شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 164)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139 (ص 164)
- المحتوى
-
بلادهء وسيطر على موارده» وتاجر في وطنه. وقد كان يآمل منك ان تبرٌ بوعدك وعهودك في الحرب
الكبرى وتدعه يتمتع باستقلاله وتعاونه على بناء ملكه, او لا تبرّ بل تترفع؛ على الاقل؛ عن التدخل
في شؤونه والتلاعب بحقوقه في وطنه»؟ ويمضي على هذا النحو: «اتنتظر من الصحافي العربي الابي
ان يثني عليك: ويدعو الناس اليك, وانت الذي ضيق نطاق انتشار جريدته ورفع اجور نقلهاء وقطع
الصلة في دائرتها الضيقة بينها وبين القرى حتى العربية منهاء وجعلت لها القرى اليهودية مراكز,
وعصرت كل ما في الاهالي من مادة حتى ما عادوا يملكون بدل اشتراكهاء بعد ان كان القطار في
عهد الاتراك يحمل مأمور بريد سيارء وكانت في المحطات كلها فروع بريدية» وكان رجال الدرك
يوصلون البريد الى القرى البعيدة»7""). ولم تكن بريطانيا وحدها تحارب الكلمة فلقد عمدت فرنسا
ايضاً الى منع «الكرمل» من دخول سوريا ولبنان(69).
ورغم التحذيرات والتنبيهات: بقيت عملية بيع الاراضي مستمرة. واصبحت الحالة
تستدعي العمل السريع «فهل يتولى سماحته او غيره دعوة بعض المفكرين لوضع مشروع العمل
للجامعة» ومشروع لتأليف شركة لمشترى الاراضي فورأ(*1).
ان بريطانيا بسياستها الظاهرة عازمة على دفع السكان من فلسطين لاحلال المهاجرين
اليهود مكانهمء. هذا ما نبه اليه نصار قبل الكارثة بثماني عشر سنة:.
«ان طريقة الحكمء التي يجري عليها الانجليز في فلسطين وماجاورهاء من شأنها اجلاء
العرب عن اراضيهم وحرمانهم من استثمارها وتحصيل المعيشة منها... فطريقة الحكم هذهء التي
تجري عليها حكومة حامي الدين المسيحيء مخالفة لمباديء الديانة المسيحية ولقرار مؤتمر
المطارنة في لامبت. «فهل من مسيحي واحد في حكومة بريطانيا؟!(47). ْ
وكما يرى صاحب «الكرمل», فالحكومة «تمنحنا بالمجلس الاشتراعي كراسي لاننا طلاب
كراسي» وتعطي اليهود الاشياء العملية كامتياز روتنبرغ, وامتياز البحر الميت واكثر المقاولات».
وهو يعتقد ان طريق الخلاص لانقاذ البلاد انما يكون بالعمل للجامعة العربية؛ وبتأليف شركة
لمشترى الاراضيء وبغرس الاشجار واستثمار الاراضي). على ان «مصيبة عرب فلسطين في
المادة التي تقول بوضع البلاد في ظروف اقتصادية وادارية وسياسية تضمن انشاء الوطن القومى
لليهود في فلسطين». ومن اجل ذلك تضيق على الفلاح؛ وتسهل انتقال الاراض لليهود؛ فيجب.
ابطال سياسة التضييقء وحظر بيع الاراضيء وتخفيض الضرائب؛ وانشاء مصرف زراعي(6.
لقد احس نصار بضياع فلسطين, فكتب مقالة «راحت بلادنا» جاء فيها: «تجبي [بريطانيا]
اموالنا وتنفق معظمها على السياسة الصهيونية» ونحن نضرب ونحتجء تعطيهم الامتيازات وتسهل
لهم مشترى الارض ونقلها من العرب اليهم؛ ونحن نحتج ونضرب. تجلب مهاجريهم فينازعونا على
موارد الرزق في ديارناء ونحن نضرب ونحتج. تشغل عاطليهم» تروج تجارتهمء تشجع صناعتهم,
تحرمنا من حقوقنا السياسية وتعطيهم كل الحقوق, تملأ الحبوس برجالنا. ضاعت املاكنا. اكراما
لله وللوطن عمل منتج يا ناس! عمل يستبقي الارض !11(2).
وتزداد مخاوف نصار بعد انشاء اليهود جيشاً تحت سمع وبصر بريطانياء فيتساءل قائلا:
«ماذا عملت [بريطانيا]؟ هل حلته؟ هل حاكمت مهربي السلاح؟! العرب لا يطمئنون لهذه
السياسة:» الا اذ حلت هذه الفرقة وطوردت وحوكم مهربى الاسلحة ورأوا ان الحكومة لا تكيل
بكيلين. أن العرب اذا لم ينتبهوا ويعملوا لجامعتهم: وينبهوا الحكومة الانجليزية اما لدفع هذا
الخطر واما لتركهم يتقونه بانفسهم, لا يكونون بشرا»(:١0).
وتأتي انباء بيع عائلة عبد الهادي لمزرعة زرعين صدمة قوية لنصارء لاسيما ان هذه العائلة
من العائلات ذات المكانه ومنها كثيرون تصدروا العمل السياسي.
فيقول: «فاليوم يا ابناء الامراء والكبراء اذا كانت فداحة الضرائب تضطركم الى هذه
11 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 138-139
- تاريخ
- سبتمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10633 (4 views)