شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 48)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 48)
- المحتوى
-
والبناء والمواصلاتء وعمال آخرين غير مهرة) جيث تبلغ نسيتهم /67,١ مقابل 58,1 للعمال
الغربيين في المراتب نفسها. وينطبق الامر نفسه على ابناء الشرقيين في هذه المراتب» الذين يمثلون
ما نسيته 51,5/ مقابل 51,9/ فقط لابناء الغربيين.
وتثبت هذه المعطيات: التي يمكن اعتبارها بمثابة «مؤّشر» على الوضع في هذا المجال عامة,
ان الاقدمية في اسرائيل لم تؤّد الى تحسين مركز اليهود الشرقيين مقارنة مع الاشكنان. فالتحسن
الذي طرأ على مركز ابنائهم /١7,7( للابناء في المراتب الثلاثة العلياء مقابل /١4,7 للآباء في
المراتب نفسهاء اي بفارق /١,5 فقط) يعتبر اقل من التحسن الذي طرأ في جانب ابناء الاشكناز
(51,1/ للابناء مقابل /57,17/ للآباءء أي بفارق .)/2١١,5 وينطبق الامر نفسه على العاملين في
المراتب الاربعة السفلى حيث يبرز حضور الشرقيين بكثافة. ودون التأثر بالاقدمية في اسرائيل,
اذ ان التحسن الذي طرأ على وضع ابنائهم /77,١( للآباء مقابل /5١,7 للابناء. بفارق
قد قابله تحسن اكبر لدى اولاد الغربيين (58,17/ للآباء مقابل 57,5/ للابناء. اي
بقارق .)7١١,8 وفحوى ذلكء ان الاشكناز كانوا منذ قدومهم الى اسرائيلء ولا زالوا عبر ابنائهم,
يمثلون المراكز العليا في المجتمع الاسرائيني بصفتهم اصحاب مهن علمية واكاديمية او مهن حرة
ومدراءء خلافا للشرقيين, الذين كانوا ولا زالوا يمثلون المراكز الدنيا فيه. بصفتهم عمال خدمات
وعمال زراعيين ومهرة في الصناعة ومقالع الحجارة وفرعي البناء والمواصلاتء, وكعمال غير مهرة
ايضا.
كان هنالك عاملان إساسيان قد اثرا سلبا على تطور وضع العمالة لدى اليهوب الشرقيين منذ
قدومهم الى اسرائيل: الاولء هو التعلق المتزايد من جانبهم بمؤسسات.الاستيعاب الرسمية» التي
اعتبرت ان من مهامها تأمين العمل للمهاجرين بأي شكل من الاشكالء: دون اخذ عامل خبراتهم
المهنية او كفاءاتهم بعين الاعتبار. وقد ازداد تعلقهم هذا في ظل ما واجهوه بعد قدومهم الى اسرائيل
من واقع مهني مختلف عن واقعهم في بلدانهم الاصلية» الذي لم يكن يتعدى بالنسبة للاكثرية
بينهم, ممارسة الحرف البسيطة. اما العامل الثاني فكان يكمن في الوضع الاقتصادي المتأزم
الذى عاشته اسرائيل في بداية عهدها. فاليطالة الواسعة خلال الخمسيناتء التى عانى منها
اليهود الشرقيون بشدة؛ قد ساهمت كثيرا في مجرى تحويلهم الى طاقة عمل رخيصة ومتنقلة عبر
الفروع الاقتصادية المختلفة. وعموما فان الانقسام بين ابناء الطائّفتين في سلم الوظائف والعمالة»
كما برزت ملامحه منذ عهد الييشوفء وازداد بلورة بعد قيام اسرائيل: قد قوى مجرى الانقسام
الطبقى الطائفي في المجتمع الاسرائيلي. بحيث اصبح الاشكناز يشكلون اغلبية اعضاء الطبقة
البورجوازية, بينما يشكل اليهود الشرقيون اساس البروليتاريا. والدافع الاساسي في ذلك هو «ان
الاشكناز هم الذين اسسوا الحركة الصهيونية السياسية؛ وانشأوا قاعدة اقتصادية تنظيمية
وسياسية تحت سيطرتهم ايام الييشوفء, الامر الذي مكنهم [في حينه ] من اتخاذ قرار بشأن اقامة
اسرائيل» وبشأن اتجاه التطور الاقتصادي فيهاء [خصوصا] وانهم كانوا المسيطرين ايضا على
تدفق رؤوس الاموال الضخمة من الخارج. وقد قام هؤّلاء [اي الاشكناز] بعد قيام اسرائيل
بتوجيه وتنظيم تيار الهجرة الجماعيء فالحقوا المهاجرين الجدد في مجهوب التطوير السريع [ الذي
ادى] الى تدعيم وتوسيع مركرهم في اسرائيل. اما البروليتاريا الاسرائيلية قهي من اليهود
الشرقيين, لان اغلبية هوّلاء قد هاجروا الى اسرائيل في اوضاع طارئة: تاركين قاعدتهم الاقتصادية
في بلدانهم الاصليةء ولانهم بعد قدومهم الى اسرائيل, لم يكونوا بحاجة الى انشاء قاعدة خاصة
بهم» حيث تم قدومهم في اطار حركة قومية: قام [مؤُسسوها] باعداد هذه القاعدة لسائر
[المهاجرين الجدد]. وقد اقتصر دور هؤلاء [اي المهاجرين الشرقيين] على تزويد تلك القاعدة, باحد.
7ع - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)