شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 35)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 35)
- المحتوى
-
شخص واحد من ذوي الشاأن في المناطق المحتلة يمكن وصفه بانه «متعاون» مع الاحتلال
الاسرائيلي؛ بل ان الجميع يدينونه. بشكل او بآخرء ويبتعدون عنه. ولا شك ان نشوء مثل هذا
الوضع الرافض للاحتلالء ومن ثم ضمان استمرارهء مهم للغاية لمستقبل القضية الفلسطينية,
من حيث انه يجعل من الصعب على الاسرائيليين تجاهل القضية الفلسطينية على المدى الطويل,
او محاولة ايجاد حل لها يتجاهل اماني الفلسطينيين وحقوقهم. الا ان هذا الانجاز بحد ذاته:
يبقى في النهاية سلبيا وغير كاف على صعيد ايجاد حل للقضية الفلسطينية . كذلك لا يكفي ايضاء
في هذا الصدد, تطويق المشاريع الاسرائيلية» دوليا وعربيا من جهة؛ وطرح مشاريع حلول عقلانية
بديلة ومحاولة العمل على تنفيذها من جهة اخرى. بل ينبغى اضافة الى ذلك كله ويموازاته. تطوير
مقاومة مسلحة؛ حتى ولو كان سلاحها مسدسا بسيطاء تكون ناشطة وفعالة داخل الاراضي
المحتلة. تعمل بدأب ونجاعة على التصدي للمخططات الاسرائيلية وعرقلة تنفيذهاء وتمارس نشاطا
يؤكد للصهيونيين ان الارض الفلسطينية غير قابلة للابتلاع. ولا شك انه بدون تضافر كافة تلك
العوامل: مجتمعة؛ لن تكون هنالك حتى بداية لاسترجاع شيء من الحقوق الفلسطينية.
ان منظمات المقاومة الفلسطينية؛ كما هو معروف جيداء لا تنفك تتحدث عن ضرورة
«تصعيد النضال في الاراضى المحثلة». وقد لا تجد بيانا فلسطينيا واحد! يخلو من مثل هذه
العبارات. غير ان ذلك كله ليس الا مجرد كلام, والواقع شيء آخر تماما. فالمنظمات الصغيرة
توقفت, كما يبدى. منذ مدة غير قصيرة عن ممارسة اي نشاط داخل الارض ال محتلة, وتكاد تكون
عديمة الوجوب هناك. بل ان ما لديها من قوى بشرية في الخارج لا تكفي متطلباتها المتضخمة
والفارغة احيانا. اما المنظمة الكبيرة فانها تكاد «تدوخ» وتتقع ارضا من جراء ترهلها وكثرة الشحم
على جسمها. وبين حانا وماناء ضاعت لحانا؛ وكاد نشاط المقاومة الفعال داخل الارض ال محتلة
يختفي. ولا شك ان مثل هذا الوضع بحاجة الى تصحيع, بعد «نفضه» من اساسه. وحتى لا نقع
في عموميات «التنظيره وسلبياته. ونروح نتحدث على طريقة البيانات الفلسطينية» نرى انه من
الافضل وضع بعض النقاط على الحروفء من خلال تقديم بغض الامثلة في هذا الصدد.
ان المقاومة الفلسطينية المسلحة داخل الاراضي المحتلة بحاجة الى اعادة بناء وتأسيس,
بحيث تنبت لها «اسنان» تعض ومخالب «تخرمش» على الاقلء مما يمكنها من اداء مهامها بنجاعة
وعقلانية من ناحية» وتقديم اقل مدى ممكن من التضحيات (وكذلكء: وهذا هو الاكثر اهمية. من
الشهداء) من ناحية اخرى. ويبدو ان مثل هذا العمل ليس بذلك المدى من الصعوية الذي يصعب
معه تحقيقهء بل ان هنالك العوامل المساعدة على ذلك. وهذا العملء او «المشروع» ان شنّتم؛ مثل
اي عمل آخر بحاجة الى تخطيط مسبقء يقوم على اسس علمية سليمة. والتخطيط مثل هذا العمل
يقضى اولاء او هكذا نعتقد على الاقل» باقامة جهاز استخبارات متخصص بشؤون الصهيونية,
على اختلاف تشعباتهاء داخل الوطن المحتل وخارجه. ولا نقصد بذلك شيئا شبيها باجهزة الامن,
القائمة على تجنيد المخبرين من اشباه المثقفين والمنهمكة في تحديد تنقلات هذا أو معرفة
تصريحات ذاكء دون ان تتمكن في نهاية الامرمن تحقيق اي «امن». بل ان ما نقصده. هو اقامة
جهاز استخباراتي عصري «مثقف», عناصره من المتخصصين في العلوم المختلفة, كالقانون
والاقتصاد والسياسة والعلوم الطبيعية والكيماوية واللغات, واي موضوع ضروري آخرء بحيث
يكون قادرا على جمع المعلومات الصحيحة وتنسيقها وتحليلها وتقديم النتائج المترتبة على ذلك.
وباعتقادناء ان اقامة مثل هذا الجهازليست عملية صعبة ابدا لوتم توخي اختيار العناصر المؤهلة
الل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)