شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 13)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 13)
- المحتوى
-
بدت في بداياتها انها كانت مؤقتة وعابرة بانتظار تحقيق الوحدة العربية. وتمكنت المنظمة من بسط
تأثيرها على فلسطينيي الشتات والداخلء فاثارت بذلك اسرائيل التي ترى ان استمرار انجان
مشروعها في اقامة وطن قومي لليهود مرتبط بانهاء اي تطلع فلسطيني لاقامة كيان على جغرافية
فلسطين. وبعد ان فشلت اسرائيل في محاولاتها لخلق زعامة فلسطينية داخل الاراضي المحتلة
خارج وصاية منظمة التحرير !نفلسطينيةء بدأت حريها العسكرية والسياسية ضد المنظمة -
بالتعاون مع حليفتهاء الولايات المتحدة المريكية» التي بدأت ترعى منذ حرب تشرين الاول (اكتوبر)
و١ عملية التسوية السلمية للصراع العربي - الاسرائيلي (تعهد وزير الخارجية الامريكي
الاسبق كيسنجرء بعدم الاتصال بمنظمة التحرير الفلسطينية. 61/5١؛ وشعار مستشار الامن
القومي الامريكي بريجنسكي «باي ... باي منظمة التحريرء. 1578١؛ رطلب وزير الخارجية
الامريكي الحالي شولتسء من جامعة الدول العربية تجريد منظمة التحرير الفلسطينية من حق
تمثيل الفلسطينيين». .)١15457
وهكذاء كان من اهداف الفزو الاسرائيلي للبنان عام 19487 انهاء تأثير منظمة التحرير
الفلسطينية على سكان فلسطين المحتلة. وكان المطلوب انهاء المنظمة سياسيا بانتهاء تأثيرها
العسكريء وهي المهمة التي تولتها القوات الاسرائيلية. ومن هذا المنطلق, يمكن القول ان اهداف
الغزى الاسرائيلي قد فشلت. لكن المنظمة خسرت آخر المساحات الجغرافية التي كانت على تماس
مباشر مع الوطن المحتل عبرهاء والتي شكلت منغصا للكيان الاسرائيلي؛ ومعقلا للفلسطينيين حتى
في مواجهة «الاشقاء العرب». وبالخروج من بيروت» بدآت بذور «اليأس» تفعل فعلها في اوساط
الشعب الفلسطيني ومنظماته, حيث تعاظم سؤال «ماذا بعد بيروت»؟.
«لم يبق الا الحضن السوري» بشعاراته «الوطنية» وتنطحه «للتصدي». وقد تحاشت
المقاومة الفلسطينية. طيلة مسيرتها الوقوع في هذا الخيارء كما تجنبت الاصطدام به. فلسوريا
طموحاتها السياسية اقليمياء سواء انطلاقا من ايديولوجيا الحزب الحاكم فيهاء او من الدور
التاريخي للجغرافيا السورية في المنطقة» او من واقع المواجهة المفروضة على سوريا مع العدو
الصهيوني. وعملت سوريا قبل وبعد خروج مصر من معادلة الصراع العربي الاسرائيلي على
احتواء معظم الاوراق السياسية في المشرق العربي (تحالف مع الاردن 15174, دخول لبنان,
1 الوحدة الفلسطينية السورية, 191/1؛ وحدة سوريا والعراق» 1117/4). وها هي الورقة
الفلسطينية بعد الخروج من لبنان قد «اصبحت بين يديها». فحاول اصحاب «القران الوطني
الفلسطيني المستقل» الفلسطينيون تأجيل الصراع مع النظام السوري على الورقة الفلسطينية,
أي قضيتهم. لكن تقديرات حاكم دمشقء هي انهم اعجز من مؤاجهته الان» او الخروج على
وصايته . فمارس كل اشكال الضغوط والتقييد» فكان الانفجار بين الطرفين منذ اوائل عام ١5/45
عبر «الدوس على اصابع الارجل»» وما لم تجد هذه الوسيلة؛ بدأ السوريون بتوجيه اللكمات الى
جسد المنظمة مباشرة. فاعلن بعض الكوادر في حركة «فتح» خروجهم على طاعة ياسر عرفات في
ايار (مايى) 1587 تحت شعار «الاصلاح التنظيمي لحركة فتح», ثم تصاعد الوضع بطرد ياسر
عرفات من دمشقء وفتح باب الصدام المسلح مع قواته في البقاع وطرابلس الذيء انتهى بخروج
عرفات وقواته منها مع نهاية عام 15417. |
لقد وقفت المنظمات الفلسطينية مرة اخرىء على جانبي المتراسء القومي العروبي والوطني
الفلسطيني . وبغض النظر عن الشعارات التي رفعها كل من الطرفينء والاتهامات التي تباد لاهاء
عادت لليروز ثانية مشكلة الازدواجية في العمل الوطني الفلسطيني الذي رافقته منذ بروز القضية
الفلسطينية كمشكلة سياسية.
1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10632 (4 views)