شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 24)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 24)
- المحتوى
-
السياسة الاسرائيلية تجاه الضفة الغربية تدور بين اقتراحات ضمها من جهة او ابقاء الوضع
الراهن على ما هو عليه» او تنفيذ مشارع الحكم الذاتي اوما شابهها من جهة اخرى. بل ان الامر
وصل ببعض الاسرائيليين» وعلى رأسهم شارون. الى الدعوة «لساعدة» الفلسطينيين على اسقاط
النظام الهاشمي في الاردن والحلول محله؛ بحيث تبقى عندئذ فلسطين غرب النهر برمتها
صحيح ان الزعماء الاسرائيليين: معراخيين كانوا او ليكوديين» لا ينفكون يدعون الاردن,
من حين الى اخر, الى التفاوض مع اسرائيل» دون شروط مسبقة زعما. ولكن هذه الدعوات ينبغي
الا تخدعنا. فالشروط كثيرة للغاية والثمن المطلوب من الاردن دفعه باهظ جد!ء ودون مقابل يذكر.
فالمشاريع التي تتقدم بها الدوائر الاسرائيلية المختلفة لا تنطويء مثلاء على اقتراح اعادة الضفة
الغربية الى الاردن» وكذلك «تسليمه» قطاع غزة, كما يحلو للبعض ان يعتقد. بل ان الحقيقة غير
ذلك تماماء واسرائيل ليست في هذا الصدد. فمعظم مشاريع الحلول» ان لم يكن كلهاء تقترح مثلا
ترتيبات يكون فيها للفلسطينيين في المناطق المحتلة دور ماء حتى يكون بالامكان «الزامهم» بما
وافقوا عليه ان ثارت القضية الفلسطينية مجدد!ء وذلك بمباركة الفلسطينيين في الخارج او دونهاء
اذا اقتضى الامر. بل ان البعضء وهم قلة على كل حالء: يرى أنه اذا لم يكن هنالك مناصء في
نهاية الامرء من «التنازل» عن الضفة الغربية وانشاء اي كيان فيهاء فمن الافضل في مثل هذه
الحالة ان يتم الاتفاق في هذا الصدد مع منظمة التحرير الفلسطينية دون غيرهاء حتى يكون ذلك
ايضا «ملزما» للفلسطينيين. وايا كانت الخلافات بين اصحاب الآراء هذهء فانهم جميعا متفقون
على ان اي حل يمكن ان يتم التوصل اليه؛ يجب ان ينفذ دون السماح للجيش الاردنيء في اي
حال من الاحوالء بالعودة الى تلك المناطق المحتلة . وبلغة اخرىء ان «موضة» الضم والالحاق التي
كانت رائجة في الخمسينات قد انتهت الى غير رجعة, ولاعتبارات اسرائيلية» قبل ان تكون عربية.
وعموما ليس في مثل هذه الاقتراحات ما قد يعوب بفائدة كبرى على الاردن» بل انها تضعه في موقتف
المطلوب منه ان يستجيب لطلبات اسرائيل ويتعاون معها في تنفيذ مخططاتهاء لا اكثر. وبشكل
يمكن ان يثير غضب الفلسطينيين والعرب» ويجعل امكانية التنفيذ صعبة للغاية, ان لم تكن
ولا شك ان الاردن مطلّع جيدا على هذه المسارات والتغييرات في الفكر والممارسة
الاسرائيليين: ويدرك ابعادها حق قدرها. بل انه مطلع عليها بمدى يفوق ذلك الذي قد يخطر على
البال لاول وهلة. فالمتتبع لرد فعل الملك حسين على الاجراءات والمواقف والتصريحات الاسرائيلية
المختلفة يلاحظ انها تنم عن معرفة بالشؤون الاسرائيلية واطلاع واسع على معظم جوانبها. بل
يمكن القول ان الملكء بالمقارنة مع الحكام العرب الآخرين: يكاد يكون خبيرا في الشؤون
الاسرائيلية. فاي تحرك او مسار اسرائيلي جديد يقف الملك على كنهه ويتمكن من سبر غوره عادة
خلال شهرين او ثلاثة على الاكثر, بينما تستغرق العملية نفسها لدى الفلسطينيين؛ وكذلك لدى
كيار قادتهم ومفكريهم وخصوصا «ثوارهم»: ما يقارب من " سنواتء ولدى العرب الآخرين نحو
سنوات. ومن اين لجلالته هذه الخبرة والمعرفة في الشؤون الاسرائيلية؟ لا ندري! من الواضح,
بالطبع ان لدى جلالته مخابرات «عصرية»؛ ولكن هذه المخابرات» رغم «عصريتها», تبقى, في نهاية
الامرء «عربية», اي انهاء مثل مخابرات آخر زمان العربية» تهتم بما يسمى الحفاظ على الامن
الداخليء وبالتالي مطاردة «الاعداء»(!) الداخليين» وتنسى الخارجيينء الحقيقيين» منهم» بحيث
زع - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)