شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 157)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 140-141 (ص 157)
- المحتوى
-
والصديقة لمنع هذا التدخل الامبريالي؛ وهكذا نرى ان
الحرب الايرانية العراقية وما تحدثه من تهديدات
تأخذها الامبريالية العالمية والصهيونية» ذرائع
لامتداد سيطرتها وإحكام نفوذها في بلدان الشرق
الاوسط ومحاصرة القوى الوطنية.
وبالرغم من الجهود الدولية الواسعة لوقف هذه
الحرب فقد استمرت مشتعلة كما هى. وقد أبدت
العراق مرونة ملحوظة في تقبل المساعي الحميدة التي
تبذلها الاوساط الدولية بمختلف اشكالها. وحرصا منا
على علاقاتنا الطيبة بالعراق وايران ما زلنا كمنظمة
التحرير الفلسطينية نبذل الجهد اثر الجهد لعلنا
ننجح في التوصل الى حل سريع لهذا النزاع؛ بين
شعبين مسلمين تربطهما علاقات تاريخية فحضارية
عريقة.
الاوضاع العربية
ان المراقب للاوضاع العربية يشهد بوضوح ما
آلت اليه من ترد وانشقاق؛ شل الارادة العربية وعطل
العمل العربى المشترك, كما افقد الجامعة العربية
روح التضامن والتعاون.
وقد تجلى هذا الوضع. في عدم القدرة على عقد اي
مؤتمر لوزراء الخارجية العرب» لبحث هذه الخلافات
والعمل على تصفيتهاء كما تمثل في التأجيل المستمر
لمؤتمر القمة العربي.
فبعد مؤتمر القمة الثاني عشر في فاسء ايلول
(سبتمبر) عام ؟11485., الذي اسفر عن اقرار مشروع
السلام العربي, تشكلت لجنة سباعية. كنا من بين
اعضائهاء للدعوة لهذا المشروع ومناقشته مع
الاعضاء الدائمين في مجلس الامن. وقامت هذه
اللجنة فعلا بالسفر الى عواصم الدول الكبرى؛ وقد
استجاب كل من الاتحاد السوفياتي والصين الشعبية
لهذا المشروع؛ ورفضته كل من الولايات المتحدة
وبريطانيا واعتيرته فرنسا نهجا مقبولا للتسوية
السياسية.
لقد رأت دول عديدة في هذه المبادرة علامات
ايجابية ومشجعة تدعم قضية فلسطين ومنظمة
التحرير الفلسطينية, كما تدعم عملية السلام في
منطقة الشرق الاوسطء كونها تحظى بالاجماع
العربي.
وكان من المفروض ان تستمر هذه اللجنة في مهامها
التي اوكلت اليهاء ولكنها وقفت عند هذا الحد بسبب
امتناع بعض اعضائها عن المشاركة لاسباب مختلفة.
وقد بذلنا جهدنا لتنشيط اعمال هذه اللجنة: ولكن
الاوضاع العربية السائدة والخلافات العربية الحادة
حالت دون ذلك. وكان هذا النشاط آخر مظاهر العمل
العربي المشترك.
لقد وصل الوضع العربى الى حالة من الشلل
الكامل التي انعكست سلبا على قضية فلسطين
واهتمامات العالم بهاء وعلى منظمة التحرير
الفلسطينية : وعلى مجمل القضايا العربية. واثنا ندرك
ادراكا كاملا ان العمل الفلسطينى يتأثر مباشرة
بالاوضاع العربية السائدة, وانه لا بد وان يستند الى
قاعدة واسعة من التضامن العربي ومن العمل العربى
المشترك. ومن هنا عملنا دائما على تنقية الاجواء
العربية وتجنيب الساحة العربية لمزيد من التفتت
والانقسام, الذي لا يهدد قضية فلسطين فحسبء بل
بنية وكيان المجتمع العربي نفسهء حيث تعمل القوى
المضادة على تجزئة ويلقنة المنطقة وتعميق الصراعات
الطائفية والدينية والعرقية منها.
ولم تقتصر الاخطار الناجمة عن هذا الوضع
العربي المتردي على قضية فلسطينء بل تجاوزتها الى
قضايا عربية اخرىء منها قضية لبنان والحرب
العراقية الايرانية التي انعدم فيها الموقف العربى
المويحد.
لقد وصل الوضع العربى الى حالة من الشلل
الكامل, التي انعكست على مواقف الدول من قضية
فلسطين واهتمام العالم بها. وبدا ذلك واضحا في
الحركة السياسية البطيئة لدول اوروبا الغربية, والتي
وجدت في انعدام التضامن العربى ذريعة لذلك. 2
كما شجع الخلاف العربى كلا من الولايات
المتحدة الامريكية واسرائيل؛ على تصعيد حملاتها
الاعلامية والسياسية المسعورة امام الرأي العام
العالمي» وفي المحافل الدولية ضد منظمة التحرير
الفلسطينية وقيادتها الشرعية, والادعاء بانها في
الطريق الى الزوال؛ وانها لم تعد تشكل عنصراً اساسياً
في اي جهد دولي لحل القضية الفلسطينية.
انه لمن المحزن والمؤلم, ان تصبح قضية فلسطين,
والتي هي قضية العرب الاولى والمركزية» ورقة تستعمل
في الخلافات العربية» واداة لخدمة المصالح الاقليمية
الضيقة لبعض الانظمة العربية؛ من هنا كان حرصنا
دائما على ان تبقى قضية فلسطين قاعدة للتضامن
العربي وللعمل العربي المشترك.
اننا نحذر من أن المنطقة العربية ستنحدر الى
1١هك - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 140-141
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 7247 (4 views)