شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 78)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 142-143 (ص 78)
المحتوى
سبط اسرائيل». وهناك رواية اخرى تقول انهم قبيلة اعتنقت اليهودية في وقت متأخر,. خلال
القرون الوسطىء على يد بعض التجار اليهود القادمين الى اتيوبيا من مصر او اليمن» وهذه رواية
يرججها الباحثون الاتنولوجيون.
والفالاشا «برهان حيّ على ان خرافة النقاء العنصري التي تروج لها الصهيونية: لا اساس
لها من الصحة26")؛ فهم, من الناحية البدنية» افريقيون يشبهون غيرهم من الاثيوبيين» ويتحدثون
لغتهم الامهرية ولا يعرفون شيئًا عن اللغة العبرية. اما ثقافتهم الدينية» فهي ثقافة قديمة تعود
لاصول تسبق الحاخامية؛ مبنية على التراث الشفهي. وهم شديدو التمسك بدينهم؛ غير انهم
يختلفون تماماً عن اكثرية يهود العالم من حيث يهوديتهم؛ فكتابهم المقدس هو التوراة المكتوب
بلغة اثيوبية قديمة ذات أصل سامي هي «الجعزية»؟ وهم يشرحون هذا الكتاب بالأمهرية. اما
باقي الكتب اليهودية الاخرى, مثل المشناة او التلمود. فهم يجهلونها جهلا مطلقاء ويرفضون
الاعتراف بها بعد ان اخبروا بوجودها. وهذا ما يجعل منهم, عملياً. حالة خاصة جداً في اليهودية
المعاصرة, بالاضافة إلى حالات آأخرئ خاصة تميز يهود الهند والصين واليهود السود.
ولتميز عقيدتهم عن اليهودبية الارثوذوكسية السائدة. التي هي الدين الرسمي لدولة
اسرائيل» فان السلطات الرسمية والسلطات الدينية تنظر اليهم نظرة اقرب الى الشك؛ فهم, من
جهة؛ ناقصى الايمان» أو ليسوا يهودا بالمعنى الحاخامي ‏ التلمودي للكلمة. وهمء من جهة ثانية,
شأنهم شأن المجتمعات البدائية» منغلقون على انفسهم ولا يريدون الاندماج باليهود الآخرين,
يتزاوجون فيما بينهم ويجددون ثقافتهم التقليدية الخاصة بهمء ويصعب على الصهيونية دمجهم
في الاطار العام للدولة والمجتمع.
السوسيولوجيون الصهيونيون» بدورهم, يعوّلون على عامل الزمن دوراً كبيراً في امتصاص
الفالاشا وحل مشكلتهم: فهم ينتظرون من الجيل الجديد ان يكون «اقل مقاومة واكثر اندماجاً
مادام سينشاً ويتعلم في مدارس الدولة الصهيونية ويتشرب ثقافتها ويعملء من ثمٌّء في مؤسساتها.
انهم ينتظرونء: بمعنى آخرء موت الفالاشا الذين هُجَروا الى اسرائيل ليتم استيعاب ابنائهم
واحفادهم وصهينتهم.
ان الطريقة التي يتم بها الحديث عن الفالاشاء من قبل الصهيونيين: تتعمد الايحاء. وحتى
التصريحء بأنهم عانوا تاريخياً من العذاب والاضطهاد في اثيوبياء وهم يقتطعونء لاثبات ذلك »
حوادث جزئية بسيطة فيذكرون, مثلاء ان الفالاشا كانت لهم مملكة قوية في الماضيء وأنهم؛ منذ
القرن السابع عشر, يعانون من سيطرة السلطة الاثيوبية. وليس مجالنا هناء تحليل تاريخ تكون
المجتمع الاثيوبي والدولة الاثيوبية. غير اننا يمكن ان نكتفي بالقول ان المتتبع لتاريخ اثيوبياء
ولعملية الدّمج الكبرى والتكوين التاريخي لشعبهاء يلاحظ بوضوح كبير ان الوحدة الاثيوبية قد
تم الوصول اليها عبر سلسلة من الصراعات بين مجموعات القبائل المتجاورة ذات السيادة
المحلية» وان الصراع على النفوذ بين هذه القبائل قد استمر قرونا عديدة, بحيث ان كل قبيلة كانت
تؤلسس ملكها الخاص او «دولتها» الخاصة على المنطقة التي تقيم عليهاء وتفرض. على القبائل
الاخرى: حولهاء ان تعترف بسلطتها وان تنشىء معها نوعا من الحلف المشترك. البارز في هذا:
التاريخ؛ ان القبائل الامهرية» ريّما لأسباب جغرافية لكونها تتمركز في اواسط اثيوبيا وربما
لاسباب عددية وكذلك تنظيمية وتربوية: تمكنت من ان توسع سلصطتهاء وان تفرض هيمنتها على
مختلف القبائل حتى تمكنتء في آخر المطافء من ان تسيطر على الاطراف البعيدة في الشمال
17
تاريخ
يناير ١٩٨٥
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39479 (2 views)