شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 5)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 5)
- المحتوى
-
ويستغلونهاء من الجهة الاخرى. وفي حرب 15487. وفي ابان حصار بيروتء ظهرت آثار ذلك جلية
لعيان الذين تؤهلهم مواقعهم لرؤية الصورة بحذافيرها. ولم تكن القصص التي شاعت عن هرب
البعض او استثمار البعض لظروف الحصار من اجل جني المنافع الخاصة, سوى الامثلة
الصارخة التي امكن ان يشهدها الجميع.
ان الامراض التي لحقت بالجسد الوطني الفلسطينيء التي نمت على نحو مضطرد بين
فترتي التواجذ في الاردن» اواخر الستينات والخروج من بيروت, اوائل الثمانينات, لم تشتمل على
مظاهر الفساد الشخصي وحدهاء على الرغم من ان هذه هي الاكثر شهرة: بل اشتملتء ايضاء
وهذا هو الاخطرء على ترهل المؤسسات وتغييب دورها لحساب اشادة غير صحيحة بالمبادرة
الفردية, كادت تجعلها في الوسط الفلسطيني موضع التقديس المطلق, وتحلهاء شرعاء محل العمل
الجماعي المنظم. وهذا بالذات» من بين كل مظاهر الفساد الاخرىء كان بالغ التأثير في جعل اداء
الثورة اقل من امكانياتهاء وانجازاتها اضأل من تضحيات ابنائها. وهو ما اشاع داخل صفوف
منظمة التحرير. فصائل ومؤسسات, مظاهر الفردية؛ بدل الجماعية؛ والارتباط عبر الموالاة
الشخصية وتيادل المنافع؛ بدل الانضباط الثوري. وهوء ايضاء ما احل التنافق محل النقد والنقد
الذاتي» وجعل الوشاية بديلا للتقدير المبني على اسس موضوعية» وزين شيوع الروح التآمرية, .
وما الى ذلك من الامراض المميتة للثورات. حتى شاعت في صفوف المناضلين روح اليأس
والاحباط.
لقد ترافق التطور المضطرد للفكر السياسي الفلسطيني نحو الواقعية مع نمو مظاهر الفساد
الشخصي والسياسي. ومع ان منظمات الرفض شهدت هي الاخرى مظاهر فساد مماثلة, فقد
اقترن التطرف في بعض الحالات بالدعوة الى مكافحة الفساد؛ وبرز ذلك خصوصاء منذ اصبح
الرفض اقلية. فالحجوم الكبيرة للفساد ظهرتء اشد ما ظهرت, في صفوف الاغلبية القوية بطبيعة
الحال؛ مما سهل توجيه الاتهامات الى هذه الجهة؛ وصرف الانتباه عن مظاهر الفساد التى تفعل
فعلها في صفوف الاقلية. ١
وبوضع كهذاء بعجره وبجره» وصلت منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان الى الشأن الذي
بلغته حين وقع الغزو الاسرائيلي في صيف 11487: قوة كبيرة تحكم الساحة برغبة الموجودين فيها
او ضد رغبتهم اذا اقتضى الامرء وايجابيات تنتشر وتفعل فعلها وسلبيات تنمو فتأكل الجسم
الكبير.
وقد اسهمت في تعميم الظواهر السلبية على الساحة الفلسطينية عوامل استثنائية. جعلت
حصة منظمة التحرير الفلسطينية من هذه الظواهر تفوق حصة مثيلاتها من الثورات الوطنية
البرجوازية التي عرفناها في هذا العصر. من ذلك ان الفصائل التي تتكون منها منظمة التحرير
هي منظمات لاجتة نشأت على ارض غير ارضهاء وهذا في حد ذاته سبب لعدم الثبات. فاذا اضفنا
اليه ان الدول العربية طمعت في ان يكون لها مربط فرس او اكثر في الساحة الفلسطينيةد.
فاستغلت حاجة الفصائل ومنافساتهاء امكن ان نتصور حجم الفساد الذي ستؤدي اليه الاموال
العربية او سيؤدي اليه التسابق لاكتساب النفوذ في هذا البلد العربى او ذاكء او ذاك الفساد
الذي سينجم عن غياب المحاسبة, بسبب توفر ملاجىء الحماية للفاسدين مع تعدد المنظمات
وتعدد الانظمة الباحثة عن مواقع نفوذ.
وهكذاء عندما وقع الغزى الاسرائيلي وقد بدا من جانب اسرائيل تصميما على ايقاع
الضربة القاضية في صيف ”1547.: اظهرت الساحة الفلسطينية مكنوناتها السلبية والايجابية
في مواجهة الحدث الطاغى.
اما السلبيات فتمثلت على الفور في انهيار عدد من المؤسسات منذ الايام الاولى للغزو وفي
3 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)