شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 40)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 40)
- المحتوى
-
ولم تكن هذه الناحية؛ على اهميتهاء هي الحاسمة على كل حال؛ بل نشاً الاهم من ذلك.
فمن خلال المماررسة:؛ وللحرص على ما سمي «الوحدة الوطنية». وباعتبار ان منظمة التحرير
الفلسطينية عرفت بانها «اطار جبهوي» يضم كافة العاملين في المجال الفلسطيني؛ ينبغي ان
«تراعي خواطرهم» جميعاء نش وضع لم تعد معه القرارات السياسية او التنظيمية او اية قرارات
اخرى ذات اهمية تتخذ الا باجماع الاصوات. وبذلك اكتسب كل تنظيم حق الفيتو تجاه القضايا
المصيرية, بعد ان تحول الى' «كيان» ذي سيادة؛ قائم بذاته ومتحد «كونفدراليا» مع المنظمات
الاخرى. وقبيل الخروج من بيروت كان هنالك؛ على ما نذكرء سبع «سيادات» من هذا النوع؛ كل
منها عبارة عن تنظيم فلسطينيء او شبه فلسطيني باعتباره مرتبطا بهذا النظام العربي اوذاك:
ولكل منها مؤسساته ومصالحه وسياساته وحتى نشاطه الخاص به. ونتيجة لذلك؛ لم يعد بالامكان
اتخاذ أي قرار سياسي حاسنم او القيام باي تحرك مهم وضروريء واعترى العمل الفلسطيني
الجمود خصوصا عندما تكون القرارات المطلوبة متعلقة بعظائم الامور.
لقد تعرض هذا البناء الفلسطيني لهزة عنيفة اثر الغزى الاسرائيلي للبنان, مع صيف
87 وما تلاه من نزوح المقاومة الفلسطينية عن هذا البلد مع معظم مؤسساتهاء التي توزعت
على بلدان عديدة؛ فانكسر الدف وتفرق الخلآن. ثم تعرض لهزة اخرى اكثر عنفاء اثر تصاعد
صلف وغرور نظام البعث في سورياء الذي حاول جاهدا بمختلف الوسائل شل منظمة التحرير
الفلسطينية بمنع انعقاد المجلس الوطني الفلسطينيء ورفض كافة محاولات الوساطة التي بذلتها
اطراف فلسطينية وعربية في هذا الصدد. فكانت النتيجة ان عقد المجلس الوطنى الفلسطيني.
في دورته الاخيرة في عمان» بمن حضر من اعضائه؛ وان كانوا الاكثرية وشكلّوا نصاباء بينما تغيب
عنه ممثلو تنظيمات عدة؛ نتيجة للضغوط السورية. ولأول وهلة؛ قد يميل البعض الى استنكار هذا
الدور الذي لعبه حكام دمشق. غير انناء لو توخينا الحقيقة والمصلحة العامة لوجب علينا توجيه
: الشكر الى السيد حافظ الاسد وصحيه على هذه الخدمة الجليلة التى قدمها للعمل الفلسطيني,
وذلك بالتدخل - كالعادة بفظاظة معهودة اسرعت بعملية الفرز في الساحة الفلسطينية وجعلتها
حقيقة واقعة.
والحق ان مثل هذه العملية كانت مطلوبة وضرورية منذ وقت طويل, الا انه يشك فيما
اذا كان بالامكان وقوعها لولم يحدث ما حدث من غزو اسرائيلي للبنان واجلاء المقاومة عنه؛ ثم
ما تلاه من تشنج لدى النظام السوريء وتهديد ووعيد لهذا التنظيم او ذاكء ومحاولات فاشلة
لل يد النشاط الفلسطيني بأسره وحمله على الدوران في الفلك البعثي سوري. ولا شك انه لولم
يحدث ما حدث؛ ولم تحصل عملية الفرز تلك وتفرض عدوة:» لما تجرأت قيادة منظمة التحرير
الفلسطينية, ونقصد على وجه التحديد بالذات قيادة «فتح» اياهاء على اتخاذ اي اجراء في هذا
الصددء بل لبقيت مترددة وجلة؛ كما كان عليه الوضع سابقاء تثابر على المحافظة على تنظيمات
تدور حولها هنا وهناكء وتختبىء خلفها عند الضرورة عندما تعوزها الشجاعة لاتخاذ القرارات
المهمة الضرورية. الا ان الوضع الجديد غير المعادلة من اساسهاء تماما وفق ما ينبغي ان يكون
ولا تكرهوا شيئًا.. 1
غير انه من الخطأ الاعتقاد, من ناحية ثانية» ان الوضع الذي نش حديثا سيتبت بمثل
هذا المدى من السهولة التى تبلور بها. فمؤامرة ارجاع احصنة طروادة الى الحظيرة الفلسطينية
لا تزال مستمرة وتتفاعل تحت شعار ما يسمى «الوحدة الوطنية», التي يسعى العديدون من
١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)