شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 18)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 18)
المحتوى
.زعامة «القوات اللبينانية» يعقدون اتفاقا مع اسرائيل هو عبارة عن توجيه «دعوة» للجيش
الاسرائيي للقيام بغزو لبنان و«تحريره» من الفلسطينيين (والسوريين)» على امل تسليمه غنيمة
باردة للموارنة !. وكان هذا الاتفاق هو اساس الحرب التى شنتها اسرائيل في صيف العام ‎١545‏
‏الفلسطينية ومقاتليها ومؤسساتها من بيروت. اما بقية المقاتلين الفلسطينيين فقد خرجت مع نهاية
العام التالي من طرابيلسء بعد حصار فتحوي ‏ منشق وسوري من البر واسرائيلي من البحر.
شىء من الاستراتيجية.. والاقليمية
ان العيرة الرئيسية من هذه الاحداثء التى اكتفينا هنا بوصف ملامحها العامة للغاية دون
التفاصيل, المذهلة والمقرفة, واضحة للغاية» وهي ان الانظمة العربية في دول الطوقء التي كان
من المفترض ان تكون خير عون في معركة الحفاظ على فلسطين اى استرجاعها اى حتى تحرير
اجزاءمنهاء لم تتقاعس او تحجم عن لعب الدور المتوقع منهاء فقطء بل انهاء في معظم الحالات,
فعلت عكس ذلك تماما. واذا اعتبرنا ان العامل الاول الذي ادى الى نكبة العام ‎١144‏ كامن في
تقاعس عرب فلسطين عن القيام بواجبهم» لاسباب لا مجال لبحثها هنا وسوء تنظيمهم وضيق
افق قياداتهم وكذلك ضخامة حجم المؤامرة الدولية التي تعرضوا لهاء لامكننا القول ايضا ان
العامل الثاني, المكمل, الذي ساعد على وقوع تلك النكبة كامن في ضعف انظمة دول الطوق
العربية وتآمر بعض قادتها وتواطؤ الآخرين. ولا يزال هذا الوضعء بشكل او بآخرء قائما حتى
اليوم؛ وهو اساس البلية في بقاء العقدة الفلسطينية المزمنة على حالها. فالاداء الفلسطيني تحسن
قليلا عما كان عليه عشية النكبة او خلالها او بعدهاء ولكنه بقي دون المستوى الضروري المطلوب
لاحراز الانجازات المرجوة. اما مواقف دول الطوقء فانها لم تبق حتى على ما كانت عليه؛ بل
ازدادات سوءاء لدرجة اختفت معها حتى ممارسات ومنطلقات التضامن العربي النظريء مهما
كان وهميا وفضفاضاء التي كانت سائدة ايام زمان» وحلت محلهاء علناء الاعتبارات والمواقف
والسياسبات القائمة علنا على اسس اقليمية ضيقة؛ دون لف او دوران. ويكفينا مثال واحد للدلالة
على ذلك: لقد طرد العمل الفلسطيني من الاردن ‏ عنوة ويقوة السلاح: ثم طرد من سوريا - شبه
عنوة وبالتهديد باستعمال السلاح» ثم طرب من لبنان - عنوة وبقوة السلاح. وإذا كان هذا لا
يكفي. يستطيع كل ذي بصيرة ان يلاحظ ان العمل الفلسطيني؛ باطره واهد افه العامة, يكاد يكون
مسموحا به. ويحظى بالتأييد بشكل او بآخرء في معظم دول العالم؛ ان لم يكن كلهاء عدا دول
الطوق, حيث تفرض القيود والرقابة؛ وغالباً ما يمارس القمعء وعداء بالطبع؛ اسرائيل.
لقد وجد العمل الفلسطيني نفسه. بعد نحو ‎٠١‏ سنة من تجددهء مقيدا في دول الطوق او
منفيا او مبعدا عنها وحتى لا نسهو فننسى الاسماءء دول الطوق هي: مصر والاردن وسوريا
ولبنان. ولاول وهلة. يبدو كأن كارثة كبرى قد اصابت النشاط الفلسطيني بدفعه الى خارج هذه
الدول؛ بعد ان فقد التماس المباشر مع ارض الوطن. الا ان نظرة اكثر عمقا الى الوضع الجديدء
خصوصا في ضوء احداث السنوات الاخيرة؛ او على وجه التحديد منذ خروج المقاومة الفلسطينية
من بيروت في اواخر صيف ‎١187‏ وحتى اليومء تظهر ان الحالة العامة ليست بذلك المدى من
التعقيدء الذي يمكن ان يدفع الى اليأس او الاحباط. بل ان الوضع احسن من ذلك بكثير. ويمكن
5
تاريخ
يناير ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17435 (3 views)