شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 39)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 39)
- المحتوى
-
أن سمعوا منه أقوالا تدل على أنه مصمم على الامعان في تنفيذ تلك السياسة»077). مما اقنعهم
«بأن البلاد... لن ترجو من هذه الحكومة خيرا ومن تعسفها نجاة» ولن تنظر إليها إلا نظرتها إلى
الخصم الحقيقي الذي يجب التخلص منه بكل طريقة مشروعة»7"). ولذلك عقد مؤتمر آخر في
يافاء في السادس والعشرين من الشهر التاليء اتفق فيه على «تقرير مبدا اللاتعاون [مع البريطانيين
واليهوب] والمباشرة بتنفيذ أولى درجاته منذ الآن؛ كمقاطعة الحفلات والمجاملات مع الحكومة
ومقاطعة لجان الحكومة ومقاطعة البضائع الانكليزية» ومقاطعة البضائع والمصنوعات والمتاجر
الصهيونية»(9'). وفي الأسبوع التاليء طلب رئيس اللجنة التنفيذية من العرب الأعضاء في اللجان
الحكومية, الاستقالة من تلك اللجان «ناشرين ذلك في الصحف تطمينا للرآي العام»(09.
ولم تثن قرارات المقاطعة هذه السلطات البريطانية عن سياستهاء كما أنها لم توقف الهجرة
اليهودية المتزايدة» فراح التوتر يتصاعدء واجتماعات الاحتجاج تعقد هنا وهناك(""). وفي ١١
تشرين الأول (أكتوبر) 1577 قام أعضاء اللجنة التنفيذية العربية أنفسهم بمظاهرة في القدس,
رغم الحظر على إجرائها(١”) )» احتجاجا على سياسة الهجرة("). ثم قررت اللجنة «إقامة مظاهرات
على التواليي في مدن فلسطين»7, على أن تعقد أولى تلك المظاهرات في يافا. ولكن المندوب السامي
اجتمع بأعضاء اللجنة وحذرهم من التظاهرء فلم يأبهوا بذلك, وجرت مظاهرة في يافاء يوم 1"
تشرين الأول (أكتوير) أسفرت عن وقوع صدام بين المتظاهرين والشرطة(!؛"), وسقط خلاله 6
قتلى(*"). كما اعتقلت الشرطة بعض أعضاء اللجنة التنفيذية» واعتدت على بعضهم بالضرب
(وقدمت جمال الحسيني والفرد روك للمحاكمة؛ حيث حكم عليهما بالسجن لمدة شهرء ثم استبدل
٠ الحكم في الاستئناف بكفالة حسن سلوك)7), وأعلنت الأحكام العرفية في يافا(""). وعلى الأش,
امتدت الاضرابات إلى أماكن أخرى في فلسطين. خصوصا حيفا والقدس ونابلسء: حيث راح
الملتظاهرون يهاجمون مراكز الشرطة, التي أخذت تطلق النار عليهم7""). واستمرت هذه
الصد امات نحو أسبوع» وأسفرت مع انتهاتهاء في الخامس من الشهر التاليء عن سقوط 71 قتيلا
و1417 جريحا من العرب, ومقتل واحد وجرح 55 من آفراد الشرطة(*"). وكانت اللجنة التنفذية
قد قد أصدرت» قبل أن تنو قف المفاوضات, ونتيجة للشراسة التي أبدتها الشرطة في قمعهاء بيانا يوم
تشرين الثاني (نوفمبر)؛ طالبت فيه «أن يكف العرب عن المظاهرة والاضراب لاشعار آخر(:8).
وبعد نحو أسبوع على توقف المظاهرات» اجتمع رؤساء البلديات العربية» يوم ١١ تشرين
الثاني (نوفمبر) 1577.: مع المندوب السامي وقدموا له مذكرة بشأن الأوضاع الراهنة ؛ فوعدهم,
بدوره؛ ببحث مسألة الهجرة اليهودية غير الشرعية إلى فلسطينء وأبلغهم عن تعيين لجنة للتحقيق
- كالعادة في أسباب الصدامات الأخيرة(!*). وتم تعيين هذه اللجنة برئاسة السير وليام
موريسونء خلال الشهر التاليء كانون الأول (ديسمبر)ء؛ وقدمت تقريرها في شباط (فيراير)
2_,_2+4 ولم تصل اللجنة إلى نتيجة تختلف عن تلك التي توصلت إليها اللجان السابقة؛ التي
كانت قد حققت في الاصطدامات التي وقعت في فلسطين في مطلع العشرينات: من حيث أنها نجمت
جميعا عن خوف العرب على بلدهم ومصيرهمء وسعيهم للحصول على حقوقهم الوطنية. ولكنها
لاحظت أنه بينما «في السنوات 157١3 ١47٠١ 19713 هاجم العرب اليهود» فإنهم في سنة
5379 هاجموا الحكومة,05).
وفي الوقت نفسه. وفيما كان العرب يكثفون عمليات احتجاجهم على ازدياد الهجرة, خلال
النصف الثاني من سنة 1577. كان اليهودء من جهتهم يحتجون على ما اعتبروه فرض قيود
عليهم من قبل السلطات. ففي أواخر سنة :١1577 شددت الشرطة مطاردتها للسواح اليهود,
الذين كانوا يصلون آنذاك إلى فلسطين بأعداد ملحوظة؛ ثم يبقون في البلد كمهاجرين غير شرعيين:
بعد أن تنتهي فترة «زيارتهم» .وفي هذا الصددء عقد اجتماع يهودي في حيفاء في 1١ تشرين الثاني
ان - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)