شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 6)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 6)
- المحتوى
-
انهيار عدد من المواقع» وفي ظهور لا جدوى الكثيرمن الاعدادات التي كانت تتخذ لاسباب دعاوية
صرفة . واأشتهرت من بين هذه الحالات: كما سبق واشرناء حوادث هرب بعض القادة: التي لم تكن,
على اي حالء اخطر ما جرى.
واما الايجابيات فليس من الصعب الحديث عنهاءوقد انشتت من اجل ذلك عشرات
الدراسات والكراريس والكتب. وايجابيات منظمة التحرير هيء على كل حال, التي حمتها خلال
دزينة من الاسابيع بينما كان الجيش الاسرائيلي, بقواته البرية والجوية والبحرية؛ متفرغاً المحاولته
اليائسة لزحزحة الصامدين في بيروت بضعة اشبار الى الوراء.
كان الغزو بمتابة المطرقة المنهالة على الحديد المحمى؛ وكان من شأنه ان يساعد على الفرز
بين الصدىء والسليم من جسم الكتلة. والحقيقة ان الخارجين من حصار بيروت الى المنافي
الجديدة حملوا معهم تجربة الحصار الحارة» وفي طياتها رغبة عارمة في الاصلاح الشامل. وكانت
تلك هي رغبة الاغلبية دون التباس.
لكن ظروف الشتات الجديد أبهتت هذه الرغيبة» ليس لان الحاجة الى الاصلاح صارت اقل
او ان الرغبة فيه لدى المخلصين له تضاءلتء بل لأن العوامل ذاتهاء التى حملت الفساد الى
الساحة في السابق: ظلت تفعل فعلها ومنها ما تفاقم تأثيره» وكان هذا اقوى من رغبات الصالحين!
فالطبيعة الطبقية لمنظمة التحرير لم تتبدل» وكونها ملتقى فصائل لاجئة لم يتغير. بل ان هذه
الفصائل ازدادات لجوءاء ان جاز التعبير. بعد الخروج من بيروت. اما تدخلات الدول العربية
ومحاولاتها الهيمنة على المنظمة فقد تفاقمت. ش |
ان هذا العامل الاخير. من بين الغوامل كافة, يستحق وقفة اطول. ولا شك في ان الضربة
العسكرية التي وجهت للثورة الفلسطينية عام كانت قاسية» لا لآن الثورة دفعت ثمنا باهظا
لصمودهاء بلء ايضاء لانها خسرت آخر المواقع التي تمتعت فيها بقدر من استقلال الارادة
والحركة. غير ان النتائج السياسية للفزو حملت؛ على نحو ماء عددا من الظواهر المواتية للمنظمة,
واهمها البرهان على انها عامل هام لا يمكن تجاهله» وان القضاء عليهاء كما املت اسرائيل» ليس
في المتناول. وكان لهذا اهميته الفائقة لولا انه جرى في وقت كان فيه العمل العربي المشترك ينحدر
الى ما دون المبادرة السعودية التي عرفت باسم مشروع قمة فاسء ويبحث في واقع الامرعن صيغة
تؤلف بين مشروع فاس هذا والحل الاميركي الذي تبلور عشية الخروج من بيروت في مبادرة
ريغان.
لقد خرجت منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت لتواجه جواً عربيا مصمماء ليس فقط على
ستر تقاعسه عن مقاومة الغزو بالتقليل من امجاد وانتصارات المنظمة: بل مصمماء ايضاء على
الاستفادة من ضعف المنظمة لتطويعها لمتطلباته.
وربما كان الامرسيهون لوان المتطلبات العربية متوافقة: اما وهي متباينة فقد ازداد الامر
تعقيدا؛ وهكذا سعت غالبية عربية لجر المنظمة الى ما يمكن وصفه بالخط الاستسلامي العربي,
فيما سعت سوريا لوضع المنظمة تحت ابطها كلية حتى تستخدم الورقة الفلسطينية لصالحها
وبحجة الحيلولة دون وقوع المنظمة في براثن الاستسبلام. اما ما اتفق العرب جميعا بشأنه فهو
حاجتهم الى تطويع المشاغب المزمن والزامه آخر الامر بآداب الضيافة التي يقدمونها له.
وهكذاء تلخيصاء جاءت ظروف ما بعد بيروت بثلاثة مستجدات: اولها تصميم الاغلبية
العربية على التحرر من دور منظمة التحرير في «تبويظ» الفرح العربي - الاميركي وحرص هذه
الاغلبية على تدجين المنظمة حتى تأخذها معها الى الفرح ؛ وثانيها انبعاث الخشية السورية المزمنة
من «فتح» والتخوف السوري المزمن من ان يتوصل الفلسطينيون بمساعدة الاردن والسعودية
ومصر الى تسوية من وراء ظهر سورياء وتصميم السوريين على الاستحواذ على الورقة الفلسطينية
كت - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 4156 (7 views)