شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 22)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 22)
- المحتوى
-
على النواحي والظواهر الايجابية في السياسة المصرية ومحاولة تطويرها نحو الاحسنء وان امكن
خلق المزيد منهاء وذلك كله على ارضية الالتزام القومي والمصلحة العربية عامة. فلا نستطيع؛
ببساطة؛ ان «تكسب» مصر و«نتخلى» عن العرب الآخرين. وباعتقادناء انه لن يمر وقت طويل حتى
تكون مصر قد اكملت دورة الابتعاد عن سياسات كامب ديفيدء مقتنعة بان مصالحها و «اكل
عيشهاء تكمن في التعاون مع محيطها العربي الطبيعي قبل غيره» ومن ثم الالتزام بقضاياه
والتعاون معه؛ باعتبار انه ليس لدى الصهيونيين ما يمكن ان يقدموه لها حقاء وليس لدى
الاميركيين ما لدى العرب. وعندكذء سنجدها اكثر اندفاعا في تأييد القضية العربية عامة
والفلسطينية خاصة:. والعمل بحزم على ايجاد حل عادل لها.
ومن مصر الى الاردن» ونسمح لانفسنا هنا ان نصل الى النتيجة قبل عرض الاسباب.
والنتيجة هي انه مع منتصف الثمانينات نشأت وتبلورت مجموعة من الظروف الموضوعية
والمسارات والتطورات المختلفة التي تساعد, بل تلزم؛ بقيام تعاون. فلسطيني - اردني وثيق» في
كافة المجالات. تمهيدا لصياغة ووضع اسس مستقبل مشتركء تحتمه ببساطة الضرورات
المستجدة. وفي هذا الصددء لا بد من «بق البحصة» او «البحصات».
ان كل مطلعء ولو لماماً. على مجريات القضية الفلسطينية يدرك ان الترتيبات والاتفاقات
التي وضعت بعد الحرب العالمية الاولى: ثم الثانية» ادت في نهاية الامر الى اختفاء فلسطين؛ بعد
احتلال اسرائيل جزءاً منها ثم ضم شرق الاردن جزءاً آخر منها اليه» ليعرف منذ ذلك الوقت يأسم
«الاردن». وبلغة اخرىء بين اسرائيل والاردن ضاعت فلسطين. ومن هنا جاءت الحساسية التي
كانت اسرائيل تبديها من جهة. والاردن من جهة اخرى تجاه اي ظاهرة كيانية فلسطينية,
ومحاولات قمع هذه الظواهر من قبل اي من الطرفين» خشية من ان ينهض صاحب الحق ويعود
الى المطالبة بحقه. ش
ويعد احتلال اسرائيل الضفة الغربية» في حرب حزيران (يونيو) 1511١ء جرت محاولات
عدة. خلال فترة غير قصيرة, للوصول الى تسوية بين اسرائيل والاردن بشأن الضفة الغربية,
وكذلك قطاع غزة؛ وظهر في هذا الصدد ان الاردن ليس من بين غير المعنيين بذلك؛ بل راح» احياناء
يزاحم منظمة التحرير الفلسطينية حول مسالة تمثيل الفلسطينيين. غير ان كل تلك المحاولات,
كما هو معروفء لم تمن بنجاح يذكر؛ ثم راح الاردن» مع مرور الوقت» يقترب تدريجيا من الموقف
الفلسطينيء الى ان اعلن اعترافه بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيد ا الفلسطينيين»
مطالبا بان يعمل في «شراكة» على قدم المساواة مع الفلسطينيين من اجل ايجاد حل عادل للقضية
الفلسطينية.
وياعتقادناء ان هنالك من الحيثيات والقرائن والدلائل ما يشير الى ان الاردن صادق في
موقفه هذاء وان الملك حسين يعنيء فعلاء ما يقوله. وسبب ذلك يعود الى اعتبارات وتطورات
ومسارات مهمة سببت تغييرا اساسيا ودائما في الموقف الاسرائيلي من الاردن, وشروط الصلح معه,
اضافة الى تغييرات مهمة داخل الاردن نفسه. ففيما يتعلق بالموقف الاسرائيلي من الاردنء لا بد
من ان نعيد الى الاذهان ان الصهيونيين منذ راحوا «يشتغلون سياسة» مع منتصف الثلاثينات,
بعد ان أقصيت مجموعة من الوجهاء اليهود من زعامة الحركة الصهيونية وحل محلها اعضاء
حزب مباي (وهو ابوحزب العمل الاسرائيلي الحالي) في المراكز الحساسة في الوكالة اليهودية: التي
تصرفت آنذاك بمثابة حكومة صهيونية؛ ركزوا جهودهم؛ دون فذلكة او «شطارة» زائدة» على حل
بف - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)