شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 19)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 19)
المحتوى
حتى على العكس من ذلك القول: حسن ان وقع ما قد وقع. اي بلغة اكثر وضوحاء وليس هنالك.
عموماء ما يمكن أن يؤسف من اجله نتيجة لخروج المقاومة الفلسطينية. مرحلة بعد اخرى: من
كافة دول الطوق؛ بل يبدو ان في ذلك نوعا من البركة. لقد اظهرت تجربة السنوات الثلاث الاخيرة,
بما لا يدع مجالا كبيرا للشكء ان المقاومة الفلسطينية قادرة؛ في الوضع الجديدء على ممارسة
النشاط السياسي والاعلامي والتنظيمي بكفاءة ونجاعة وفعالية وكذلك, وهذا هو المهم, بعقلانية
تفوق كثيرا تلك التي ميزت نشاطها اثناء تواجدها في دول الطوق. وكل ذلك اضافة الى ميزة حيوية
ومهمة للغاية: التمتع بمدى لا بأس به من الاستقلالية في اتخاذ القرارات وانتهاج الممارسات التي
ترتأيها. وباعتقادنا ان هذا المستوى من الاداء. مع شيء من التنظيم البسيط. تستطيع حتى
الفوضى الفلسطينية الرقي اليه؛ يمكن ان يستمر في المستقبل ايضا. صحيح ان النشاط يتم في
المهاجر. وممزوج بشيء من الغربة: الا انه مع مستوى التقدم الحالي في المواصلات ووسائل
الاتصال الحديثة؛ يكاد البعد يضمخل وتكاد المهاجر المتباعدة «تختزل» لتصبح وحدة واحدة:
يستطيع المتواجدون فيها التعاون والعمل والتفاعل مع بعضهم البعض بسهولة نسبية. اما
الشعور بالغربة فيعادله؛ بل ويتغلب عليه الشعور بالحرية والاستقلالية وحتى بنوع من الاطمئنان
لم يكن ابدا من نصيبنا ونحن في دول الطوق اياها. بل اننا نذهب الى أبعد من ذلك. وباعتقادنا
انه ل بقيت المقاومة الفلسطينية «معششة» في امبراطورية الفاكهاني وملحقاتها (و «الفاكهاني».
لمن لا يعرف او ربما يكون قد نسي, هو اسم ذلك الحي في بيروت الذي تواجدت فيه مكاتب المقاومة
الرئيسية في المدينة» في «ايام العزه؛ ويمكن ان تنسج حوله؛ وحول «تقاليده» وممارساته, الاساطير,
سلبا أو ايجابا) تشعر بالراحة والاطمئنان و «العظمة» وتهتم بكل امور الدنياء عدا ربما عن
القضايا الحقيقية المتعلقة بالقضية الفلسطينية» لبقي الوضع على ما كان عليه؛ وبالتالي لما كان
قد شعر احد بضرورة اتخاذ الخطوات والقرارات الملحة والضرورية؛ وألتي ينبغي اتخاذهاء
ولاستمر الجميع في مشاحناتهم الداخلية. وتنظيراتهم؛ ورفض كافة المشارع ومقترحات الحلول,
زعماً بأنها «استسلامية», وحقيقة لانعدام القدرة على اتخاذ القرارات اى الخوف من عواقبها.
ونتيجة لذلك, كنا بقينا نتصرف كالنعامة التي تدفن راسها في ؛ الرمال, وندود فر الحلقات المفرغة
1 ذلك الا ما يعود بالفائدة على التصرف الجماعى الفلسطيتى, ؛ ولو تم ذلك من 2 من خلال الشعور
ان وضع التواجد في المهاجر, الذي تعيشه منظمة التحرير الفلسطينية حالياء مرشح لان
الاحسن. لقد آن الاوان لان ندرك؛ بناء على تجربة واحداث ما يقارب من ‎9٠‏ سنة» انه ليس في
المثشرق العربى درامة عربية واحدة», وهى قطعا ليست «ذّات رسالة خالدة»؛ بل أن هثالك شعويا
عديدةء افرز مستواها انظمة مختلفة ذات مصالح متناقضة في احيان كثيرة. وهذا هو الواقع الذي
تحسم على اساسه معظم, ان لم تكن كل المسائل المتعلقة بالمنطقة. بل يمكننا ان نلاحظ: دون
كبير عناءء ان هذه الانظمة تختلف مع بعضها البعضء ثم تتصارع وتعود لتتحالف في تحالقات
واهية (فدائما كان عنصرا الشقاق والعداء هما الغالبين)؛ وفي اثناء ذلك تكون قد «تعاونت» مع
العدو الصهيوني. عن قصد او غير قصدء وقدمت له خدمات جلىء تماما كما كانت تفعل الممالك
والقبائل التي كانت قائمة ايام الصليبيين مثلا. ولم يصل هذا الوضع ايام زمان الى نهايته» او
0
تاريخ
يناير ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17435 (3 views)