شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 47)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 47)
- المحتوى
-
على جماهير الشعوب العربية» وانتظرها الفلسطينيون؛ فهل كانت الدول العربية الاخرى في موقف
أفضل؟.
تفيد وقائع تلك الفترة بانه كان لجميع الدول العربية ارتباطاتها ببريطانيا أساساً؛ كما كان
لها اتصالاتها مع زعماء الحركة الصهيونية. وكانت تلك الدولء التي حصلت على استقلالها
حديثاً. تطمح في تعزيز ذلك الاستقلال في الأطر الجغرافية التي رُسمت لهاء بالرغم من دعوتها
للتوحيد . فعداء آل سعود في الجزيرة العربية للهاشميين في الاردن والعراق كان أشد من العداء
للاسرائيليين. ومطامع العراق في سوريا كانت تدفع بالسوريين الى القيام بأي شيء لمواجهة العراق.
وكانت بريطانياء الدولة التي ترعى تلك الكيانات مقابل السكوت عن إقامة كيان اسرائيلي في
وقد حاولت الحركة الوطنية الفلسطينية؛ في لحظة صحو سياسيء ان تقيم كياناً لها على ما
تبقى من أرض فلسطين, فعقدت اجتماعاً في غزة ضم النخب السياسية والفعاليات الاجتماعية
تحت رعاية الهيئة العربية العليا في الأول من تشرين الأول (اكتوير) /155؛ وسمي باسم المجلس
الوطني؛ وقرر تشكيل «حكومة عموم فلسطين». واعترفت جامعة الدول العربية بهاء التي كانت
قد أعلمت الامم المتحدة في ١9 أيار (مايو) ١14/4 بمذكرة جاء فيها: «سابعاً تعترف حكومات
الدول العربية... أن الحل الوحيد العادل لقضية فلسطين؛ هو انشاء دولة فلسطينية موحدة»').
ولم يكتب لتلك الدولة الفلسطينية الحياة لعدة أسبابء منها:
١ - انقسام الحركة الوطنية الفلسطينية: حيث عقد في عمان مؤتمر مواز لمؤتمر غزة» وطلب
من الملك عبد الله ضم الأراضي الفلسطينية الباقية والقبول بأن يكون ملكاً عليها.
" - دعم الدول العربية لحكومة عموم فلسطين كان رخواً بالرغم من انذاراتها بفصل
الاردن عن جامعة الدول العربية بسبب ضمّه للأراضي الفلسطينية. وتُركت تلك الحكومة تموت
بفعل الزمن «ففي الخامس من تشرين الأول طلبت الحكومة المصرنة من الحاج أمين؛ رئيس
المجلس الوطني... مغادرة غزة الى القاهرة للتباحث في بعض الأمورء فرفض . واستدعي في اليوم
التالي الى مقر الحاكم الاداري لمحادثة النقراشي بالتلفون. وهناك أفهمه النقراشي بضرورة المجيء
الى القاهرة, فوافق... ولم يسمح له بمغادرة مقر الحاكم الاداري إلا الى القاهرة»”). وفتر حماس
الحكومات العربية للحكومة الفلسطينية الوليدة «فامتنعت الجامعة العربية عن دعوتها لحضور
اجتماعاتها اللاحقة, كما امتنعت الحكومة المصرية, وهى السند الرئيسي لهاء عن السماح لها
بممارسة مهماتها في قطاع غزة, الذي كان يحتله الجيش المصري في ذلك الوقت»©.
وهكذا مع بداية الخمسينات: كان قد توزع الكيان الجغرافي لفلسطين بين دولة اسرائيل
الوليدة. والحكومات العربية؛ التي ضمت إليها أو وضعت تحت إشرافهاء ما تبقى من أراضي
فلسطين؛ كل في منطقة سيطرة عساكره. وانتهت؛ بنهاية «حكومة عموم فلسطين», التجربة الكيانية
السياسية الأولى للفلسطينيين» الذين توزعوا بين لاجئين في الدول العربية» التي استضافتهم,
أو حاملي جنسية الدولة التي ضمت أراضيهم (الاردن)؛ أو خاضعين للادارة العسكرية
الاسرائيلية في المناطق القليلة التي تمكن سكانها من البقاء فيها وخصوصاً في الجليل وبعض مدن
الساحل. ” ١
لقد ساهم ضعف قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية» وتوزع ولاءاتها؛ وفقدانها لآية تجربة
كيانية سابقة؛ اضافة الى طبيعتها الطبقية ومستوى وعيهاء في عدم توفر مقومات استمرار تلك
8 - هو جزء من
-
شؤون فلسطينية : عدد 142-143
- تاريخ
- يناير ١٩٨٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)