شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 16)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 16)
- المحتوى
-
الاسرائييء من وجهة النظر الصهيونية؛ اي تجديد او تحديثء بل انه كان مألوفا للغاية. فمنذ
استطاع الكيان الصهيوني في فلسطين ان يتخذ لنفسه طابع دولة سميت اسرائيل» حظيت
باعتراف العديد من الدول في العالم» بل وتمكنت: ايضاء من الحصول على اعتراف عربي شبه
ضمنى بهاء ولو تم ذلك فقط من خلال التوقيع على اتفاقيات الهدنة العربية - الاسرائيلية لسنة
5, ركز الاسرائيليون جهودهمء ببساطة ووضوح. على تأمين وجودهم السياسي في المنطقة
العربية. بواسطة الوصول الى اتفاقات اوتفاهم مع الدول العربية المجاورة. وتم ذلك كله من خلال
محاولات مستمرة؛ لا تكلّ ولا تلينء لتجاهل وجود الشعب الفلسطيني وشطبه. ولقد بداء خلال
الخمسينات والنصف الاول من الستينات, ان هذا الاتجاه قد ضعف او راح يضمحلء بعد ان
سيطر جمود مزمن على الصراع العربي - الاسرائيلي وتحول الى نوع من الخلاف على الحدود.
غير انه ما ان راح الشبح الفلسطيني يفيق من سباته, حتى عادت السياسة الاسرائيلية الى سابق
عهدهاء واستؤّنفت المحاولات للوصول الى اتفاقيات اوتفاهم مع الدول العربية المجاورة لاسرائيل,
من خلال تجاهل الفلسطينيين وعلى حسابهم. ونظرة سريعة الى مجمل النشاط السياسي
الفلسطينيء منذ مطلع السبعينات وحتى اليوم؛ تظهر ان جله كان منصبا على محاولات درء
الاضرار التى قد تتعرض لها القضية الفلسطينية من جراء سياسات «الاشقاء» العرب في دول
الطوق» دون نجاح كبير. بل على العكس من ذلكء لقد خسر الفلسطينيون كثيرا ودفعوا ثمنا باهظا
نتيجة لسياسات «الاشقاء؛ العرب في تلك الدول, والتي لولاها ولولا التقصير الفلسطيني الذاتي
على اصعدة عدة لكنا الآن في وضع آخر.
لقد امل الفلسطينيون الاستقواء ب «اشقائهم» في دول الطوق العربية» ولكنهم وجدوا
أنقسهم, » عملياء بدلا من ذلك. في وضع استقوت فيه اسرائيل عليهمء بعد ان عرفت كيف تستغل
طبيعة تلك الانظمة؛ او الظروف المواتية التي طرأت من حين الى آخر. وكانت نتيجة ذلك ان بقيت
الآمال الاسرائيلية بشأن الوصول الى تسوية للصراع العربي - الاسرائيلي. من خلال تجاهل
الفلسطينيين: حية وقوية, مما وضعء عملياء العراقيل امام اي حل عادل لازمة الشرق الاوسط وترك
المنطقة في حالة من عدم الاستقرارء والحق الاذى بالفلسطينيين على المدى القصير, وبالعرب عامة
على المدى الطويل.
ولتوضيح ما تم في هذا الصددء وكذلك لاستخلاص العبر بالنسبة للمستقيل. لابد من
وضع النقاط على الحروف. وان كان العرض موا فمنذ عقد ونيف والنشاط الفلسطيني يتعرض
للمؤامرة تلو الاخرى في دول الطوق؛ او لسياساتها وممارساتهاء ويدفع الثمن الباهظ بسبب ذلك.
وهذا ما يثلج صدر العدو الصهيوني, ويدفعه الى المزيد من التمسك بمواقفه المتغطرسة المتنكرة
للفلسطينيين وحقوقهم. فمع اواخر الستينات واوائل السبعينات, مثلاء تمكنت اسرائيل» بمساعدة
«معلميهاء من الامبرياليين الاميركيين, من اقناع الاردن بضرورة التخلص من الفدائيين
الفلسطينيين الذين كانوا متواجدين فيه (ولم يكن الاردن, على كل حال بحاجة الى جهد كبير
لاقناعه بذلكء بعد ان قاسى الامرين من جراء الممارسات الفدائية الشاذة..), موهمينه بانه
سيحظى بحصة الاسد في اية تسوية سياسية مقبلة» ان تم ذلك. فكانت معارك ايلول (سبتمبر)
وما تلاها من تصفية الوجوب الفدائي الفلسطيني في الاردن. ولكن لم تكن هنالك تسوية,
ولا كان من نصيب الاردن شيء. غير انه على الرغم من ذلكء ثابر الاردن على النهج نفسه؛ فقدم
سنة 1977 مشروع المملكة العربية المتحدة, الذي فهم من قبل الاسرائيليين على انه اصرار اردني
1١7/ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10634 (4 views)