شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 14)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 14)
- المحتوى
-
«اسرائيل» محل «فلسطين» في الجزء الاكبر من البلد» بينما ضمت اجرَاوَه الاخرى الى هذه الدولة,
او اخضعت لحكم تلكء من الدول العربية المجاورة. وتحولت القضية الفلسطينية الى مجرد قضية
لاجئين تبحث في تقارير وكالة الغوث وما يتعلق بهاء دون ان يخلو بحثها هذاء من حين الى آخر.
حتى من «تقريع» يطلقه ممثل هذه الدولة اوتلك. من الدول المساهمة في تمويل الوكالة. اما الشباب
الفلسطيني, الذي بقي متمسكا بوطنيته ويحلم بالعمل من اجل قضيته. فقد انقسم على نفسه
منضويا تحت لواء تنظينات صغيرة عديدة. ليس من السهل احصاء عددهاء كانت تناصب
بعضها البعض العداء او انعدام الوفاقء على الاقل؛ من ناحية؛ بنيما تطاردها الانظمة العربية
هنا وهناك: كل حسب طريقته ومزاجه, من ناحية ثانية. غير انه لم تمر الا بضع سنوات؛ تخللتها
حرب حزيران (يونيو) ١471 بانعكاساتها المختلفة على المشرق العربى: حتى راحت هذه الصورة
المأساوية تضمحل تدريجياء متغيرة نحو الاحسن. فخلال النصف الثانى من الستينات»: كانت
معظم القوى الفاعلة الفلسطينية قد انتظمت في عدد من المنظمات الفدائية» واضحة المعالم بشكل
او بآخر. انضوت تدريجيا تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية: وسرعان ما سيطرت عليها. وبدا
ذلك كأنه محاولة جادة لانشاء اطار فعالء مليء قلبا وقالباء لعمل فلسطيني جماعي منظم بهدف
خدمة الفلسطينيين والعمل من اجل قضيتهمء باسلوب يتلاءم مع روح العصر والاوضاع العربية
والدولية. كذك لم تمر الا بضع سنوات ت اخرى حتى تمكنت منظمة التحرير الفلسطينية» بصفتها
من الحصول على اعتراف عالمي بهاء ممثلا في قرارات الجمعية العمومية للامم المتحدة,
ا في خريف العام 11175. باعتبارها ممثلا شرعيا للشعب الفلسطينيء وكذلك انتزاع
اعتراف عربي مماثل بها في مؤتمر القمة العربي في الرباط الذي عقد آنذاك ايضا وبذك يكون
العمل الفلسطيني المتجدد (ونسميه «متجددا» لتمييزه عن العمل الفلسطيني سابقاء خلال فتر:
الانتداب مثلا) قد تمكن خلال العقد الاول من نشاطه العلني «الرسمي»؛ ان صح التعبير. اي
خلال السنوات ١515 - 1514.: من اعادة المسألة الفلسطينية الى الخريطة او إلى المفاهيم
السياسية العالمية. وهذا انجاز مهم للغاية, اذ لا بد من تحقيق الاعتراف السياسي اولاء كمقدمة
لا بد منها لاي اعتراف «جغرافي» يتعلق بأرض ووطن.
واذا كان العقد الاول قد انتهى بما اشرنا اليه, فان العقد الثاني, اي السنوات 1514 -
1ه قد شهد تطورا ايجابيا آخرء لا يقل اهمية عن مسألة الاعتراف السياسيء وان بدا احيانا
هامشيا | و غير ملموس. ونقصد بذلك اضمحلال او افول نجم الرفض العدمي المرفوض وحلول
العقلانية محله في الفكر السياسي الفلسطيني. فقد بدأ هذا العقد. فلسطينياء بتبني برنامج
«النقاط العشر» الداعي الى اقامة «سلطة وطنية» فلسطينية على اي جزء يتم تحريره من ارض
فلسطينء فيما بدا كأنه بداية المسار السياسي العقلانيء وانتهى بالدعوة الى الاعتراف بحق
الشعب الفلسطينى في تقرير مصيره, واقامة دولته المستقلة في فلسطين, من خلال تسوية عادلة
لازمة الشرق الاوسط تشارك فيها جميع الاطراف المعنية. واذا كنا نصف هذا الموقف بانه
«عقلانى», فليس لاننا مغرمون ب «التسوية», او نكاد «نطق» حبا بدعاتهاء بل لانناء انطلاقا من
القول المعروف ان السياسة هي علم المكن, نعتقد ان الممكن واقعيا (مع وجود اكثر من ” ملايين
يهودي على ارض فلسطين) وعربيا ودوليا (و «دوليا» هي المهمة. حيث ليس هنالك اي تفهمء في
هذا المجال, لاعتبارات مختلفة, للرفض العدمي الفلسطيني) هو تسوية عادلة فقط للقضية
الفلسطينية تقوم حتما على تقديم تنازلات من قبل الفلسطينيين. وهذاء فقط, هو الممكن, لا غيره.
16 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10632 (4 views)