شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 54)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 54)
المحتوى
وهكذ! عقدت في الثالث عشر من كانون الثاني (يناير) 1975 القمة العربية الأولى. وتقرر
في تلك القمة ان تقوم الدول العربية بتحويل روافد نهر الاردن» رداً على المشروع الاسرائيلي. كما
تقرر العمل على تنظيم الشعب. الفلسطينيء فالمؤتمر «ايماناً بحق الشعب العربي الفلسطيني في
تقرير مصيره... وبأن التضامن العربي هو السبيل الى درء المطامع الاستعمارية... اتخذ القرارات
العملية اللازمة لاتقاء الخطر الصهيوني الماثل, سواء في الميدان الدفاعي... أو ميدان تنظيم
الشعب الفلسطيني وتمكينه من القيام بدوره في تحرير وطنه وتقرير مصيره»!*), كما جاء في بيانه
الختامي.
وفي ضوء مداولات القمة العربية الأولى» قرر الرؤساء والملوك العرب «أن يستمر السيد
أحمد الشقيريء ممثل فلسطين لدى جامعة الدول العربية, في اتصالاته بالدول الأعضاء بغية
الوصول الى إقامة القواعد السليمة لتنظيم الشعب الفلسطيني»97".
واستفاد الشقيري من تلك البادرةء فتمكن» بعد الاتصال بعدد لا بأس به من الفعاليات
الفلسطينية؛ والقاء الخطب في المخيمات؛ من ان يعقد في 14 أيار (مايو) 1975 مؤتمراً في القدس
ضم ‎750١‏ مندوباً فلسطينياً. دحيث عرض برنامجه لقيام المؤسسة الفلسطينية» التي عرفت منذ
ذلك التاريخ باسم منظمة التحرير الفلسطينية,0) ا. وهكذاء ‎٠‏ فرض الشقيري على القمة العربية
الثانية, التي عقدت اجتماعاتها في الخامس من أيلول ) سبتمير) 64 في الاسكندرية. حقيقة
واقعة, هي قيام منظمة التحرير الفلسطينية؛ حيث أجمع المجتمعون في القمة «على تحديد الهدف
القومي في تحرير فلسطين من الاستعمار الصهيوني.... ورحب المجلس بقيام منظمة التحرير
الفلسطينية دعماً للكيان الفلسطيني وطليعة للنضال العربي الجماعي لتحرير فلسطين»0".
تختلف التفسيرات حول المعطيات التي دفعت بالدول العربية الى القبول بولادة منظمة
فلسطينية, والسماح لها بالعمل على تأطير الشعب الفلسطيني. فالبعض يرى ان ذلك كان مدخلا
لتهرب الحكومات العربية من مسؤولياتها تجاه فلسطين. والبعض الآخر يرى انها كانت وسيلة
لضبط النشاط الفلسطيني الذي بدأت تلمسه مخابرات تلك الحكومات. وفي كل الحالات, بالرغم
من ان ذلك القرار العربي يشتمل ضمناً على جميع التفسيرات؛ بما فيها التفسير الايجابي وهو
ن الدول العربية بدأت تعي أهمية ان ن يشكل الفلسطينيون الطليعة لتحرير فلسطين؛ فإن ذلك
07 .كان البداية لاحياء الكيان الفلسطيني, حيث سيشكلء في وقت لاحقء كياناً ‏ رمزاً» يتولى
احياء الذات الفلسطينية, كما سيتولى احياء القضية الفلسطينية في الساحتين العربية
والدولية: بعد ان غيّبت لأكثر من ربع قرن.
لم يلق تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية القبول في بعض الأوساط السياسية
الفلسطينية. فقد اعترضت عليه الهيئة العربية العليا التي يتزعمها الحاج أمين الحسيني. كما
القي معارضة من المنظمات الفلسطينية الاخرى التي أعلنت عن وجودها مع بداية عام ‎١476‏
‏مطلقة شعار «الكفاح المسلح طريق التحريره عبر أول عملية قامت بها حركة «فتح» باسم قوات
العاصفة في الأول من كانون الثاني (يناير) 1576.
ولم يكن لفكرة الكيان محددات جغرافية أو سياسية أو تنظيمية. ففي خطاب الشقيري
الذي افتتح به اجتماعات المجلس الوطني الفاسطيني الأول؛ تحدث عما وصفه «بالاشتقاق
اللغوي لتعبير الكيان الفلسطيني»... فأكد انه «ليس كياناً انفصالياً؛ فنحن دعاة وحدةء ولا كياناً
انعزالياً فنحن رسل تضامن واخاء»(”""). كما لم يكن لدى الرؤّساء والملوك العرب مقهوم محدد
66
تاريخ
يناير ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)