شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 42)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 42)
- المحتوى
-
دون غيرهم, وذلك بصراحة بتنقيته من «ممثلي» الانظمة العربية. وعلى سبيل المثال» اننا نعتقد
انه ليس هنالك مكان في المجلس الوطني الفلسطيني لمنظمة تسمى الصاعقة طلائع قوات حربي
التحرير الشعبية. فهذه المنظمة ليست في نهاية الامر الا امتدادا هزيلا لحزب البعث الحاكم في
دمشق. واذا اضطررنا يوما ما للتعاطي مع هذا الحزبء فيستحسن بالتالي التعامل معه مباشرة,
لا بواسطة «وكلاء» له, لا حول لهم ولا قوة, ولا يملكون حرية قرارهمء وبالتالي لا يثيرون الا
المشاكل. والموقف نفسه ينطبق ايضا على المجموعة المسماة «الجبهة الشعبية القيادة العامة»,
التي يقال انها ليست الا فرعا من اجهزة المخابرات السورية» كثيرة العدد ما شاء الله. لقد كنا
في الماضي مضطرين ل «مراعاة خاطر» سورياء او تقديم مغريات لهاء بالموافقة على منحها موقعا
مميزا داخل الاطار الفلسطينيء لقاء التسهيلات التي كانت تقدمها للعمل الفلسطيني: بصورة
او باخرى. اما الآنء وبعد ان كشف النظام السوري عن وجهه الحقيقي» وراح يضطهد
الفلسطينيين عنوة ويقمعهم: ويغلق مؤسساتهم ويطرد كل من يخالفه الرأي بينهم؛ فلا ينبغي
التعامل معه الا بالطريقة نفسها و «رد الجميل» له باستكصال «فلسطينييه» من اطار التنظيم
الفلسطيني العام وتركهم هدية له. دون مقابل بالطبع.
كما ان هذه الطريقة في التعامل ينبغي ان تطبق ايضا بحق كل تنظيم او مجموعة فلسطينية
اخرى ترفض الالتزام باسس اللعبة الديمقراطية؛ نصا وروحا. فهؤلاء جميعا ينبغي استتصالهم
وتركهم لنظام بعث دمشقء ليهنأوا به ويهناً بهم. ولا ينبغي التردد كثيرا في ذلكء ولا الشعور
بالأسف نتيجة له. فهؤلاء مثل حكام بعث دمشقء لن يقدموا شيئًا مفيدا لشعبهم أو لأمتهم؛ بل
ان العكس هو الصحيح. لقد قدموا ارهابا ومآسيء واغتالوا حتى الآن مجموعة من المناضلين
الشرفاء. كان آخرهم الشهيد فهد القواسمي. ولقد آن الاوان للرد عليهم, بمعاقبة المسؤولين
بينهم» وكل من تثبت له علاقة بجرائمهم من اجهزة الانظمة العربية؛ او كائنا من كان. لقد طال
السكوت على هؤلاء فذهبوا في غيّهم بعيدا ولا شك انهم سيستمرون في سياستهم الآثمة الى ان
تقطع ايديهم الملطخة بدماء الشرفاء. والمسألة لا تقف فعلا عند هذا الحد فقطء بل ان لها
انعكاسات عديدة وخطيرة. ان منظمة تحرير فلسطينية غير قادرة على حماية نفسها من مثل هذه
الزمرلن تحظى باحترام احد, وقد لا تصبح طرفا لأي حل للقضية الفلسطينية, فيضيع نضالها
سدى. كما ان هذا الارهاب سيظل يرافقناء مهما تطورت اشكال النضال الفلسطيني: وسيتغلغل
حتما داخل اي كيان فلسطينيء ان نشاء الى ان يقطع دابره؛ وذلك بتصفية الرؤوس النجسة
التي تخطط لهذا الاجرام من جهة» وقطع ايدي منفذيه من جهة ثانية. ان هؤلاء سيستمرون في
ضلالهم» ان سكتنا عنهم اوضربناهم, فلماذا لا نحاول ضربهم؛ علنا نستريح من اثمهم. ان هذه
عملية لا بد منها في نهاية الامرء وكلّما تسارع تنفيذها كان ذلك احسن, خصوصا وان رؤوس
الفتنة معروفون جيدا وليس من الصعب ابدا الوصول اليهم. لقد كان التواني في الرد على هذه
الحفنة من المأجورين في الماضيء لاسباب تتعلق بطبيعة «القيادة» الفلسطينية؛ لا يستحسن
ذكرهاء حتى الآن على الاقل؛ واحدا من الاسباب الرئيسية التي دفعتهم الى تصعيد اجرامهم,
ووسقوط المزيد من الشهداء. وقد آن الاوان لكي ينالوا عقابهم. '
وانطلاقا من هذه المعايير دون غيرهاء ينبغي بذل كل ما هو ممكن لجمع الصف الفلسطينى
وتوحيد كلمته في اطار منظمة التحرير الفلسطينية الملتزمة بقضيتها وتمارس الديمقراطية بشكل
ماء بما في ذلك اولتك الذين يحلولهم ان يطلقوا على انفسهم صفة.. «اليساريين». وفي هذا الصدد,
3 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)