شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 66)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 66)
- المحتوى
-
مساكن ملائمة لهاء ثم عدم قدرتها على تأمين المورد المالي الكافي لتمويل نفقات تعليم ابنائهاء
خاصة في المرحلتين الثانوية (الصفين الحادي عشر والثاني عشر) والجامعية» انما تقف حجر عثرة
امام تقدم وضعهم التعليمي. وقد لخص الباحث الاجتماعي حاييم ادلار. تأثير هذه العوامل بقوله
انه «من الواضح انه في ظروف الاكتظاظ السكني غير الملائم, والتغذية والنوم [بالنسبة للاولاد]
غير الكافيين» وفي حالات غياب الاب الكثيرة عن المنزل (سواء لحاجة تأمين مورد الرزق ا وبصورة
دائمة): وفي ظروف العمل غير الدائم او غير الكافي إلرب الاسرة] لا يمكن ان نتوقع توفر الشروط
الاساسية المطلوبة التى تمكن الابناء من بذل الجهد المطلوب في الدراسة. فالوالدان لا يستطيعان
بشكل عام مساعدة ابنائهما في الدراسة, والاخوة الكبار الذين فشلوا بدورهم في المدرسة,
يشكلون قدوة سيئة للصغار. والتوتر والممارسات السيئة في شوارع الاحياء الفقيرة تشكل اغراءا
لايتعاد الاولاد عن المدرسة واهمالهم لدرويسهم»(”")
ويشير ادلار كذلك الى العامل الاجتماعي التاريخى الذي يميز ابناء الطبقات الفقيرة في
المجتمعات الرأسمالية. ويتمثل هذا العامل فيما يظهره هؤلاء من دوافع ضعيفة لبذل جهد 8
في دراستهمء خلافا لابناء الطبقات المتوسطة الذين يتميزون باندفاعهم القوي نحى التحصيل
العلمي في المرحلتين الابتدائية والثانوية, وحتى في الجامعة. ورغم توفر نظام التعليم الابتدائي
الرسمي والمجاني في اغلبية هذه المجتمعات, ومن ضمنها اسرائيل» فأن دوافع ابناء الطبقات
الفقيرة نحو التعليم تبقى ضعيفة. مما يؤدي ألى حالات كبيرة من الفشل بينهم. «واذا فشل
التلميذ في بداية طريقه المدرسية» فان تجربته هذه تبقى عائقا يردعه عن بذل المزيد من الجهد,
ونتيجة لذلك يتولد لديه شعور بالفشل واليئس الدائمين»7")
كذلك يلعب العامل الطبقي - الحضاري؛ حسب تحليل ادلان دورا في اثماء هذا الشعور
لدى ابناء الطبقات الفقيرة. ويتمثل هذا العامل لديهمء في انعدام النظرة الكافية الى المستقبل اى
التخطيط لهء وانما التركيز على الحاضر فقطء خلافا لابناء الطبقات المتوسطة. «فالدراسة ترتكز
الى مبدأ التخطيط للمدى البعيد» لان ثمارها لا يمكن قطافها الا في المستقبل... ولكن في حال عدم
التاكد من القدرة على تأمين المتطلبات الحيوية اليومية لدى ابناء الطبقات الفقيرة» فهل نتوقع من
هؤلاء المبادرة الى تخطيط دراستهم من اجل الوصول الى نقطة بعيدة وغامضة في المستقبل..
يمكنهم ابتداءا منها الاستفادة وابناء عائلاتهم من ثمار الدراسية ؟596).
وتنطبق هذه العوامل جميعها على اليهود الشرقيين في اسرائيل» وتزد اد حدة تأثيراتها في ظل
انعدام التخطيط العائلي لديهم, كما تنعكس في انجاب عدد كبير من الاولاد في كل عائلة» دون اخذ
امكاناتها المادية والثقافية (ثقافة الوالدين وقدرتهم على تأمين مساعدة لاولادهم في دراستهم)
بعين الاعتبار. فالامكانات المادية المحدوبة لدى اغلبيّة الاسر اليهودية الشرقية في اسرائيل» تؤثر
حتما على عدم امكان تخصيص الحد الادنى من مواردها لتعليم عدد كبير من الاولاد في العائلة
الواحدة. كذلك فان ثقافة الوالدين المتدنية (احيانا اميين واحيانا خريجي المدارس الابتدائية
فقطء كما سبق ورأينا)ء ثم الاعباء الكثيرة المترتبة عليهم؛ كالتدبير المنزلي بالنسبة للامهات,
والعمل بعيدا عن البيت بالنسية للآباء جميعها تؤثر على انعدام قدرة الابناء على تخطيط
دراستهمء وتؤدي بالتالي الى تخلفهم وانقطاعهم عنها نهائيا. وحسب قول يوحنان بيرسء فان
اليهود الشرقيين يتصرفون على هذا الصعيد بشكل مختلف عن الاشكنان: الذين يميلون الى فحص
امكانية توفير مستوى تعليم ملائم لاولادهم في المستقبل, كشرط مسبق لانجاب المزيد منهم في كل
عائلة( إففقة
اضافة الى هذه العوامل .التي تؤثر سلبا على الاوضاع التعليمية لابناء اليهوب الشرقيين,
ك3 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)