شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 50)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 50)
المحتوى
اذن؛ لماذا لا يكون له هو الآخر, شروطه وشروطه المضادة الفلسطينية في الاطار القومى
العريض0952),
أنتلجنسيا المخيمات
شت القيادة الوطنية الفلسطينية تدريجياً بعد النكبة. حيث توزع اعضاؤها في العالم
العربي د حسب توزع ولاءاتهم» أو حسب الظروفء منهم من جعل مصر مقراً له, ومنهم من أقام
في عمان»: أو دمشقء أو بغدادء أو الرياض. ولم يبق من آثار هذه القيادة الا بيانات توزعها في
المناسبات الهيئة العربية العليا التي يرئسها الحاج أمين الحسيني. وتوزع الشعب الفلسطيني
في مخيمات المنافي محكوماً بالعوز المادي وقهر السلطات العربية الى درجة ان ما من فلسطيني
إلا وتمنى لو بقي في وطنه حتى تحت الاحتلال الاسرائيلي. وقد «كانت هموم الفلسطيني (التائه)
متواضعة... لا تتعدى تأمين المأوى ولقمة العيش ورد المهانة»(؟')
حمل الجيل الفتي الذي غادر فلسطين في ذاكرته صور المأساة. كما ترك القهر الذي عاناه
في مخيمات اللجوء بصمات لم تكن أقل تأثيراً من تلك المأساة. وكان عزاؤه الأمل بالعودة. من ابناء
هذا الجيل كان من تيسر لهم فرص الحصول على مستوى معين من التعليم أكملوه في المنفى,
بحكم وضع اسرهم الميسور نسبياً. ومن هؤلاء ستظهر القيادة الوطنية الفلسطينية التي وعت واقع
المأساة, ببعديها الوطني والعربي, الاحتلال والمنفى, والتي ستقود كفاح الشعب الفلسطيني.
هذا الجيل يسجل في كتاباته اللاحقة تقييمه لمرحلة النكبة, محملاً مسؤولية مأساة
فلسطين للقيادة الوطنية الفلسطينية التقليدية, وللحكومات العربية «فالدول العربية كانت تظهر
لنا تعاطفاً بالغ العذرية والافلاطونية» فتعد بالكثير ولا تزودناء عملياًء إلا بمعونة شبه رمزية. ولم
يكن الفلسطينيون يتمتعون بمنظمة شبيهة بالوكالة اليهودية التي كانت تستقطب الأموال
والوسائل التي لا غنى عنها لشراء ونقل الاسلحة؛ كما كانوا محرومين من القيادة السياسية
والعسكرية التي يسعهاء فيما لو وجدت, ان تنظم مقاومتهم... وحين استرجع ذلك فإني اعتقد
ان مواطني أخطأوا حين وثقوا بالانظمة العربية» كما أخطأواء ؛ على أية حال, حين تركوا لميدان
خالياً للمستوطنين اليهود. كان عليهم الصمود مهما كلف الأمن!(*0.
ومن أبناء هذا الجيلء وبهذا الوعي لواقع القضية الفلسطينية القائم على الشك بنوايا
الأنظمة العربية؛ برزت الانتلجنسيا الفلسطينية, تستلهم الحلم لتواجه واقع المنفى؛ وتبحث عن
وسيلة تستعيد بها الثقة بالذات الفلسطينية, فانخرط بعضها في الحركات السياسية التى كانت
قد نشأت مع النكبة (البعث العربي الاشتراكي)؛ وأسهم البعض الآخر في إنشاء حركات سياسية
جديدة (حركة القوميين العرب)» أو استمر في أحزاب كانت قائمة من قبل (الشيوعيون والاخوان
المسلمون) أو حلم بإنشاء منظمة جديدة لم تكن آفاقها واضحة؛ انما بالتجربة بد أوا يتلمسون
بدايات طريقهم «كان تقديرنا هو انه ليس لابناء وطننا ان ينتظروا شيئاً من الأنظمة العربية
الفاسدة في معظمهاء أو المرتبطة بالامبريالية» وانهم يخطئون بالمراهنة على الأحزاب السياسية
القائمة في المنطقة. وكنا نعتقد ان على الفلسطينيين ألا يعتمدوا أساسا إلا على أنفسهم»0").
وبقدر ما راهن أصحاب الاتجاه القومي العروبي على إمكانية حصول تبدل في الواقع
العربي يحقق النهضة والوحدة والتحريرء بقدر ما راهن أصحاب الاتجاه الذي بدأ يفكر بالاعتماد
ه١‎
تاريخ
يناير ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)