شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 34)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 34)
المحتوى
بمنطق الرفض تجاه الطلبات الفلسطينية, على اعتبار انه إذا كانت طلبات الفلسطينيين بشان .
السيادة والاستقلالء الخ؛ على ما يجره ذلك من اخطار على الكيان الصهيوني, راهنة أى .
مستقبلية, لا تجد دعما الا بذلك المستوى البائس من الاداء في مقاومة المخططات الاسرائيلية,
فانه من الاسهل: صهيونياء التمسك بالوضع الراهن مع تحمل الاخطار غير الكبيرة الناجمة عنه,
بالمقارنة مع تلك التي قد تبرز في حال الموافقة على تغييره. والواضح, بالطبع» ان مقاومة فلسطينية
لا تثير الخوفء وبالتالي «الاحترام»» لدى الصهيونيين لن تساهم كثيرا في تقديم «علاج» ناجع
لغرورهم يجعلهم «يقتنعون» بالموافقة على حل عادل للقضية الفلسطينية: بل انها قد تدفعهم الى
عكس ذلك تماما.
لقد نجم وضع المقاومة المتردي هذا عن عوامل عديدة متشعبة؛ ليس من السهل حصرها
ولكن بالامكان الاشارة الى بعض الرئيسية منها. وفي هذا الصددء اول ما يطالع المرء هو تلك
العفوية التي يتميز بها تنظيم المقاومة من جهة؛ وعملياتها من جهة'اخرى. فلقد بدأت المقاومة,
في اول الطريق»: بدفع عناصرها تسللا عبر الحدودء واستمرت على هذا النهجء الى ان استطاع
الاسرائيليون قفل الحدودب؛ وذلك بواسطة اجراءات عسكريةء كتكثيف الدوريات واقامة الحواجز
من جهة؛ وسياسية امنية؛ بالضغط على هذه الدولة او تلك من الدول العريية المجاورة؛ بوسائل
مختلقة, لحملها على محارية تسلل الفلسطينيين الى المناطق المحتلة من جهة اخرى. وعند هذا
الحدء بل وعمليا قبل ان تصل اليهء راحت المقاومة تعمل على اقامة الخلايا بين سكان المناطق
المحتلة لتقوم بتأدية مهامها في داخل تلك لمناطق. ولكن الصلابة التنظيمية كانت بائسة للغاية,
اذما ان يلقى القبض على شخص ما حتى تكر السبحة ويعتقل العديدون, مما يقضي على تجمعات
فدائية بأسرها. اما مستوى العمليات فقد كان اكثر بؤساء ان كان عامة عبارة عن القاء متفجرة
هنا اوهناكء يثير انفجارهاء اذا لم تكتشف سلفا ويبطل مفعولهاء الاشمتزاز في نفوس المستوطنين
الصهيونين اكثر مما يخيفهم او يلحق الاضرار بمخططاتهم. ولم يقف الامر عند هذا الحدء بل
حتى انه ازداد سوءاً. فمع مرور الوقت؛ قل عدد العناصر العاملة في هذا المجال؛ وراح العديد
منهم ينتقل للعمل في الاجهزة «البراقة», المتخمة اصلا بالقوى البشرية العاطلة عن العمل
كالاعلام والامن وغيرهما. ثم تبع ذلك مرحلة جديدة اصبح معظمهم خلالها «يشتغلون» سياسة,
على طريقتهم غير السياسية بالطبع؛ ونسواء اوكادوا ينسون, متطلبات المقاومة الحقيقية الناجعة.
وكان ان كبر الجهاز الفلسطيني ونما وتشعب في مشارق الارض ومغاربهاء دون ان ينشأ او يتبلور
ما يوازيه داخل الاراضى المحتلة؛ بحيث باتت المقاومة شبيهة بميزان, احدى كفتيه مليئة بمختلف
انواع البضاعة, والكفة الثانية فارغة.
وحتى نكون منصفين لا بد من الاشارة, من ناحية ثانية» الى ان النشاط الفلسطيني قد
تمكن, على الرغم مما اشرنا اليه» من خلق جو مقاومة حقيقيء ان صح التعبير في المناطق المحتلة,
يشكل ارضية مريحة للانطلاق منه نحو تصعيد وتيرة النشاط الوطنى هناك؛ وهو ما ساعدت على
خلقه, الى حد بعيدء ممارسات الاحتلال الاسرائيلي نفسه. فالمخططات الصهيونية لتهويد المناطق
المحتلة اوضمهاء على ما يتبع ذلك من اجراءات معادية للعرب وهادفة للتضييق عليهم في مختلف
المجالات: اثارت وتثير عداء ومعارضة لدى كافة قطاعات المواطنين العربء وتدفعهم الى التمسك
برفض الاحتلال والمطالبة بانحساره. ويجد هذا الاتجاه تعبيرا عنه في ظواهر عدة, كالاعتقالات
والتظاهرات والصدامات مع القوات الاسرائيلية هنا وهناك. كذلك يلاحظ انه ليس هنالك ولو
م
تاريخ
يناير ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17762 (3 views)