شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 28)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 28)
- المحتوى
-
تماماء تضعها احيانا حتى خارج نطاق اي تأثير ايجابي على مسارات تلك القضية وتسبب
للجميع ضررا هم في غنى عنه.
ان من يزعم العمل «استراتيجيا» في سبيل القضية الفلسطينية يفترض فيه اولا ان يحظى»
على الاقل» بثقة ومن ثم تعاون اصحاب القضية انفسهم, اي الفلسطينيين قبل غيرهم. ممثلين
بحركتهم الوطنية. والحركة الوطنية الفلسطينية تقودها الآن, ان شئنا ام ابيناء حركة «فتح»,
بعجرها وبجرها. وكان الاجدر بالسوريين» «استراتيجياً». بالطبع الكل «استراتيجيا» التفاهم
والتعاون مع هذه الحركة؛ بصورة او باخرى. غير انهم: بدلا من ذلك؛ انتهجوا سياسة مختلفة
تهدف الى استيعاب تلك الحركة او السيطرة عليها او التقليل من شأنهاء بخلق منظمات موازية
لهاء فاستفزوا تدريجيا عناصرها قبل قياداتهاء وابعدوها عنهم. وكلمة حق لا بد ان تقال هنا
لصالح السوريين؛ وهي أن التعامل مع «فتح» ليس سهلا ابداء بل هو, على العكس من ذلك متعب
ومثير للاعصاب. ان بعض «أبوات» فتح؛ وخصوصا «فروخ الأبوات» ؛ اي الناشئين منهم: خبراء
في التكتيكء التكتيك لا الاستراتيجية. يصعب طورا التعامل معهمء وتارة لا يطاقون؛ يبيعون
احياناء على حد قول المثل الشعبي, «اللحف. وهم برد انون»: ويعضهم لا يزال يتصرف كأنه عضو
في اتحاد طلبة فلسطينء ومنهم آخرون يثيرون القلاقل والمتاعب» وان وصلت احيانا الى اتفاق
معهم فسرٌوه ونقذوه وفق مفاهيم خاصة بهم. غير ان حزب البعث ايضا لا يختلف كثيرا عن «فتح»
في هذا الصدد؛ فلا هذا احسن من ذاكء ولا ذاك اسوأ من هذا فهذه العصا من تلك العصية..
ويبدو كأن «فتح» ليس الا حزب بعث بالمقلوب؛ فهي تتحدث يمينا وتمارس يساراء فيما يفعل هو
العكس . ويقينا لو ان نظام بعث دمشق تحلى بالصبر قليلاء مع شيء من طول الاناة وسعة الصدر
لامكنه بسهولة نسبية استيعاب «فتح» وكل من لف لفهاء والتي ليس من الصعب ابدا
استرضاؤهاء ولأبقاها تحت كنفه وتعاون معها في مجالات عدة لمصلحة القضية القومية عموما؛
وما وصلت الامور الى ما وصلت اليه.
وعلى الرغم من ذلك؛ يمكن ايضا ان نكابر ونغض الطرف و «نبلع» هذا الموقف من «فتح».
ولكن هذه «المعاملة» تنطبق ايضا على موقف النظام البعثى سوري من منظمة التحرير
الفلسطينيةء مع نتائج اكثر خطورة؛ بل تبدى احيانا مخيفة فعلا في مدى الضرر الذي قد ينجم
عنها للقضية الفلسطينية» والذي قد يكون مميتا؛ وهو ما لا يمكن؛ ولا يجوزء السكوت عنه بأي
حال من الاحوال. ان سورياء على حد تعبير احدهمء وهو يقول ما يقوله محاولا تلطيف وقعه على
الآخرين: ليست «مع» منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للفلسطينيين: وليست ايضا
«مع» الدولة الفلسطينية المستقلة. ويقال؛ ايضاء ان احد وجوه النظام السوريء وهو المدعو عبد
الحليم خدام (الذي سبقنا احدهم في الفضل فوصفه بانه بذيء اللسان وطويله) على استعداد
دائما لان «يفقع» محاضرة؛ لكل من يجره حظه العاثر ويجبره على الاستماع؛ حول «بدعة» (كذا!)
الممثل الشرعي الوحيد. ويقال» ايضاء ان نزعات امبراطورية نمت في نفسية سادة النظام في دمشق
فجعلتهم يعتبرون انفسهم الممثل الشرعي الوحيد... للفلسطينيين, وغيرهم ايضا. وأيا كان مدى
ايمان اصحاب هذه البدع بيدعهمء أو عمق المشاعر الامبراطورية لدى بعضهم,ء من الواضح ان
النظام السوري الحالي ناصب منظمة التحرير الفلسطينية, بصفتها هذهء العداء منذ استولت
الحركة التصحيحية على الحكم في دمشق سنة .191١ والامثلة على ذلك كثيرة. فبعد ان تمكنت
هذه الحركة من تثيبت نفسها في الحكم في سوريا بفترة قصيرة. اضطرت القيادة الفلسطينية,
>36 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)