية, فهي اشبه بحجر كريم يرصع به
الواشون اكليل جهادنا الوطني فنشكرهم»77").
ومن احداث هذه المرحلة اعدام سلطة الانتداب لثلاث شبان فلسطينيين لاشتراكهم في
ثورة ‎١575‏ وهم فؤّاد حجازي» محمد جمجوم, عطا الزير. وصدرت «الكرمل» يوم الاعدام الموافق
حزيران (يونيو) ‎117٠0‏ باطار اسود على الصفحة الاولى يتوسطه اسماء الشهداء بخط كبي
وتحت الاسماء العبارة الآتية: «فليسق دم هؤلاء الشهداء من ابناء فلسطين البررة اصول شجرة
الاستقلال العربي. احيوا ذكرى يوم ‎١17‏ حزيران في كل عام17).
وتعود «الكرملء الى تقريع الساسة الوجهاء لتخاذلهم وعدم عودتهم الى جادة الصواب:
«الشهداء الثلاثة ماتوا واستراحوا ولم يعد يهمهم من امر فلسطين شيئاًء اما انتم واولادكم
فستبقون في عذاب مقيم» الى ان تموتوا اى تغيروا ما في نفوس زعامتكمء فتصير تعمل لتشتري
الاراضي وتحتفظ بها ولاحياء المصانع وللجامعة العربية»!""). وتخليداً لذكرى هؤلاء الشهداء.
دعت «الكرمل» الى شراء ثلاث قرى وتسميتها باسمائهم..(00). ْ
ثم تعوب «الكرمل» الى انتقاد الساسة الوجهاء بسخرية لاذعة, وهمها من ذلك اسقاط القناع
عن وجوه هؤلاء الساسة امام الجمهور بغية فضح احابيلهم فتقول: «لا نريد ان ننتقد , ولكنذا نريد
ان تتفتح الاعين, ويهتم العرب المتعلمون والعقلاء المسؤولون بتأليف كتلة عربية طليقة من
الوظائف, تعمل للرأي العربي ولجمع الاموال لمشترى الاراضي ولانعاش التجارة والصناعة
والزراعة العربية»(").
ويلاحظ نصار ان السياسة البريطانية ماضية قدماً في شل الاقتصاد الفلسطيني, لتحقيق
بناء الوطن القومى اليهودي؛ كما يلاحظ انها مشغولة باعداد سجون جديدة» فيقول: ‏
«فلا اهتمام بالنهضة الزراعية ولا بانقاذ الفلاح من الربا الفاحشء ولا بحماية
الحاصلات, ولا بتخفيض الضرائبء ولا بتحسين حال القرىء ولا بايجاد اشغال للعاطلين» ولا
بزيادة الانتاج». ثم يخاطب الادارة البريطانية: «قيل انك ستبنين سجذاً في بيت لحم لان سجن
القدس ضاق بضيوفه الذين كثر عددهم من حسن المعاملة وكرم الضيافة فخي رلك ان تبني سجنا
في كل مدينة وقرية وتطعمي الناس وتشغليهم في بناء الوطن القوميء ودعي نساءهم واطفالهم
يقتاتون على الغار والجراد»!١).‏
كان نصار يتألم جداً لبيع الاراضي وتثور ثائرته عندما تنتقل قطعة ارض لليهودء ونراه
يتناول الزعامات الفلسطينية بعنفء ولا يتورع احياذناً عن صب جام نقمته على من كانت لهم ضفة
القداسة كالحاج امين الحسينيء ففي احدى افتتاحياته يقول: «هذه مزرعة «تل الشوك» التي
تسيطر على حياة احدى عشرة قرية يما فيها بيسان: لان راس نبع مياه هذه القرى يخرج من
اراضى تل الشوك: وثمنها تسعة الاف جنيه فقط. تسعة الاف جنيه مبلغ زهيد بالنسبة الى المجلس
الاسلامي وشهرته. فليشترها سماحة الحاج امين افندي باسم الاقصى, كما بنى الاوتيل بستين
او سبعين الف جنيه واجّره لليهوب ليعيشوا فيه... وحينئذ يرى الذين لا تروقهم انتقاد اتنا كيف
تنقلب هذه الانتقادات مديحاً للحاج امين افندي». ويلح في دعوته: «انصفونا يا ناس», واحملوا
الزعماء على وضع ارجلهم في الطريق العملية» فترون اننا حينئذ نعدل عن الانتقاد الى المديح
والتشجيع والمعاونة»(7). ْ
ومثل هذا الانتقاد دأب على توجيهه للسياسة البريطانية غير عابيء بالنتائج؛ انه يرى ان
الصحافة رسالة قومية وليست وسيلة لكسب العيش والاثراء. ففي مقالة عنوانها «سيدي
الانكليزي»: كتب يقول: «اتنتظر من العربي المشبع بروح القومية ان يبجلكء وانت الذي جزاً
1١1
تاريخ
سبتمبر ١٩٨٤
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10270 (4 views)