شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 37)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 37)
- المحتوى
-
الصهيونية ومحاربتها واحتوائهاء الخ» نجد مثلا ان مستوى المعرفة بتلك المخططات او الاطلاع
على ابعادها يكاد يكون بائسا للغاية اوحتى معدوما البتة؛ مع ان تلك المعرفة ضرورية للغاية كشرط
اساسي للتصدي للسياسة الصهيونية او, على الاقل؛ للتعاطي معها. ولا حاجة للتنويه ان التقصير
العربي في هذا المجال يكاد يكون تاريخياء اذ بعد مرور ما يزيد على قرن من الزمن منذ بداية
النشاط الاستيطاني الصهيوني في فلسطين نكاد لا نجد, مثلاء ولو مؤسسة واحدة ذات مستوى
وتستحق هذا الاسم منهمكة في متابعة الشؤون الصهيونية ودراستها واستخلاص ما ينبغي
استخلاصه من ذلك. وحتى بعد ان نما الكيان الصهيوني في فلسطين وكبر خطره واستفحل شره,:
وقامت اسرائيل باحتلال فلسطين بأسرها ومعها ايضا مساحات من الدول العربية المجاورة لهاء
وراحت تعربد في المنطقة هنا وهناكء لم يطرأ الا تغيير بسيط في هذا المضمار. وتمثل هذا التغيير
باتخاذ بعض الاجراءات المترددة والخجولة» كالبدء بتدريس اللغة العبرية فقط هنا او هناك دون
ان يجد دارسوهاء بغد «تخرجهم». حتى مجالا للعمل في حقل «تخصصهم»؛ وذلك لسبب بسيط
للغاية» اذ يبدى انه ليست هناك مؤسسات في العالم العربي تحتاج للتعامل مع هذه اللغة؛ على
ما يعنيه ذلك. ١
ولا حاجة للتنويه ان الموقف العربي من هذه الناحية؛ التي يبدو لاول وهلة كأنها عديمة
الاهمية, ليس الا مؤشرا واضحا على الموقف العام تجاه مسالة الصراع العربي - الاسرائيلي عامة.
فهناك حديث, حديث فقط؛ عن ضرورة العمل, والتحرك والتنسيق والتخطيط والتصدي (الخ)
للمخططات الصهيونية من جهة» ولكن هنالك عملا صغيراء او لا عمل على الاطلاق في هذا الصدد
من جهة ثانية. ويبدى ان معظم الشعوب العربية, رغم حديث قادتها او مفكريها او زعمائها من
حين الى آخر حول الخطر الصهيوني تشعر في قرارة نفسها انها عمليا في مأمن من هذا الخطر,
بصورة او باخرىء بينما تشغلها شؤونها وشجونها الخاصة. واذا كان هذا هو الوضعء ولم يكن
بالامكان «اقامة الدين في مالطة», اي حمل العرب عامة على التنبه للاخطار الناجمة عن النشاط
الصهيونيء فانناء نحن الفلسطينيين لا نستطيع العيش في هذه «الفخفخة» والتصرف على هذا
الاساس. فالخطر بالنسبة لنا داهم وجدي وملموس جداء وقد ابتلع» حتى الآن؛ نحو نصف
الوطن» ويهدد بابتلاع النصف الآخر تدريجيا. ولذلك لا مناص من التصدي له, او التعامل معه:
بطريقة علمية حديثة تختلف جذريا عن الممارسات التي ميزت العمل الفلسطيني في هذا الصدد
حتى الآن. فهذا الاطار يضم حتى الآن عددا لا بأس به من «الابوات»؛ من ذوي
«الاختصاصات» المختلفة ( ولقد سمعنا مؤخرا ان احدهم يطلق على نفسه اسم «ابو
الجماجم»..)؛ ولكن ينقصه بشكل واضح تخصص مهم يمكن ادراجه تحت اسم «ابو صهيون».
وهناك فعلا حاجة ماسة ل «ابو» او حتى «ابوات» صهيون؛ تكون مهمتهم التعامل مع الكيان
الصهيوني؛ بطريقة عصرية حديثة وبكافة الطرق والوسائل حلوها ومرهاء وبالتي هي احسن..
او اسواء حسب ما تدعو الظروف, وما تمليه المصلحة. صحيح ان اطر المقاومة الفلسطينية تضم
عددا لا بأس به من المهتمين بالشؤون الاسرائيلية او المطلعين عليها اومن يتابعونها. ولكن ليس
هنالك على حد علمناء من يليق بلقب «ابو صهيون» حتى الآن. فمثل هذا الشخص لا يكفيه ان
يكون مطلعا أو عالما بشؤون صهيون وقادرا على التعامل معهاء بل ينبغي ان يكون ايضا ملماً
باصول اللعبة «الابواتية» التي تتطلبء ايضاء من بين ما تتطلبه. القدرة على المناورة واللف
والدوران والمزاودة ولي الايدي. الخ مرفقة ببعد النظر والكياسة والشجاعة. ولا يبدو انه يوجد
58 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)