شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 20)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 20)
المحتوى
ولا يشير تقرير اللجنة الى طبيعة هذا البحث ولا الى نتائجه. غير أن هذه المقدمة كانت تشير
بوضوح الى أن شرق الأردن ستدخل في صلب المشروع الذي سوف تتوصل اليه اللجنة.
قام الآمير عبد الله, قبل أن تطرح اللجنة مشروعهاء بنشاط واسع لفت اليه الأنظار. فقد
كتبت جريدة «فلسطين» أن «سمو الأمير يصل مشتاه في غور أريحا من عمان كل يومين مرة ثم
يعود... إن سبب هذه الانتقالات المستمرة يتعلق بشؤُون فلسطين أكثر منه بأعمال شرق
الأردن»7). ولم يقتصر هذا النشاط على فلسطين بل شمل أيضا شرق الأردن نفسهاء فقد كتبت
الجريدة نفسها أن سمو الأمير «كان في الأيام الاخيرة مشغولا في التحدث الى شيوخ القبائل
العربية» وأن سموه سآلهم عما اذا كانوا يوافقون على تقسيم فلسطين وضم القسم العربي منها
الى شرق الأردن وانشاء مملكة عربية من القسمين». الا ان الامير عبد الله أدلى في اليوم التالي
بتصريح للصحيفة نفسهاء نقى به هذا الخبر مؤكدا انه يقوم بواجبه نحو فلسطين «كأمير عربي
ووارث لقضية العرب الكبرى»/")
وقد وجد الأمير عبد الله حلفاء له في فلسطين قبلوا بالتقسيم قبولا مبدئيا وبما يترتب عليه
من اقامة دولة عربية من شرق الأردن والأجزاء العربية من فلسطين. وكان هؤلاء الحلفاء أساسا
من أووساط حزب الدفاع الوطني برئاسة راغب النشاشيبيء الذي كان يضم التيار السياسي
الفلسطيني المعارض لقيادة الخاج أمين الحسيني . وق هذه الأوساط عمل الأمير بنشاط واجد
استجابة لتحركه. فقد ذكر مثلاً أن «عيسى البندك» رئيس بلدية بيت لحم [ومن أركان الدفاعيين],
يواصل حملته على مفتي القدس. .. وأن ن المعارضة ضد المفتي أخذت تشتدء على أثر الأنباء التي
نشرتها الجرائد عن احتمال تقسيم فلسطين وتعيين الأمير عبد الله ملكا على شرق الأردن والمنطقة
العربية في فلسطين. وهذه الأنباء قوت حزب النشاشيبيين»7"). كذلك ذكر أن عيسى البندك نقسه
يسعى لتوقيع مذكرة يعلن فيها أهالي فلسطين رغبتهم في توحيد فلسطين وشرق الأردن» بشرط أن
تكون فلسطين كاملة وتنصيب سمو الأمير عبد الله ملكا عليها»(").
وقد وجد هذا النهج مناسبة مواتية للتاكيد الزعامة المقبلة للآمير عبد الله في أثناء مروره
بفلسطين, مغادرا الى لندن لحضور الاحتفال بتتويج ملك بريطانيا (وضل الى لندن يوم 5 آيار
(مايى 117517 . فما أن أعلن عن الزيارة التي سوف ينطلق فيها الأمير من حيفاء ‎٠‏ حتى بدأت
الاستعداذات تتخذ لاستقبال «الامير المحبوب عبد الله لدى مروره في فلسطين مغادرا الى لندن»:
كذلك أعلن أن هذه الاستعدادات ستكون «بالغة الروعة»(''). ويقول دروزة: المؤرخ المعاصر
للأحداثء أن الاهتمام بدا قويا لوداع الأمير عبد الله وداعا حافلاء وكان المعارضون (من حزب
الدفاع) في فلسطين هم الذين تولوا ذلك. حيث هيأوا له استقبالات في القدس ونابلس وحيفا. وفي
أثناء وجوب عبد الله في لندن, ظلت الاشاعات تدور عن التقسيم والضم الى شرق الأردن» حتى
لقد حمل هذا خطيبا من خطباء الحرم الابراهيمي على الدعاء له كملك فلسطين. وقد عرضت
احدى دور السينما في فلسطين شريطا لبريطانيا عن حفلات التتويج ظهرت فيه صورة الأمير عبد
الله الذي قدمه المذيع بوصفه «الأمير عبد الله ملك فلسطين المقبل»(00).
وقد عاد عبد الله من لندن في ؟١‏ حزيران (يونيو) 19717 واستقبل في فلسطين بمثل
الحفاوة التي ودع بها(). وبجانب ذلكء ذهبت وفود تمثل «جميع المدن الفلسطينية الى عمان
للسلام على الأمير عبد الله وتهنئته بسلامة العوبة». وكانت هذه الوفود جزءا من التحرك الذي
استقطبه الأمير. وظهر ذلك في الخطاب الذي القاه الشيخ أسعد الشقيريء أحد الدفاعيين» باسم
الوفوب أمام الأمير عبد اللهء ان قال: «ان هؤلاء الناس يا سمو الأمير آتوا لاعلان ثقتهم بكم والدوام
على المحافظة للدفاع عن حقوقهم. ولم تحضر هذه الوفود من رغبة أو رهبة. بل أتت مدعومة بعامل
15
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٤
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17435 (3 views)