شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 38)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 38)
- المحتوى
-
هناك من يتمتع بكافة هذه الصفات مجتمعة.
واذا لم يكن لدينا حتى الآن «ابو صهيون» يقوم بتنفيذ المهام التي يفترض ان تكون من
اختصاصه. فينبغيء على الاقل» ايجاد هِيئّة اى جهة او دائرة اى «عنوان» ما يقوم بذلك» ودون
ابطاءء نظرا لما لهذه المسألة من اهمية. فمع ضرورة تصعيد الكفاح المسلح ضد المحتل
الصهيوني, وهو دون شك شرط اساسي لا بد من توفره بكل مضامينه اذا كانت هنالك نية لايجاد
حل ما للقضية الفلسطينية يعيد للفلسطينيين ولو بعض حقوقهم, لا بد ايضاء في الوقت نفسه,
وبالمدى ذاته. من ممارسة العمل السياسى تجاه الكيان الصهيوني والقوى المختلفة الناشطة
داخله. والافادة من المتغيرات التى تفرزها التفاعلات والتوترات المختلفة داخل ذلك الكيان.
ويتعبير آخرء وكما تطور نشاط الحركة الفلسطينية خلال العشرين عاما المنصرمة من عمل فدائي
سري محصور داخل منطقة معينة الى آخر عسكري سياسي شامل لف تدريجيا العالم باسره,
ينبغي ان يتطور ايضا بالشكل نفسه تجاه اسرائيل؛ فيشمل كافة المجالات المهمة, عسكرية كانت
ام سياسية ام غير ذلكء سوية وبالمدى نفسه.
والحقيقة هي انه لا بد من التنويه ان «تقدما» ما طراء مع مرور الوقت؛ على النشاط
الفلسطينى في هذا الصدد . ففى البداية تميز الموقف الفلسطيني عامة, تحت تأثير المواقف والآراء
التى كانت سائدة في العالم العربي آنذاك, بشجب كل ما له علاقة باسرائيل اويمت بصلة اليهاء
باعتبارها كتلة واحدة متماسكة من الشرور والسلبيات والاخطارء وبالتالي لا تعامل معها الا عن
طريق البندقية. الا ان هذا الموقف راح يتغير تدريجيا اثر «الاكتشافات» التي توصل اليها
النشيطون الفلسطينيون بالنسبة لاسرائيل. فقد «اكتشف»ء اولتكء اولاء ان هنالك فلسطينيين
عربا مثلهم لايزالون يعيشون داخل اسرائيلء في المنطقة المحتلة منذ العام /54١؛ ولهم نشاطهم
الخاص بهم. ثم «اكتشفواء ان هنالك احزابا في اسرائيلء ذات اتجاهات مختلفة بينها حتى حزب
شيوعي. كذلك «اكتشفوا» ان هنالكء مثلاء يهودا شرقيين وآخرين غربيينء ويوجد تمييز فيما
بينهم, الخ. ومع تجمع هذه «الاكتشافات» وتوفر «المعلومات» عنهاء وان كانت بدائية وضحلة
وهامشية: تغير الموقف الفلسطيني من لا مبالاة الى اهتمام زائدء جر العديد من المفارقات
المضحكة, الشبيهة بتلك الناجمة عن تعرف ذلك الاعرابي الذي قضى جل عمره في الصحراء الى
ان قدرله يوما ان يدخل المدينة؛ فبهرته بكل ما فيها وحار في تصرفاته . فبعد ان وُجد من المناسب
العمل في المجال السياسي ايضاء تشرذم الفلسطينيون وتحزيّواء ونشأت بينهم كالعادة تيارات
لكل منها «ابطالها» داخل الكيان الصهيوني. فمنهم من اعتقدواء مثلاء وان كانوا من ذوي
خلفيات مختلفة. انه لا يجوز التعامل الا مع راكاح, اي الحزب الشيوعي الاسرائيلي» وآخرون
رأوا الحكمة في التعامل مع حركة السلام الآن: وبعضهم اعتبر القائمة التقدمية باب الخلاص,
وغيرهم رأى ان يذهب الى ابعد من ذلك فحاول الاتصال بهذا وذاك.
ولا حاجة الى التنويه كثيرا بان مثل هذه المواقف هى ساذجة وخاطئة من اساسها. فالقضية
الفلسطينية؛ في مراحلها الحالية, هي اخطر واعقد واشمل واعمق من ان تجد حلا لها بواسطة
تعامل هذه الجهة؛ او ان شتتم الشرذمة من بين الفلسطينيين مع تلك الموازية لهاء او المقربة منهاء
بين الاسرائيليين. كذلك يبدو انه من الخطأً حتى السماح لهذه الجهة او تلك خارج اسزائيل أو
داخلهاء بخلق انطباع خاطىء كأنها هيء دون غيرهاء «وكيلة» الفلسطينيين او «ممثلهم» داخل
الكيان الصهيوني. فليس هنالك جهة واحدة ووحيدة, مهما كبرت او ضخمت نفسهاء قادرة على
59 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)