شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 149)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 149)
المحتوى
وينتهي كونها عبئًا جسيما على كاهل المنطقة باسرها
حسبما يدعون. ويسهل بعدها السير في التسوية
السياسية بالشكل الذي تطلبه اسرائيل والولايات
المتحدة الامريكية.
ان ضرب «فتح» هو ضرب المقاومة الفلسطينية
وتحطيم سمعتها السياسية؛ لتختفي بذلك المطالبة
ببناء دولة فلسطينية مستقلة, ويفرض الحل
الاستسلامي على المنطقة العربية. والاغرب من ذلك
ان تقوم جهات عربية بتنفيذ هذا المخطط بوعي او بغير
وعي منها. وريما يسأل سائل هل هذا كل ما في الامر؟
ونحن نقول: لا بل ان الهدف هو تسوية النزاع العربي
الاسرائيلي في غياب الطرف الفلسطيني. وتقسيم لبنان
الى كانتونات مستقلة او دولة طائفية يسهل السيطرة
عليها من جانب اسرائيل والتحكم بمقدراتها. لقد رسم
الانشقاق بقعا سوداء على وجه المقاومة الفلسطينية
بغير ارادتهاء وكنا نعلم ان الاقتتال الفلسطيني
المفروض سيقود الى اسوأ النتائج» فلقد تمكنت الثورة
الفلسطينية منذ سنوات من ترسيخ مبادىء الحوار
السلمى لفض النزاعات بين فصائل المقاومة
الفلسطينية. واصبحت منظمة التحرير الفلسطينية
جبهة وطنية قوية, فكان لا بد من اضعافها وكسر
شوكتها واحتوائها في النهاية. لقد تمثل الانشقاق
داخل «فتح» في عدد قليل من الاعضاء لا يتجاوز
اصابع اليد ولكن الاموال العربية قد تمكنت من جمع
العشرات من المرتزقة والحاقدين حول هذا الانشقاق.
وبعد معارك طرابلس اتكشف الغطاء عن العيون
فانشق الانشقاقء وخرج قائد الانشقاقء وعزل نفسه
في بيته بعد ان ادرك ما فعل وما المطلوب أن يقعله من
اعمال تضر بالمصلحة الوطنية العليا. وخلال فترة
قصيرة من الزمن انكمش الانشقاق وتقلص واختفت
اخباره من صفحات الجرائّد. يعد ان أدى مهمته.
وفشل في تحقيق اهدافه, وظهر جليا ان الخلاق
الحقيقي هو بين سوريا ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وعلما منا بهذه الحقيقة ورغبة منا في تسوية هذا
الخلاف. عمدنا الى الوساطات العربية والدولية
الصديقة طالبين التوسط لحل هذا الخلافء فكانت
هناك المملكة العربية السنعودية والجزائر واليمن
الديمقراطي تسعى لاصلاح ذات البين» وقام الاتحاد
السوفياتي الصديق وكوبا بمثل هذه المساعي
الحميدة, ولكنها لم تتوصل الى اي نتائج ايجابية.
وكان هناك من يدعي أن الازمة تتمثل في وجود الاخ
القائد العام على رأس منظمة التحرير الفلسطينية» وان
١48
اقالته او استقالته ستصلح الأمر وتعوب بالوحدة الى
منظمة التحرير الفلسطينية. ولدى البحث والتدقيق
ثبت لنا بشكل قاطع ان عنوان الازمة كان الاخ ياسر
عرفات ولكن الازمة في جوهرها وحقيقتها وطنية,
تستهدف منظمة التحرير الفلسطينية برمتهاء وكان
على قيادة «فتح» والقوى الوطنية المخلصة ان تتعاون
لحل هذه الازمة والتخلص من اثارها السلبية.
والحقيقة ان جهودا وطنية مخلصة بذلت في هذا
السبيلء وكانت مواقف العديد من فصائل المقاومة
والشخصيات الوطنية المستقلة تمثل الشموخ الوطني
الفلسطينيء والتأمت هذه المنظمات في سلسلة من
الحوارات المطولة لتثبت للعالم ان المواطن الفلسطينى
يرفض الاقتتال ويستذكره ويدينه, ويحافظ على منظمة
التحرير الفلسطينية ومسيرتها النضالية بقناعة
وادراك.
الحوار بين فصائل المقاومة:
منذ تسعة اشهر على الاقل من هذا التاريخ بدأ
الحوار بين حركة «فتم, والجبهة الديمقراطية
والشعبية وجبهة التحرير الفلسطينية والحزب
الشيوعي الفلسطيني, من اجل التوصل الى قواسم
مشتركة فيما بينها. وعقدت جلسات في عدن ثم
الجزائس. وجرت سلسلة من الاجتماعات المطولة,
وكانت الشقيقتان اليمن الديمقراطي والجزائر
حريصتين على رعاية هذا الحوار الفلسطيني, وساعدتا
في انجاحه. وتمت في النهاية الموافقة على اتفاقية في ما
بينناء سميت فيما بعد «باتفاق عدن الجزائر» . ووقع
هذا الاتفاق بحضور الجزائر واليمن الديمقراطي,
وكان بمثابة نهوض جديد لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وقد وافقت عليه الجبهة العربية لتحرير فلسطين بلا
تردد. وقد حدب هذا الاتفاق الذي وقع بتاريخ
1// 85 موعد اجتماع المجلس الوطنى في ‎١6‏
‏أيلول (سبتمبر) ‎:١15/5‏ كاقصى تاريخ لانعقاده. ولا تم
الاتفاق واعلنت نصوصه عارضته سورياء وكان من
المفروض ان يقوم التحالف الديمقراطي الذي يضم
الجبهة الديمقراطية والشعبية باجراء حوار مع
الفصائل المتبقية التي اتخذت لنقسها اسم التحالف
الوطني. ولكن شعر التحالف الديمقراطي بان
التحالف الوطني يحاول ان يفرض عليه شروطامسبقة
لا يمكن قبولها أو مناقشتها لان مجالها الوحيد هو
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٤
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10634 (4 views)